الأقباط متحدون | لن نضحك حتى البكاء بعد اليوم
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢١:٥٥ | الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٢ | ٦ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٧٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

لن نضحك حتى البكاء بعد اليوم

الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : مينا ملاك عازر
 
للأسف عزيزي القارئ، رحل الرجل الذي يستطيع أن يضحكك ضحكًا كالبكاء، أن يضحكك ضحكًا حتى البكاء، فلن تستطيع أن تضحك حتى البكاء بعد اليوم، لن ترى حياتك بعيوبها، لن ترى عيوب ومآسي النظام الحاكم، والذي سيحكم، والذي كان يحكم بمشرط الجراح واضحة، لن تقدر على أن تمسح دموعك في عز ضحكك لأن أمير الساخرين عم المضحكين المتفلسفين رحل، رحل عن دنيانا بالجسد ولكن فكره لازال بيننا ينبض بالحياة يغتال من بلا حياء.
 
رحل الرجل محاربًا في ساحة التظاهرات، ليس برصاص قناصة، ولا بسلاح بلطجية، ليس بخرطوش، ولا سحلاً، وإنما قهرًا على المصريين وهم يميتون بعضهم بعضًا. هل عرفتم أن "جلال عامر" قد مات؟– لم أعطه لقبًا لأنه لا يوجد لقب في "مصر" يستحق أن يسبق اسم ذلك العملاق- هل تصدقون أن المفكرين والفلاسفة يرحلون؟ إن كنت كذلك فأنت واهم. فكتبه ستبقى تقاتل عنه، وتكافح في ميدان الكلمة والفكر مادام الثوار أحياء، والثورة تنبض، فالموت كل الموت لمن اغتالوا جسده قهرًا على أبناء وطنه وهم يتقاتلون بالأيدي والسلاح.. تبًا لأولئك القتلى الآثمين، الذين مزَّقوا صفوف الأمة، وشتتوا جمعها، وحشدوا الحشود لتشتيت الثوار، فتقاتل الناس وتحسَّر الرجل حتى ترنح ورقد على فراش المرض، يكافحه ولكن ليس طويلاً، فسرعان ما قرَّر أن ينفض قدميه من الغبار الذي التصق بها، تاركًا بلادنا أمانة في أعناقنا- فيا ليتنا نكون أهلاً للأمانة ونصونها- نفض قدميه من غبار هذا العالم الذي لم يستحق نبله وفروسيته التي نفتقدها في مصارعيه، وسنفتقدها أكثر بعد رحيله، لكننا كلنا أمل في أن يكون رجال "مصر" الشرفاء بجد وليسوا شرفاء المجلس العسكري هم خير خلف لخير سلف، يحملون الراية ويقاتلون، ويحاجونهم الحجة بالحجة، والدليل بالدليل، والبرهان بالبرهان حتى يسقطونهم صرعى في ميدان الفكر، ويعوِّضون غياب نبيل من نبلاء الكلمة الساخرة المتفلسفة المتعمقة.
 
كفكفوا دمعكم، لا تبكوا، لا تحزنوا، فلم يمت، ولم يفارقنا، ولم ينهزم، هو فقط نائم يخلد إلى الراحة التي لم يرها منذ وقت طويل، قاتل فيه، حتى سقط بيننا وهو يرى المصريين يسفكون دماء بعضهم بعضًا، وله كل الحق في أن يتحسَّر على هذا المشهد، لكن المؤسف أكثر من رحيله أن أحدًا غيره لم يتأسى أساه، ولم يمتعض امتعاضه، ولم يتألم ألمه حتى يصل إلى ما وصل إليه "جلال عامر". 
 
من حشدوا حشود التأييد للمجلس العسكري لم تهتز في رأسهم شعرة لمصري مات شهيدًا كما ارتجف قلب العملاق لنقطة دم تسيل من أي طرف أيًا كان، بل استمروا في سفكهم للدماء حتى قتلوا الرجل دون سفك دم، منهم لله!.
 
المختصر المفيد، قد يموت الأشخاص، قد يرحل الرجال، لكن تبقى أفكارهم وأعمالهم تشهد لهم، رغمًا عن أنوف الجميع.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :