سليمان شفيق
من العراق الي المغرب مرورا بلبنان الي اين تقودنا امريكا
ناقش وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو ونظيره المغربي ناصر بوريطة امس الخميس في الرباط "التهديد الذي تشكله إيران" و"الجهود المبذولة" لمواجهتها، بحسب ما أفاد بوريطة في تصريح صحافي إثر لقائه بنظيره الأميركي. بالإضافة إلى مواضيع مكافحة الإرهاب في إفريقيا وإيجاد حل سياسي للأزمة الليبية والعلاقات الثنائية. وتأتي زيارة بومبيو للمغرب في سياق تقارب إسرائيلي مع بعض الدول العربية. وذكرت صحف إسرائيلية أن الزيارة تأتي للدفع نحو إسرائيل'> التطبيع مع إسرائيل. فهل يحمل بومبيو ملف إسرائيل'> التطبيع مع إسرائيل إلى الرباط؟
جاء ذلك بعد لقائه ببنيامين نتانياهو في البرتغال، توجه وزير الخارجية الأمريكي إلى المغرب في زيارة هي الأولى من نوعها. وتتضمن الزيارة لقاء مع العاهل المغربي الملك محمد السادس، ونظيره المغربي ناصر بوريطة ورئيس الحكومة سعد الدين العثماني ثم المدير العام للأمن الوطني والمخابرات الداخلية عبد اللطيف الحموشي، وغادر مساء الخميس
ورغم دعوة وسائل إعلام وطنية ودولية إلى مقر الخارجية المغربية لحضور ندوة صحافية كانت مبرمجة سابقا بين وزير الخارجية المغربي ونظيره الأمريكي، عقب المباحثات بينهما، إلا أن الموعد الصحافي تم إلغاؤه أيضا، كما جرى إلغاء الاستقبال الملكي وحفل العشاء.
جريدة "هسبريس" نقلت عن مصادر مختلفة حول أسباب هذا التغيير في آخر لحظة، أن الأجندة الدبلوماسية حالت دون حصول اللقاء، خصوصا أن الملك محمد السادس عاد للتو من دولة الجابون، حيث كان يقضي إجازة خاصة.
لكن مصادر عليمة أكدت لـ"هسبريس" أن تغيير أجندة الزيارة لأكثر من مرة من طرف الجانب الأمريكي لم يرق للجانب المغربي، خصوصا أن البرنامج كان يتضمن في البداية زيارة لمدة يومين، ثم حصل تغيير أيضا في البرنامج الأخير من الجانب الأمريكي.
في المقابل، أوضحت مصادر أمريكية للصحيفة أن إلغاء اللقاء بين العاهل المغربي وبومبيو راجع إلى الأجندة الدبلوماسية بالأساس، مشيرة إلى ضرورة سفر وزير الخارجية الأمريكي إلى واشنطن في إطار المستجد المتعلق بمساعي دونالد ترامب'> عزل الرئيس دونالد ترامب
وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو وصل أمس الخميس إلى الرباط في زيارة رسمية إلى المغرب، قادما من العاصمة البرتغالية لشبونة حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو مساء الأربعاء.
ويعد المغرب شريكا للولايات المتحدة الأمريكية في تحقيق أهدافها في المنطقة، بما في ذلك تطبيع العلاقات مع إسرائيل، بحسب ما قال مسؤولون في الخارجية الأمريكية نهاية نوفمبر.
وتأتي زيارة بومبيو للمغرب في سياق تقارب إسرائيلي مع بعض الدول العربية، وفي وقت كان مفترضا أن تعلن الولايات المتحدة خطتها للسلام في الشرق الأوسط بعد الانتخابات الإسرائيلية، وقد تأجل هذا الإعلان.
وكتب بومبيو عبر تويتر إثر لقائه نتانياهو مساء الأربعاء الماضي "ناقشنا الجهود الرامية إلى التصدي لنفوذ إيران المزعزع للمنطقة ، ومواضيع أخرى على صلة بأمن إسرائيل"."
ويعتبر هذا اللقاء بين نتانياهو وبومبيو الأول منذ أن غيرت الولايات المتحدة سياستها قبل أسبوعين وباتت تعتبر المستوطنات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة قانونية.
وأكد العاهل المغربي الملك محمد السادس نهاية نوفمبر على تضامن المغرب مع الشعب الفلسطيني، وموقف المملكة المغربية الثابت، ودعمها الموصول للشعب الفلسطيني "من أجل نيل حقوقه المشروعة والعادلة في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وهي الحقوق التي أقرتها الشرعية الدولية والقرارات الأممية ذات الصلة".
وتعتبر الأمم المتحدة أن المستوطنات التي أقيمت على الأراضي الفلسطينية المحتلة من إسرائيل منذ 1967، غير قانونية، ويرى جزء كبير من الأسرة الدولية أنها تشكل عقبة كبرى في طريق السلام.
ومن جهته، أدان العاهل المغربي في رسالة إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني حقوقه غير القابلة للتصرف، "ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة من ممارسات مخالفة لقرارات الشرعية الدولية والقانون الدولي الإنساني، والمتمثلة بالخصوص في استمرار النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية والقدس الشرقية".
بحسب البيان الرسمي الصادر عن واشنطن، فالمحادثات المسؤولين في المغرب تهدف لاستعراض الشراكة الاقتصادية الوطيدة بين الدولتين، بالإضافة إلى بحث مجالات التعاون المستقبلي في إطار الحوار الاستراتيجي.
في الجهة الاخرى، تنقل القناة الإسرائيلية الثانية عشر عن مسؤولين أن تل أبيب تأمل في حدوث اختراق في العلاقات مع المغرب قبل الحادي عشر من هذا الشهر، موعد انتهاء مهلة تشكيل الحكومة. في المغرب، استبقت جمعية تطلق على نفسها مرصد مناهضة التطبيع زيارة بومبيو بالتحذير من مساعي واشنطن لترويج معاهدة عدم اعتداء مع إسرائيل.
تري الي اين تقودنا السياسة الخارجية الامريكية من المحيط الي الخليج ؟