"إسكات البنادق في أفريقيا: امتلاك أجندة وقائية".. عنوان إحدى جلسات منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة، المقرر انعقاده يومي 11 و12 ديسمبر الجاري، برعاية وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، استنادًا إلى أجندة 2013 "أفريقيا التى نريدها"، وإلى مبدأ "الحلول أفريقية" للمشكلات الأفريقية.
مبادرة "إسكات البنادق" التي اعتمدت القمة الأفريقية خارطة طريقها، أعدها مجلس السلم والأمن الأفريقي وقدمها الرئيس السيسي، حددت آليات ملزمة لجميع الأطراف لإنهاء الحروب والنزاعات في القارة الأفريقية بحلول عام 2020.
الدكتورة هبة البشبيشي، خبيرة الشؤون الأفريقية، قالت إن المبادرة تستهدف عددا من المناطق والدول في أفريقيا، إلا أن المنطقة الأكثر اشتعالًا بالنزاعات المسلحة تاريخيًا في القارة هي منطقة حوض النيل والتي شهدت صراعات دموية عديدة وما زالت تشهد بعضها، كما أن بها صراعات ونزاعات تستعد للاشتعال.
وأضافت البشبيشي لـ"الوطن"، أن الصراع في رواندا على سبيل المثال شهد مذابح دموية ارتكبتها قبائل "الهوتو" في حق قبائل "التوتسي"، ومنها تلك التي خلفت 800 ألف قتيل في 4 أيام في مذبحة التوتسي في رواندا اللي نفذها الهوتو، والتي تعد أبشع مذابح التاريخ الإنساني، متفوقةً حتى على مذابح الحرب العالمية الثانية.
وتابعت أن منطقة حوض النيل أيضًا شهدت عدة نزاعات مسلحة بين إثيوبيا وإريتريا وبين إثيوبيا والصومال، والتي ربما تستيقظ في أي وقت، خاصةً مع توقعات استيقاظ الصراعات الأهلية والنزاعات المسلحة في إثيوبيا، التي يطالب بعض قبائلها بالانفصال عن الفيدرالية الإثيوبية، بالإضافة إلى نزاع جنوب السودان التي شهدت آخر حرب أهلية في القاهرة.
خبيرة الشؤون الأفريقية تواصل أن الصراعات بعيدًا عن منطقة دول حوض النيل موجودة كذلك، كالصراع المسلح في دولة أفريقيا الوسطى، التي تمارس فيها قبائل السليكا القتل على أساس الهوية الدينية، والصراع المسلح في أنجولا، والحرب مع الإرهاب في النيجر ونيجيريا ومالي وتشاد، وتنتظر استخدام "إسكات البنادق" بها.
وأشارت البشبيشي إلى أن أهم ما يميز مبادرة "إسكات البنادق" استخدامها دبلوماسية "الإنذار المبكر" والتي تسمح بتوقع النزاع في منطقة ما، ثم التدخل لمنعه قبل حدوثه عن طريق قوى إقليمية، كما حدث في جنوب السودان وأفريقيا الوسطى.
وأردفت أن نجاح "إسكات البنادق" ليس مرتبطًا بالتنمية في القارة، خاصةً أن معظم النزاعات المسلحة في أفريقيا قبلية، نتجت عن إيمان مجموعة معينة أو قبيلة بحقهم في الثروات وتملك الأراضي، ويلجأون بسبب ذلك الاعتقاد والإيمان إلى إجراء إبادة عرقية أو "جينوسيد" للقبائل الأخرى.
من جانبه، يرى عادل نبهان، المتخصص في الشؤون الأفريقية، أن مبادرة "إسكات البنادق" لا بد من أن تهتم بمرحلة ما بعد إنهاء الصراعات المسلحة كذلك لضمان عدم اشتعالها من جديد، وتنفيذ كل الأطراف ما تم الاتفاق عليه.
وأضاف نبهان لـ"الوطن"، أن جنوب السودان على سبيل المثال لا بد من متابعة الاتفاقية التي تمت برعاية الاتحاد الافريقي ويتم دفعها للأمام وضمان أن تشكيل الحكومة سيكون بشكل أكثر سلاسة، لأن جنوب السودان منطقة شهدت حربًا أهلية حديثة.
وأوضح أن عدة مناطق في القارة تشهد صراعات مسلحة لا بد من أن تتوجه إليها "إسكات البنادق" كدولة أفريقيا الوسطى، ومنطقة غرب القارة في دول مثل مالي ونيجيريا والنيجر، التي تشهد مواجهات مسلحة مع تنظيمات القاعدة وبوكو حرام الإرهابية، وكذلك كينيا والصومال.