ماهر رزوق
نحن نلاحظ أشياء معينة ، و نهمل الأشياء الأخرى ... نختار أن نتكلم عن الأشياء المذهلة و ليس عن الأشياء العادية ... نرى الصدفة بعد أن تحدث وليس قبل حدوثها ، لكن الأحداث الغريبة تحدث دائما ، عندما تتوفر لها الفرص الكافية للحدوث !!
هذا ما يقوله (بيتر بيفلين) في كتابه (seeking wisdom) و يضيف بأنه في مجموعة مكونة من (23) شخص ، تكون نسبة فرصة تواجد شخصين لهم نفس المواليد حوالي 50.7%
و كلما ارتفع العدد ، تزداد الفرص !!
يقول الصحفي المختص بالعلوم (مايكل شارمر) :
" البشر كائنات روائية و باحثة عن النمطية ، نحن نبحث عن الأنماط في حيواتنا ، ثم نسرد القصص حولها حتى نعطيها معنى "
يقدم (بيفيلن) المثال التالي : لو قذف (جون) العملة المعدنية (6) مرات ، قد يظهر الاحتمالين :
(A) = 623514
(B) = 666111
عندما نرى النتيجة ، نميل إلى رؤية النمطية في الخيار (B) ، لكن في الحقيقة كلا الاحتمالين لديهم نفس نسبة الحدوث !!
نحن نسعى إلى المنطق في كيفية حدوث الأشياء ، ولذلك نحاول أن نفهم النمط وراء حدوث أي شيء . من المحتمل دائما أن نجد النمط في أي شيء لو دققنا جيدا ، ولكن بالمقابل لا يمكننا التنبؤ بتلك الأنماط !!
و تحت عنوان فرعي (الإيمان بالمعجزات) ، يقول (بيفيلن) :
نحن نهمل كل المرات التي لم يحدث فيها شيء ، و ننتبه فقط إلى المرة التي حدث فيها شيء مذهل ... على سبيل المثال :
(ماري) تفكر بأن تتصل بصديقتها (جيل) ، و في نفس اللحظة تتصل (جيل) ... (ماري) أهملت كل المرات التي فكرت بها في (جيل) و لم تتصل (جيل) ... كذلك أهملت كل المرات التي لم تفكر بها في (جيل) و إتصلت (جيل) ... و أيضا أهملت كل المرات التي لم تفكر بها في (جيل) ، و لم تتصل (جيل) !!
لكنها بالتأكيد لم تهمل تلك المرة التي فكرت بها في (جيل) و اتصلت (جيل) بنفس اللحظة !!
#Maher_Razouk