فى استجابة سريعة لما نشرته «الوطن» فى عددها الصادر أمس، بعنوان «قهوجى يعثر على مشرد: حمّيته ولبّسته وبادور على أهله»، توجهت اليوم لجنة من حقوق الإنسان ووزارة التضامن الاجتماعى وأفراد شرطة إلى «القهوجى» فى الرابعة عصراً، واصطحبوا الطفل إلى قسم شرطة دار السلام لعمل محضر بتسليمه إلى دار رعاية، ومنه إلى النيابة العامة، لتنتهى الرحلة فى دار «العبير» للأيتام بمنطقة حدائق المعادى، حيث تم إيداع «محمد» لينعم بحياة آمنة.
بدأت القصة حين كان عبدالرحمن محمود، صاحب مقهى فى منطقة دار السلام، عائداً من عمله إلى البيت، وفوجئ بطفل مستلقٍ على الرصيف، ومحتمٍ من البرد بـ«تيشيرت» خفيف، وأقنعه بصعوبة بالذهاب معه إلى المقهى، وهناك وجد الطفل أول الغيث «بطانية ووجبة ساخنة» وخلد فى نوم عميق.
فى اليوم التالى أقنع «عبدالرحمن» الطفل محمد ياسر بالذهاب معه إلى البيت، وقام بتحميمه وتنظيف الجروح المتفرقة فى جسده بسبب حياة الشارع، وقص أظافره التى كان متمسكاً بها لحد البكاء، فهى سلاحه لتهدئة جسده من الأكلان بسبب عدم الاستحمام، وعلم منه أن والديه متوفيان وأنه كان مقيماً فى مدينة «هرم سيتى».
أكثر من طريق سلكه «عبدالرحمن» لمساعدة «محمد»، حيث نشر صورته على صفحة بموقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، كما توجّه بالطفل إلى قسم شرطة دار السلام، وأصر على الاحتفاظ به إلى أن يجد أسرته أو دار رعاية توفر له حياة آمنة، خاصة أنه يحاول الهروب باستمرار، ويرفض تقييد حريته.
ووفقاً لرواية «عبدالرحمن» كان الطفل نائماً حين وصلت اللجنة المنوطة بتسليمه إلى دار الرعاية، ولم تكن هناك صعوبة فى إقناعه بالقدوم معها، خاصة أن «عبدالرحمن» حمّسه ببعض الكلمات: «إحنا هنتصور فى التليفزيون زى ما انت عايز»، لكنه ظل متشبثاً به: «بمجرد ما أتحرك من جانبه يعيط»، وفى قسم الشرطة تم مواجهة «محمد» بصورتى والدته ووالده المتوفيين لاستكمال الإجراءات، وبعفوية قبّل الصغير صورة والدته على الفور.