حمدي رزق
استقبال الرئيس السيسى، بشرم الشيخ، دكتور محمود محيى الدين، النائب الأول لرئيس البنك الدولى، رد اعتبار معتبر للاقتصادى المصرى المرموق عالميًا، استقبال بمثابة تكريم لمن احتفت بقدراته المؤسسات الاقتصادية العالمية، التى تعرف حجم وقدر وخبرات اقتصادى مصرى قدير استطاع إدارة البرامج التنموية للبنك، ووثق علاقات البنك بعديد من اقتصاديات الدول النامية، وحقق مردودًا طيبًا جعله من نجوم البنك الدوليين.
أقول قولى هذا وأتعجب من حرمان الاقتصاد المصرى من خبرة محيى الدين الدولية، كيف يكون هناك مصرى بهذا الحجم ويتبوأ مثل هذا الموقع بكفاية وجدارة، ويُجنب مصريًا، ولا يستفاد من خبراته التراكمية فى بناء اقتصاديات الدول النامية، ومصر تجتهد فى الإصلاح الاقتصادى على نحو يثير إعجاب المؤسسات الاقتصادية العالمية.
إذا سألت محمود محيى الدين (من مواليد كفر شكر فى العام 1965) عن العودة مجددًا للإسهام مصريًا ما فكر لحظة، وما تأخر ثانية، معلوم محيى الدين لا يتأخر عن أى دعوة أو استشارة مصرية، ودائم التواصل مع المؤسسات المصرية، والتجمعات الاقتصادية والأكاديمية، ومحاضراته تقريبًا موسمية فى الربيع المصرى.
أخشى أن «الفرز الظالم» الذى استنّته «مكارثية يناير السياسية»، التى ابتليت بها مصر حيناً، والتصنيف الظالم، ورسم بعض الوجوه بألوان بالية، هو ما يحول دون استفادة مصر من نخبة الخبراء والعلماء، الذين يسهمون عالميًا، وتحرم منهم مصر تحت مظنة سياسية جاوزها الزمن، لكنها لم تسقط من «ذاكرة عقورة» لاتزال تحمل بعضًا من ثأر من هؤلاء المخلصين.
ما يحول دون تبوؤ محمود محيى الدين لموقعه المستحق مصريًا هو محض ضلالات وأضغاث أوهام، وإذا كان قد خرج بدعوة من البنك الدولى فى العام 2010 فإن عودته مرهونة بدعوة مماثلة للإسهام فى بناء الاقتصاد المصرى، الذى يجاهد للحاق بركب الاقتصاديات الناجحة التى تخصص فيها محيى الدين ويتعاطى مع وقائعها دوليًا.
محيى الدين، وأعرفه شخصيًا، وشهادتى فى حقه مجروحة، يذوب عشقًا فى حب مصر، ولا ينام حتى يطمئن على أحوال الكبيرة، ومتواصل بشكل حميمى مع الفعاليات المصرية، ولا تغيب مصر عن خاطره، وفى ظهر مصر إذا ما كان الأمر يحتاج إلى مساندة دولية.
مصرى حتى النخاع، لن أتحدث عن وطنية محيى الدين، فهو سليل عائلة مناضلة، ومؤهلاته تعرفها المنظمات العالمية، التى اختارته نائبًا لرئيس بنكها الدولى، ولا عن خبراته ولا سابقة مناصبه، كلها تشى باقتصادى ذى باع، وخبرة دولية معتبرة، ووجه مشرق مصريًا، وعنوان لبلد جُبل على تصدير الموهوبين ليحملوا رسالته إلى العالم، رسالة تقول «أنا من هذا البلد الذى يمشى فوق الأشواك بقدمين ثابتتين».
نقلا عن المصرى اليوم