"الكلية خدت روحي ونفسي".. كلمات ضمن رسالة طويلة نشرها أحد أساتذة كلية الهندسة'>كلية الهندسة، تلقاها عبر تطبيق "صراحة"، من شخص مجهول، أخبره خلالها أنّه اتخذ قرارًا نهائيًا بالانتحار، لأنه لم يعد يحتمل الحياة في هذه الدنيا، إلا أنّه فشل في الوصول لصاحبها، وبعد واقعة انتحار الطالب، نادر محمد جميل، طالب كلية الهندسة'>كلية الهندسة جامعة حلوان، ربط على الفور بين الرسالة والحادث.
رسالة الانتحار المرسلة عبر تطبيق سمته الأساسية حجب هوية الراسل، ما يستدعي السؤال، لماذا لجأ طالب هندسة حلوان إلى تطبيق صراحة؟
يقول الدكتور جمال فرويز استشاري الأمراض النفسية، إن كل أجواء انتحار طالب الهندسة، توضح أنه يعاني من الاكتئاب السوداوي، وهو مرحلة متأخرة من الاكتئاب تصيب المريض بعد فشل علاج الاكتئاب، أو الامتناع عنه، أو زيادة عوامله، وهو ما يتضح في جملته خلال رسالة صراحة "فقدت كل شيء بسبب الكلية".
وعن لجوء الطالب لصراحة، أوضح "فرويز"، في تصريحاته لـ"الوطن"، أن الطالب لجأ للتطبيق رغبة في التحدث إلى مجهول، فهو لا يستهدف الأستاذ نفسه، وإنما يرغب في التعبير عن نفسه، وعليه اتجه للتطبيق، للتعبير عن معظم ما يجول في خاطره، وهنا هو غير الاستخدام المنوط بالتطبيق، حيث إنه يستخدم في الحديث إلى الأشخاص وقول رأينا فيهم، وليس للحديث عن النفس.
وتابع استشاري الأمراض النفسية، أن الأعراض كانت واضحة لزميله الذي ذهب معه إلى البرج، لكنه اكتفى بتوجيه النصيحة له، وهو خطأ كبير يقع في المعظم، حيث إن مريض الاكتئاب لا يسمع للنصائح، إنما كان من الضروري عرضه على طبيب نفسي، وفي هذا الحالة، يوضع تحت مراقبة "كتف بكتف"، أي مراقبته من ممرض لمدة 24 ساعة، وإذا اشتدت الحالة، يوضع في غرفة العزل.
وقال الدكتور أحمد أبوالفتوح، دكتور بأحد كليات الهندسة، في تصريحاته لـ"الوطن" أنّه تلقى رسالة عبر تطبيق "صراحة"، وكان مضمون الرسالة أنّ شخصا يخبره أنّه طالب بكلية الهندسة'>كلية الهندسة، وقرر بعد مضي نحو 5 سنوات دراسية، الانتحار دون تراجع عن القرار، ودون معرفته حقيقة هوية الشخص، إلا أنّه ربط بينها وبين انتحار الطالب نادر من أعلى برج القاهرة.