أكد الداعية الإسلامي مبروك عطية، أن المنتحر يأتي بالوسيلة التي انتحر بها يوم القيامة لحديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- "من قتل نفسه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في بطنه في نار جهنم خالدا مخلدا فيها أبدا"، مشيرًا إلى أنه يستثنى من ذلك المنتحر "المجنون" الذي فقد عقله، وإذا فعل في نفسه أي شيء فإن الله سيغفر له؛ لأنه فقد موطن التكليف وهو العقل.
وأضاف "عطية" في تصريحات خاصة لـ"فيتو"، أنه إذا لم يتداوَ واختار الانتحار، فإنه مسئول عن انتحاره، ويأتي بوسيلة انتحاره، والدليل على ذلك أن أحد الصحابة كان يشارك في غزوة أحد وأصيب أثناء الغزوة، فقال النبي-صلى الله عليه وسلم- وقد سمع عن جهاده "مالي أراهم في النار؟" فجاء أحد الصحابة فقال: إنه قطع عرقة بسيفه واستعجل الموت، لافتا إلى أن المريض في الإسلام مأمور بالعلاج وليس بالانتحار، قائلا "لو وصل الجهل بالدين إلى مرض من الأمراض النفسية فإنه من المعلوم بالدين بالضرورة أن يعالج نفسه وأن يعالجه أهله وأصدقاؤه".
وتابع: لو فتحت الباب أمام كل إنسان بأنه يجوز له أن ينتحر بسبب مرض نفسي فكل الناس لديهم أمراض نفسية، وتختلف النسبة من شخص إلى آخر، وبذلك ستفتح الباب أمام انتحار جماعي، وهذا لا يصح بأي حال من الأحول، وأن هناك قاعدة شرعية تقول "تداووا عباد الله" بما في ذلك المرضى النفسيين، فالشرع لا يسوّغ لهم الانتحار، وإنما يدعوهم إلى العلاج ونحن جميعًا أمرنا أن نأخذ بالأسباب، وأن نسأل أهل الذكر في ذلك، وأنه يجب عليه أن يذهب إلى طبيب نفسي في هذه الحالة.
وعن مسألة اعتبار المنتحر كافرا أم لا؟ أوضح "عطية" أننا لا نملك أن نحكم على أحد بالكفر، وإنما نقول في جميع موتى المسلمين حتى الذين ارتكبوا الكبائر أن أمرهم مفوض إلى ربهم، موضحًا أن صلاة الجنازة على المنتحر جائزة بإجماع العلماء، وذلك لظن واحد عند المصلين أن الانتحار حرام فهذا الظن يجعل المسلمين يصلون عليه ويدفن في مدافن المسلمين ويترحمون عليه، قائلا "نحن لا نرحم أحدا من رحمة الله حتى لو كان منتحرًا".