مات صغيراً، 48 سنة، بسرطان المعدة، كما مات والده بنفس المرض من قبل، وكأن المكتوب على «الجبين» لازم تشوفه العين!
إنه جيمس كلارك ماكسويل: MAXWELL، وُلد فى أدنبرة «بريطانيا» 1831، وغادر عالمنا 1879، ولولاه لما أصبح هذا التقدم الذى نعيش فيه الآن! كان ألبرت أينشتاين يضع صوره فى كل مكان، ويقول: لقد صعدت على أكتاف ماكسويل!
أعلنت كمبردج عن مسابقة لتفسير حلقات كوكب زحل، فاز بها ماكسويل بالرياضيات! ليست الحلقات صلبة أو سائلة، إنما هى كتل MASSES، وكان عمره 19 سنة وقت المسابقة 1855!
تمر السنون، وبعد 130 سنة تعلن ناسا 1977 أن حلقات زحل كتل وليست حلقات صلبة أو سائلة! كان ماكسويل فلتة فيزيائية رياضية لن تتكرر.
عرفنا من ماكسويل أن الكون ليس مادة أو تروساً أو ميكانيكا! بل إن الطاقة صورة من صور المادة، والمادة تكثيف شديد للطاقة! وأن هناك معادلات تحكم الضوء والكهرباء والمغناطيسية، ويمكن توليد الكهرباء من المغناطيسية، والمغناطيسية من الكهرباء، وعرفنا الألوان الثلاثة الرئيسية، وأنشأ مختبر كافنديش CAVENDISH فى كمبردج، لمعرفة نشأة الكون، ليس به عدسات ولكنه يعمل بموجات الراديو RADIOWAVES، هذا المختبر كشف لنا سرعة الألكترون والنيوترون، وبسببه نالت كمبردج 29 جائزة نوبل، منها تصوير الـD.N.A.
تعرف ماكسويل على فاراداى، وحوّل ثمار تجاربه إلى معادلات رياضية، وكانا صديقين فى كنجز كولج العمر كله بعد أن وضع له الرابط بين المغناطيسية والكهرباء.
كان ماكسويل طفلاً ذكياً، لا يكف عن سؤال أمه أو أبيه: كيف يعمل هذا الشىء؟!
لذا أصبح أستاذاً فى جامعة أبردين وهو فى سن الخامسة والعشرين!
كانت كاثرين ابنة عميد الكلية التى وقع فى هواها، أرسل لها قصيدة توضح كيف كان ماكسويل شاعراً فيلسوفاً:
هل ترافقيننى فى هذا الكون الفسيح؟! نحن غرباء فى هذا العالم فلا تتركينى!
سنقضى حياة سعيدة ما دمنا سوياً... إلخ.
قرأ عن تجربة نيوتن والمنشور الزجاجى «ألوان الطيف» فجاء بعجلة «عجلة ماكسويل» عليها الألوان السبعة، وأوصلها بموتور يدوى، فتحولت ألوان الطيف إلى اللون الأبيض!
ماذا كان سيكون شكل العالم لو لم يكن جيمس كلارك ماكسويل: ظلام- كآبة- لا موبايلات، لا طائرات، لارادارات، لا شىء لأى شىء يعتمد على الكهرومغناطيسية مثل أشعة X، والسونار، والمقطعية، والرنين التى يعتمد عليها الطب الحديث.
كم من الناس يولدون ويموتون فلا يحس بهم أحد لا فى الموت ولا فى الحياة! نكرات جاءت، ونكرات ذهبت ولم يهتز لهم فى الوجود نسم!
أما جيمس كلارك ماكسويل فما أشد ما اضطرب العالم له فى حياته، وما أشد ما اضطرب له بعدها.
نقلا عن المصرى اليوم