بقلم: يوسف سيدهم
مسئولية رئيس التحرير أن يرسخ معايير الأداء الصحفي التي يتبعها ويلتزم بها فريق التحرير بما يعلي من تقاليد ممارسة المهنة ويلتزم بالتدقيق والمصداقية ويحافظ علي ثقة القارئ.. ومن أهم المبادئ المطبقة في هذا الخصوص الصرامة في مراجعة الأحداث والأخبار للتأكد من حقيقتها ودقة تفاصيلها قبل إجازتها للنشر.. صحيح أن هذا المبدأ في كثير من الأحيان يزيح جانبا شعار السبق الصحفي الذي تلهث وراءه كافة وسائل الإعلام المقروء, لكننا في وطني نفضل عدم الاندفاع في نشر خبر غير مدقق ونتأني حتي نتثبت منه لئلا نقع في مغبة الاستدراك والاعتذار للقارئ إذا تم نشره علي عجل ثم ثبت عدم صحته… وبينما لا يخلو الأمر من إرجاء نشر بعض الأحداث والأخبار لحين تدقيقها فيبدو أن الصحيفة الأسبوعية غير مواكبة للتغطية الواجبة كما أنه يصيب الزملاء بالإحباط إلا أن التعويض يكون في النشر الإلكتروني الذي لا يعمل وفقا لآليات التحرير والطباعة والتوزيع, بل يسارع بالتغطية والبث متزامنا مع الحدث والخبر.
لكن بالرغم من اليقظة والحذر في تدقيق الأخبار يبدو أنه كالقول الشائع لا يغني حذر من قدر (!!)- وهذا عينه ما حدث معنا في وطني الأسبوع الماضي ويستوجب الاستدراك والاعتذار للقارئ- فقد دفعنا الاهتمام والحماس الوطني لمتابعة أخبار استعداد مصر لإطلاق القمر الصناعي المصري طيبة 1 المخصص لأغراض الاتصالات وما صحب ذلك من زهو وفخر مؤداه انضمام بلادنا إلي ركب الدول التي دخلت عالم الأقمار الصناعية, علاوة علي ما يمثله طيبة 1 من طفرة نوعية مصرية في مجال الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.. وبناء عليه تم الإعداد لتجهيز مادة تحريرية تحقيقية عن هذا القمر وتفاصيل الإعداد له وفريق العمل الذي تولي تصميمه والمهام الموكلة له متي تم وضعه في المدار المخصص له في الفضاء ومجالات رصده لبلادنا المصرية والمناطق المحيطة بها الداخلة في مجال تغطيته.
اكتمل تجهيز المادة المطلوبة ورصدها للنشر في عدد الأحد الماضي اعتمادا علي تأكيد وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أنه تحدد إطلاق طيبة 1 الساعة الثامنة مساء الجمعة قبل الماضي من قاعدة جويانا بأمريكا الجنوبية بواسطة الصاروخ أريان 5 التابع لشركة أريان الفرنسية… وكان توقيت الإطلاق هذا يسبق التوقيت الأسبوعي لإطلاق وطني للطبع بساعات قليلة, وكان لدينا ارتياح أن العدد سيكون مواكبا لذلك الحدث الفريد والجذاب والذي يعد إنجازا وطنيا عظيما ومفخرة لنا جميعا.. فماذا حدث؟
طالعتنا الصحف صباح السبت -اليوم التالي لجمعة الإطلاق- بخبر يتصدرها عنوانه تأجيل إطلاق القمر الصناعي المصري طيبة1.. ويقول الخبر إن الدكتور محمد القوصي الرئيس التنفيذي لوكالة الفضاء المصرية أعلن أن إطلاق طيبة 1 تأجل لأسباب فنية تتعلق بعطل في منصة الإطلاق وسوف يتم في وقت لاحق الإعلان عن الموعد الجديد للإطلاق.. وأسقط الأمر في يدي, فعدد وطني الذي تمت طباعته وجار توزيعه يحمل المادة التحريرية التي تنبئ بالإطلاق الذي تأجل- صحيح أن المادة تسلط الضوء علي جوانب علمية وتكنولوجية وتنموية مرتبطة بالقمر ودوره في خدمة مصر, لكن يظل الأمر برمته مرهونا بإتمام إطلاقه الذي تأجل.. وهنا أعود وأردد لا يغني حذر من قدر وأعتذر للقراء.. وها هو طيبة1 يتم إطلاقه بنجاح مساء الثلاثاء الماضي ليستقر في موقعه المحدد في الفضاء ويبدأ في تحقيق أهدافه.
================
يا مسهل .. فات القليل .. ما بقي إلا الكتير ! !
بصدور قرار رئيس الوزراء رقم 35 لسنة 2019 في 3 نوفمبر الماضي, تم الإعلان عن تقنين أوضاع -أو إصدار موافقة مشروطة- للمجموعة الحادية عشرة من الكنائس ومباني الخدمات التابعة لها ضمن سلسلة المجموعات التي تولت لجنة تقنين أوضاع الكنائس مراجعتها وإقرارها بدءا من 2017/9/28 إعمالا لنصوص قانون بناء وترميم الكنائس الصادر بتاريخ 2016/9/28.
المجموعة الحادية عشرة التي نحن بصددها تشمل 64 كنيسة ومبني خدمات لتصبح بذلك حصيلة عمل اللجنة 1235 حالة من أصل 3730 حالة مقدمة أوراقها إلي اللجنة قبل إغلاق باب تلقي الأوراق.. أي أن اللجنة أنجزت 33% من الحالات ويتبقي أمامها دراسة وإقرار 67% منها.. تم إنجاز الثلث في 25 شهرا ويتبقي الثلثان, فهل نحتاج 50 شهرا أخري؟.. يا مسهل.. فات القليل.. ما بقي إلا الكتير!!