في كشف مفاجئ ومثير من نوعه، وجد باحثون أميركيون أن السجائر الإلكترونية قد تكون أكثر أماناً لجهاز الإنسان المناعي من نظيرتها التقليدية. واكتشف الباحثون الذين توصلوا لتلك النتيجة عبر دراسة أجروها على مجموعة من فئران التجارب بجامعة لويزيانا في لافاييت أنه وفي حين أنه من المعروف أن السجائر تجعل المدخنين أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، فقد ثبت أن السجائر الإلكترونية لا تحظى فيما يبدو بنفس التأثير بشأن مخاطر الإصابة بالالتهاب الرئوي.
وأظهرت النتائج التي خلص إليها الباحثون أن دخان السجائر الإلكترونية لم يغير جينات البكتيريا، مما يعني أن البخار لا يؤثر على قدرة الجراثيم على إحداث التهابات. في حين ثبت في المقابل أن دخان السجائر العادية أسهم في تغيير جينات الفئران التي شاركت بعملية التمثيل الغذائي والاستجابة للضغط النفسي، والتي غيَّرَت بدورها الاستجابات المناعية للقوارض وجعلتها أكثر عرضة للإصابة بالالتهاب الرئوي.
وأوردت بهذا الصدد صحيفة الدايلي ميل البريطانية عن دكتور ريتويج كولكارني، الباحث المشارك بالدراسة وأستاذ علم المناعة المساعد في جامعة لويزيانا، قوله "أرى وأنا في طريقي إلى قاعة المحاضرات كثير من الطلاب وهم يدخنون تلك السجائر الإلكترونية. ونحن لا نعلم التأثيرات التي يحظى بها دخان السجائر الإلكترونية علينا أو على الكائنات الحية الدقيقة الموجودة لدينا. ولأننا ركزنا في دراستنا المختبرية على الالتهابات التنفسية البكتيرية، فقد قررنا العمل على المكورات الرئوية، التي تعد من مسببات الأمراض القاتلة وتستعمر الجهاز التنفسي العلوي".
ونوه كولكارني إلى أنهم اكتشفوا من النتائج أن دخان السجائر الإلكترونية (سواء بنيكوتين أو بدون) تسَبَّب في تغيير قليل من الجينات، وهما 264 و14 على الترتيب. في حين تبين لهم أن دخان السجائر العادية تسَبَّب في تغيير 982 جيناً، معظمهم يرتبطون بعملية التمثيل الغذائي والاستجابة للضغط النفسي، ما يزيد التعرض للعدوى.