هل تنزعج عندما يقوم أحد الأشخاص بتصحيح أخطائك اللغوية أو النحوية؟ ربما هذا الشخص لا يقصد إغضابك، بل هو فقط ضحية لأحد اضطرابات الوسواس القهري العجيبة، والمعروفة باسم متلازمة التحذلق النحوي.
متلازمة التحذلق النحوي
يدرك العلماء منذ سنوات طويلة، وجود جين وراثي يدعى FOXP2، حيث يعد مسؤولا عن الأخطاء اللغوية التي يرتكبها الإنسان، والتي تدفعه إلى عدم القدرة على تكوين جملة عادية، أو التعبير عن عبارات الفعل المبني للمجهول، الآن نكشف عن جين آخر مختلف، يطلق عليه FOXP2.1، مهمته هي رصد أخطاء الآخرين النحوية وتصحيحها، بصورة تبدو مزعجة للبعض، وتكشف عن متلازمة التحذلق النحوي التي نفسرها.
يشير الباحثون إلى أنه بينما يبدو نشاط المخ هادئا وفي حالة من الاسترخاء لدى أغلب البشر، حتى وإن سمعوا أحدا يخطئ لغويا في حديثه، فإن نسبة أقل من البشر تحدث لها تغيرات واضحة في نشاط المخ في تلك اللحظات، تدفعهم فورا إلى تصحيح الأخطاء التي سمعوها دون تردد، ما يعود إلى جين FOXP2.1، الذي تبين أنه قد يصبح السر وراء تعافي بعض المصابين بمتلازمة التحذلق النحوي من هذا الاضطراب.
وجهة نظر معاكسة
في الوقت الذي يبدو أغلب البشر في حالة من الانزعاج، عندما يقوم أحد بتصحيح الأخطاء التي يرتكبونها على الصعيد النحوي أو اللغوي، يأتي بوب لاوث، وهو المؤسس والمدير في جمعية نشر اللغة الإنجليزية الصحيحة، ليكشف عن وجهة نظر مختلفة قليلا، حيث يقول لاوث: “أعتقد أن الأزمة ليست في من يقومون بتصحيح أخطاء الآخرين، بل في الأخطاء نفسها والتي تستحق التصويب دون شك”.
على الجانب الآخر، تكشف الأبحاث التي أجريت على بعض ممن يعانون من متلازمة التحذلق النحوي، عن تمتع هؤلاء بسمات شخصية مختلفة، حيث يبدو عليهم الميل إلى الانعزالية أو الانطوائية، فيما يأملون أن تكون الآراء التي يكشفون عنها للغير صحيحة دائما ومن دون مراجعة أو نقد.
في النهاية، تبدو متلازمة المتحذلق النحوي وكأنها اضطراب يبرئ الكثير ممن لا يتمكنون من السكوت عن الأخطاء اللغوية التي يسمعونها، وخاصة وأن تلك المتلازمة تابعة لاضطراب الوسواس القهري، الذي يولد لدى الشخص رغبة ملحة في أمر ما، ويجبره على تنفيذها دون تفكير.