الأقباط متحدون | بورسعيد‮...‬ليست‮ ‬مجرد‮ ‬مؤامرة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٤٤ | الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٢ | ٤ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٦٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
٢ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

بورسعيد‮...‬ليست‮ ‬مجرد‮ ‬مؤامرة

الأحد ١٢ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

 بقلم:‮ ‬يوسف‮ ‬سيدهم


فاجعة بورسعيد التى روعت مصر كلها وتصدرت نشرات الأخبار العالمية ستظل علامة سوداء فى تاريخ مصر وثورة يناير،ومهما كشفت التحقيقات وتقارير تقصى الحقائق عن خطط إجرامية أو مؤامرات مدبرة لن تستطيع إخفاء الوجه القبيح البربرى لشريحة من هذا الشعب أصبحت تشكل جزءاً كئيباً‮ ‬من‮ ‬واقعنا‮ ‬اليومى،‮ ‬وللأسف‮ ‬هى‮ ‬متروكة‮ ‬ترتع‮ ‬وتعيث‮ ‬فساداً‮ ‬دون‮ ‬رادع‮ ‬أو‮ ‬عقاب‮.‬
 
يتساءل الكثيرون:ماذا حدث للشخصية المصرية؟...ماهذا التحول المخيف إلى العنف؟...أين الأصالة والوداعة والشهامة؟...وأقول:قد تكون الشخصية المصرية تعانى تحولات مؤسفة نحو الشر-ولذلك أسبابه السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية-لكن هذا غير مقصور على الشخصية المصرية وحدها،والشر كامن فى أعماق النفس الإنسانية فى سائر المجتمعات والشعوب والدول،لكن العبرة فى درجة انفلاته وشيوعه تبقى مرهونة بالقدرة على تحجيمه وترويضه بالقانون...القانون الذى نظم المجتمعات الإنسانية وضبطها وترقى بها فوق سائر مجتمعات الحيوان التى تحكمها الفطرة‮ ‬دون‮ ‬العقل‮.‬
إذاً فى الوقت الذى نتمنى أن ينضبط فيه مجتمعنا ويتحضر عبر إصلاح التعليم وتنمية الاقتصاد وترسيخ الحقوق والمساواة والعدالة الاجتماعية،نعرف أن ذلك طريق طويل يجب أن نبدأه ويحتاج منا عقوداً لنقطعه ونجنى ثماره،لكن سلاحنا الذى لابديل عنه الآن وكل أوان هو حتمية تطبيق وتفعيل القانون وقدسية الذود عن كرامة المجتمع وهيبة الدولة...هذا السلاح إذا أهملناه وتراخينا فى إعلائه هوى مجتمعنا إلى أسفل مستويات الفوضى والانفلات والشر والعنف ليتحول إلى غابة ترتع فيها مخلوقات بربرية تطيح ببعضها البعض والبقاء فيها للأقوى.
 
ويؤسفنى أن أقول إن ذلك حالنا بعد ثورة يناير...هذه الثورة العظيمة التى أدهشت العالم وحازت إعجابه تحولت إلى وحش كاسر أفلت من عقاله وانطلق يدمر فى بلدنا ويزداد توحشا يوما بعد يوم بفضل غياب الأمن والقانون والردع.كارثة ثورة يناير التى لم تكشف أسرارها بعد هى عملية الانسحاب الأمنى الكاسح من جميع أرجاء مصر وإطلاق كل أشكال الإجرام وكأنها خطة محكمة مدبرة لمعاقبة المصريين على إسقاطهم نظام الحكم وجهازه الأمنى الرهيب...وبعد أن أفاق المصريون من ذهولهم وتجاوزوا رعب الغياب الأمنى واجتياح المجرمين والغوغاء والإرهابيين شوارع المدن والقرى فى إعصار من السلب والنهب والقتل والترويع،تطلعوا إلى قواتهم المسلحة لتفرض سيطرتها على الأمور وتستعيد الأمن والأمان،هذه القوات المسلحة التى نزلت الشارع لحماية الثورة وانحازت بكرامة إلى الشعب وقطعت على نفسها عهدا بعدم ضرب المصريين تعلقت بها الآمال لإنجاح الثورة وحمايتها حتى تجتاز المرحلة الانتقالية فى إعادة تشكيل الدولة المصرية على أسس ديموقراطية ومدنية تضمن الحرية والعدالة الاجتماعية لكل مواطن مصرى بغض النظر عن مستواه الاقتصادى أو موقعه الاجتماعى أو انتمائه السياسى أو جنسه أو دينه.
 
وغنى عن القول أن ثقة المصريين فى قواتهم المسلحة والمسئولية المعقودة عليها فى ذلك الإطار كانت منصبة على مجلسها الأعلى الذى انتقلت إليه سلطة تسيير شئون البلاد عقب تنحى الرئيس مبارك ومباشرة تفعيل وتنفيذ خريطة الطريق إلى التحول الديموقراطى وحتى تسليم السلطة إلى سلطة مدنية ذات شرعية دستورية...استراح السواد الأعظم من المصريين لقيادة المجلس الأعلى للقوات المسلحة زمام الأمور ولم يلتفتوا إلى حملات التشكيك فى نواياه أو موجات اتهامه بالتخطيط للاستيلاء على السلطة ورأوا فى الباقة الأولى من بياناته وتصريحات أعضائه قدراً مريحاً‮ ‬من‮ ‬القوة‮ ‬والصرامة‮ ‬والإصرار‮ ‬على‮ ‬العبور‮ ‬الآمن‮ ‬بمصر‮ ‬إلى‮ ‬الاستقرار‮.‬
 
لكن سرعان ما تغيرت الأمور وتوالت أحداث العنف والانفلات وخرق القانون بشكل متواتر مقلق،وظهرت تيارات سياسية ودينية تنافس الفلول الإجرامية فى تهديد وترويع المصريين،وتطلع المصريون إلى هذا المجلس الأعلى للقوات المسلحة-فى ظل استمرار الغياب البوليسى والأمنى-للضرب بيد من حديد على أيدى الخارجين على القانون والمتطرفين والإرهابيين وللذود عن سيادة الدولة وهيبتها،لكن للأسف الشديد خذلهم المجلس الأعلى وتقاعس عن ذلك وفشل فى إحكام قبضته على زمام الأمور متعللا بأنه قطع على نفسه عهداً بألا يضرب المصريين!!!...لكن الحقيقة المرة باتت‮ ‬واضحة‮ ‬أن‮ ‬ذلك‮ ‬العهد‮ ‬انعكس‮ ‬على‮ ‬عدم‮ ‬ضرب‮ ‬المجرمين‮ ‬والمنفلتين‮ ‬والخارجين‮ ‬على‮ ‬القانون‮ ‬وتصدير‮ ‬رسالة‮ ‬مدمرة‮ ‬لهم‮ ‬جميعاً‮ ‬بتمتعهم‮ ‬بالأمان‮ ‬وبإمكانية‮ ‬الإفلات‮ ‬بجرائمهم‮ ‬دون‮ ‬حساب‮ ‬أو‮ ‬عقاب‮.‬
ولمن يتشكك فى هذا التحليل عليه أن يراجع شريط ذكريات الجرائم التى توالت بلا انقطاع بعد ثورة يناير ويبحث فى طيات كل منها عن سيادة القانون وهيبة الدولة ويسأل نفسه عن المسئول عن وصولنا إلى حالة الفوضى والإجرام والانفلات التى أفرزت مذبحة بورسعيد...شريط الذكريات يحمل الآتى: قطع السكة الحديد فى قنا عقب تعيين المحافظ،مسلسل جرائم أطفيح وإمبابة وعين شمس والماريناب وماسبيرو ضد الأقباط وكنائسهم،الاعتداء على السفارة الإسرائيلية ومبنى مديرية أمن الجيزة،مسلسل تفجيرات خطوط الغاز الطبيعى بسيناء،مسلسل قطع الطرق البرية وسرقة السيارات وخطف الأطفال، قطع الطريق الساحلى الدولى وإغلاق ميناء دمياط،مسلسل محاولات اقتحام وزارة الداخلية،محاولة اقتحام مقر رئاسة مجلس الوزراء وحرق المجمع العلمى المصرى،قطع الطرق والسكك الحديدية إبان انتخابات مجلس الشعب،احتلال موقع الضبعة وتدمير منشآت ومرافق المفاعل النووى،إغلاق هويس إسنا وشل حركة الملاحة النيلية وتوجيه ضربة قاضية للسياحة،مسلسل الاعتداء على الصحفيين الأجانب والتحرش بالصحفيات وخطف السائحين،مسلسل سرقة البنوك وسيارات نقل الأموال،هوجة سرقات المساكن واقتحام المساكن الخالية والاستيلاء عليها،هوجة البناء‮ ‬بدون‮ ‬تراخيص‮ ‬سواء‮ ‬على‮ ‬الأراضى‮ ‬الزراعية‮ ‬أو‮ ‬فى‮ ‬المدن،هوجة‮ ‬الاعتصامات‮ ‬غير‮ ‬السلمية‮ ‬المقرونة‮ ‬بتعطيل‮ ‬المصالح‮ ‬العامة‮ ‬والأعمال‮ ‬وإرباك‮ ‬المرور‮ ‬وترويع‮ ‬الآمنين‮.‬
 
كل هذه الأهوال التى عانى ويعانى منها المصريون حدثت وتستمر تحدث فى ظل انهيار أمنى خطير وتخاذل غريب من جانب المجلس الأعلى للقوات المسلحة عن التدخل بصرامة وقوة لإعمال القانون وفرض هيبة الدولة وردع المجرمين والمنفلتين...ثم بعد ذلك نسأل عن أسباب فاجعة بورسعيد..‮.‬بالقطع‮ ‬هناك‮ ‬من‮ ‬العناصر‮ ‬التى‮ ‬تتآمر‮ ‬على‮ ‬مصر‮ ‬وثورتها‮-‬سواء‮ ‬كانت‮ ‬عناصر‮ ‬داخلية‮ ‬أو‮ ‬خارجية‮- ‬لكن‮ ‬بالقطع‮ ‬أيضاً‮ ‬أن‮ ‬قيادة‮ ‬مصر‮ ‬جعلت‮ ‬منها‮ ‬فريسة‮ ‬مستباحة‮ ‬للشياطين‮ ‬وأجناد‮ ‬الشر‮...‬وها‮ ‬قد‮ ‬جاء‮ ‬وقت‮ ‬الحساب‮.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :