كتبت – أماني موسى
يوافق اليوم ذكرى رحيل الكاتب والروائي المصري يحيى حقي في 9 ديسمبر 1992.. صاحب الروايات الشهيرة من بينهم السيدة زينب وقنديل أم هاشم.. نورد بالسطور المقبلة لمحات من حياته.
مواليد حي السيدة زينب في يناير 1905
يحيى حقي محمد حقي من مواليد 17 يناير 1905، كاتب وروائي مصري، وُلد في القاهرة، في بيت من بيوت وزارة الأوقاف المصرية، بحي السيدة زينب.
درس الحقوق وعمل بالمحاماة والسلك الدبلوماسي والعمل الصحفي، وتم تعيينه في منصب مستشار في دار الكتب والوثائق القومية.
تعليمه الأول
تلقى تعليمه الأول في كُتاب السيدة زينب، ثم التحق عام 1912 بمدرسة "والدة عباس باشا الأول" الابتدائية بالقاهرة، وفي عام 1917 حصل على الشهادة الابتدائية، ثم حق بالمدرسة السيوفية، ثم انتقل إلى المدرسة السعيدية لمدة عام، ومن بعدها إلى المدرسة الخديوية والتي حصل منها على شهادة البكالوريا.
متفوق دراسيًا
كان متفوقًا وحصل على ترتيب من بين الخمسين الأوائل على مستوى القطر كله.
وفي أكتوبر 1921 التحق بمدرسة الحقوق السلطانية العليا في جامعة فؤاد الأول، وحصل على درجة الليسانس في الحقوق عام 1925، وجاء ترتيبه الرابع عشر.
معاونًا للنيابة في الصعيد لعامين
بعد تخرجه من كلية الحقوق عمل معاونًا للنيابة في الصعيد لمدة عامين من 1927 إلى 1928، وفي هذه الأثناء بدأ كتابة قصصه التي اتسمت بالواقعية، وعبرت بمصداقية عن مشكلات الريف المصري، ظهرت في عدد من أعماله القصصية مثل: "البوسطجي"، و"قصة في سجن"، و"أبو فروة".
وصف دقيق وصادق للصعيد المصري والأحياء الشعبية
كما أثر فيه وفي وجدانه وكتاباته تواجده لفترات طويلة بالأحياء الشعبية، ما جعله يصورها ببراعة وإتقان، ويتفهم الروح المصرية ويصفها وصفًا دقيقًا وصادقًا في أعماله، وقد ظهر ذلك بوضوح في قصة "قنديل أم هاشم"، و"أم العواجز".
له كتاب به سيرته الذاتية يحمل عنوان "خليها على الله".
الجوائز التي حصل عليها
نال العديد من الجوائز في أوروبا وفي البلدان العربية، منحته جامعة المنيا عام 1983 الدكتوراه الفخرية؛ وجائزة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته السادسة عشرة.
حاز يحيى حقي على أكبر جائزة عالمية تمنح للعلماء والأدباء وهي جائزة الملك فيصل العالمية، التي نالها تكريمًا وتقديرًا لجهوده الأدبية".
كما حصل على جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام 1969، ومنحته الحكومة الفرنسية وسام فارس من الطبقة الأولى عام 1983.
4 مجموعات قصصية
نشر أربع مجموعات من القصص القصيرة، ومن أشهر رواياته قنديل أم هاشم، وكتب العديد من المقالات والقصص القصيرة الأخرى.
كانت الفترة التي قضاها يحيى حقي في الصعيد لعامين أثناء عمله كمعاون نيابة من أصعب الفترات، ويقول "كان يتطلع خلالهما للخلاص من تلك الحياة القاسية، حتى أتاه بالمصادفة المحضة ـ كما يقول ـ إذ قرأ إعلانا من وزارة الخارجية عن مسابقة لأمناء المحفوظات في (القنصليات)، و(المفوضيات)؛ فحرص على التقدم إلى تلك المسابقة التي نجح فيها، فعين أمينًا لمحفوظات القنصلية المصرية في جدة، عام 1929 ثم نقل منها إلى استنبول عام 1930م، حيث عمل في القنصلية المصرية هناك، حتى عام 1934؛ بعدها نقل إلى القنصلية المصرية في روما، التي ظل بها حتى إعلان الحرب العالمية الثانية في سبتمبر عام 1939م؛ إذ عاد بعد ذلك إلى القاهرة في الشهر نفسه، ليعين سكرتيرًا ثالثًا في الإدارة الاقتصادية بوزارة الخارجية المصرية، وقد مكث بالوزارة عشر سنوات رقي خلالها حتى درجة سكرتير أول حيث شغل منصب مدير مكتب وزير الخارجية، وقد ظل يشغله حتى عام 1949م.
ثم عمل سكرتيرًا أول للسفارة المصرية في باريس، ثم مستشارًا في سفارة مصر بأنقرة من عام 1951 إلى عام 1952، فوزيرًا مفوضًا في ليبيا عام 1953.
أُقِيلَ من العمل الديبلوماسي عام 1954 عندما تزوج (في 22/9/1953م) من أجنبية، وعاد إلى مصر ليستقر فيها.
في عام 1942م، قرر يحيى حقي الزواج، من فتاة تدعى نبيلة، وهي ابنة عبد اللطيف سعودي المحامي وعضو مجلس النواب بالفيوم، وبعد 3 شهور أصيبت بمرض في العين، أفقدها البصر تدريجيًا، وولدت ابنتها نهى عام 1944، وتبين إصابتها بمرض في القلب وكانت تحتاج إلى صرف البنسلين الذي لم يكن يصرف في ذلك الوقت إلا من قبل الجيش البريطاني، وكان والدها يستطيع الحصول عليه بفضل عمله في الخارجية.
وبعد شهر من ولادة نهى توفيت الأم، وقد رثاها بمقال مؤثر نشرته مجلة "الثقافة" وقتذاك، عنوانه: "الموت.. إلى نبيلة" ؛ فقد كانت وفاة زوجته بعد عشرة أشهر من زواجهما صدمة كبيرة له، وظل وفيًا لذكراها لعشر سنوات حتى عام 1954.
حيث تزوج للمرة الثانية من الفنانة التشكيلية الفرنسية (جان ميري جيهو)، التي تعرف عليها من تردده على المراسم والمتاحف.
وفي عام 1954 قرر ترك عمله بالسلك الدبلوماسي لأجل الزواج بـ جان، وتوجه إلى فرنسا ليرتبط بالسيدة "جان ميري جيهو" ؛ وظلا معًا إلى مرحلة الشيخوخة حتي وافته المنية عام 1992.