الأقباط متحدون | هل نكفي ؟ الجزء الأول
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٠٥ | الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٢ | ٤ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٦٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

هل نكفي ؟ الجزء الأول

الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم: فادي ميخائيل

 تعرضت مصر على مر العصور إلى العديد من الإحتلالات شبه المتتالية في التاريخ الحديث و المعاصر فمن الفرنسي إلى العثماني و منه إلى الإنجليزي و
الإسرائيلي بالإضافة إلى الإحتلال الداخلي فمن ملوك إلى عسكر طغاه و من شرف ثورة 19 إلى مذلة إنقلاب يوليو 52 حيث لم تقوم المحاكم الثورية حينها بمحاكمة رموز بل حاكموا ثورة 19 نفسها ! و أتوقع الآن أن نُساق إلى أسوأ أنواع الإحتلالات ألا و هو الإحتلال الفكري و الثقافي و النفسي أيضاً .


ها قد بدأ هذا من الحكم على الفنان عادل إمام بالحبس ثلاثة أشهر و تغريمه بسبب فيلمه "الإرهابي" , و منع الفنانة نيللي كريم من تصوير مسلسلها الجديد في جامعة عين شمس بسبب ملابسها القصيرة , و طلب حزب النور زيادة الرقابة على الأعمال الفنية و تهجير الأقباط من منطقة العامرية لأنهم كفره , غيره و غيره و ما خفي كان أعظم.......و أتوقع أن يزداد هذا و بشدة و سيسمح به الإخوان ليظهروا سماحتهم و طيبة فؤادهم عن السلفيين (المنافسين)
تعالوا معي لنبتعد قليلاً عن هذا لنتأمل في بعض لقطات التاريخ المصري و إليكم بعضها :
 
- عرفت مصر التوثيق التاريخي على يد عبد الرحمن الرافعي (1889-1966) و قبلها و أثنائها و بعدها و إلى الآن يقوم علماء و مؤرخو الغرب بتوثيق تاريخنا. و للأمانة أيضاً كانت كتبه غير حيادية فكان عنده إنحياز واضح للحزب الوطني الذي كان ينتمي إليه و عداء شديد تجاه حزب الوفد الحاكم حينها , مما جعله عاطفي غير واقعي !
- أول طابعة دخلت مصر كانت عن طريق الحملة الفرنسية و عندما رحلوا أخذوها معهم.
- الإحتلال الإنجليزي هو من أمدنا بالكباري المعدنية و كل السكك الحديدية في جميع نواحي البلاد و لولاه ما كانت , الأغرب أنني تحدثت مع أستاذي في الجامعة ذات مرة و هو رئيس قسم هندسة السكك الحديدية بجامعة الاسكندرية و أبلغني بأننا – في مصر – نقوم بأعمال الصيانة فقط للسكك و ليس الإنشاء ! 
- في ظل الحملة الفرنسية ظهرت المقاومة عن طريق بعض المرتزقة المصريين و المقابل لم يكن أموالاً بل حُكم مصر لخمسة قرون !
- جميع أنواع الجبن و الطهو المتنوع و طريقة الأكل بالشوكة و السكينة و الملعقة , و كل أساليب الإتيكيت كانت عن طريق الإحتلال العثماني .
- تتسابق أمريكا و الصين الأن فيما بينهم على السيطرة على الفضاء و القمر و نحن مازلنا نتكلم هل السينما حرام أم حلال ؟
- في الكارثة اليابانية الأخيرة قام الجيش الياباني بعمل جسر من الضباط و الجنود ليمر فوقهم الناس و نحن هنا تدهسنا مدرعات جيشنا . 
- في أي ثورة ناجحة حدثت في العالم أول شىء يليها هو دستور جديد , و هذا بديهي .
- الديمقراطية هي الأخذ برأي الأغلبية و لكن عدم إهمال رأي الأقلية فما بالك بالتحريض على قتلهم ؟
- المحتل هو من يسلب حقوقك و يتنعم بخيراتك و يهينك و دمك يكون رخيص في عينيه ألم أذكركم بمجلسٍ ما ؟
 
ما أريد أن أوضحه هو إعتمادنا على غيرنا في التفكير لنا أو إعتمادنا على نخبة صغيرة و نحن معها كالقطيع بلا عقل بلا حكمة بلا معرفة إلى أين نذهب , بالإضافة إلى بعدنا كل البعد عن التقدم و المنافسة العالمية و إفتقادنا للمعايير الإنسانية. 
لا تغضبوا من كلامي فإن لم نعترف بعيوبنا لن نحلها أبدا.
 
و لابد أيضاً أن نحكم على الأمور كما هي و ليس كما نريد أن نراها نحن .
نحن في كارثة و لدينا مشاكل عديدة و أن لا أرى إلا شيئاً واحداً و هو الإنحدار و التراجع و التراخي و الإستسلام بالإضافة إلى الفتنة الطائفية و العرقية بين مسيحيين و مسلميين , مصريين و "بدو" و لهذا أتسائل بنبرة متشائمة شجنة ....
 
هل نحتاج إلى إحتلال جديد ينهضنا كما في الأمثلة السابقة؟ أم أننا نكفي ؟
 
سؤال صادم و لكنه حقيقي لما نحن فيه من تخبط و فوضى غير خلاقة و تدني في المستوى الثقافي و العلمي و حالة الشتات و عدم توحد الهدف و إختفاء المساحات المشتركة بين التيارات المتناحرة حاولو أن تفكروا في الأمر جيداً.
ها أسأل مجدداً ....... هل نكفي ؟
هذا ما سأجيب عنه في الجزء الثاني من المقالة , الله معنا .
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :