الأقباط متحدون | عريس غير تقليدي
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٣:٢٢ | الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٢ | ٦ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٧٠ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار
حمل تطبيق الأقباط متحدون علي أندرويد
الكاتب
ولاء الشملول
ولاء الشملول
جميع مقالات الكاتب
راسل الكاتب
أحدث مقالات الكاتب:
طباعة الصفحة
فهرس مساحة رأي
Email This Share to Facebook Share to Twitter Delicious
Digg MySpace Google More...

تقييم الموضوع : *****
١ أصوات مشاركة فى التقييم
جديد الموقع

عريس غير تقليدي

الثلاثاء ١٤ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : ولاء الشملول

قبل أن تقرأ
صندوق الذكريات.. مواقف لا تُنسى.. مواقف وطرائف... أوراق العمر المتساقطة... سنوات حياتنا تمر مر السحاب...
كلمات ومعاني تتدفق على عقلي وتدفعني دفعًا لفتح صندوق الذكريات لأسترجع منه بعضًا من ملامح حياتي السابقة.

ففي حياة كل منا ذكريات ومواقف... نستدعيها من الذاكرة مهما مرت السنوات عليها ونستحضرها من الماضي كي نتدثر بدفئها في برد الحياة لو كانت ذكريات سعيدة، أو نضحك منها لو كانت لطيفة، أو نضحك من أنفسنا ونسخر منها لو كانت ساخرة.

عريس غير تقليدي
ومع العرسان كانت لي أيام.. لا بل سنوات.. من العذاب والضنى والكوميديا أيضًا.
مواقف وطرائف وحوارات متنوعة تحمل بين طياتها ما وصلت إليه حياتنا الاجتماعية التفسخية المهلبية! وتعكس أيضًا- هذه المواقف- النمط السائد في طرق الزواج.. بل تعكس الفوز الكاسح لما يسمَّى الزواج التقليدي: زواج الصالونات نموذجًا.

أحكي لكم هذه المرة عن طريقة زواج "غير تقليدية".. وعريس "غير تقليدي" لفتاة "غير تقليدية".. في مجتمع للأسف "تقليـدي".

إنها حكايتي مع دكتور "ع".. وعين هنا ليست "عين عبد العال" بالتأكيد، فقد أخبرتكم أنه عريس غير تقليدي... فالعين ترمز لاسم غير عربي!
اسم باكستاني تحديدًا... فعريسي الذي أروي لكم عنه "ب ا ك س ت ا ن ي"!
وأنا طبعًا مصرية!

وحتى أفك لكم طلاسم الحدوتة سأعود بكم بطريقة "الفلاش باك" السينمائية الشهيرة لبداية القصة.

الزمان شتاء 2005
الأحداث تبدأ في إحدى المؤتمرات بإحدى الجامعات المصرية..
تلاقت أفكارنا فى انسجام "غير تقليدي"، والتقت روحانا أيضًا، فحقيقةً شعرت نحوه بارتياح كبير... كبير... أكبر من البحر وأبعد من السما على رأي "فيروز".. خاصةً وأنه يجيد العربية بطلاقة على الرغم من أن لغته الأم- والأب أيضًا- هي "الأوردو"...!

تحدثنا كثيرًا وتناقشنا طويلاً... (وهو كان طويلاً أيضًا).. ولا أخفيكم سرًا.. أُعجبت به وبتفكيره وعلمه وأناقته و..إحم... "وسامته"!

واستطاع دكتور "ع" أن يغيِّر فكرتي "التقليدية" عن "باكستان" والباكستانيين.. فهو أستاذ جامعي مثقَّف يجيد العربية، قدَّم بحثًا مميزًا بلغة غير لغته الأصلية، متفتح وأنيق ووسيم.. وجذاب بلحيته القصيرة الأنيقة ومظهره الوقور.

وكان من الطبيعي مع حالة التناغم التي كنا عليها أن نتبادل وسائل الإتصال ومنها البريد الإلكتروني للتواصل بعد عودته لبلده. وقد كان. فقد كان دكتور "ع" دائم السؤال عني وعن أحوالي. حتى فاجأني ذات مرة بطلبه الزواج مني، وهو ما قد لا يدعو للدهشة في نظر البعض، فهناك في كل مكان في العالم من يتزوَّج بجنسية أخرى ولغة أخرى، وكنت وقتها في أواخر العشرينيات وهو في منتصف الثلاثينيات، فالسن بيننا متقارب، لكن أريد أن أدهشك صديقي القارئ بأن أخبرك أن دكتور "ع" طلبنى للزواج وهو متزوج ولديه 3 أبناء! ويعمل ويقيم في "باكستان"!

اضحك.. أو اندهش.. أو حتى امنحني شفقةً وحنانًا.. لك مطلق الحرية في رد فعلك.. فكل أنواع رد الفعل مسموح ومرحَّب به... لكن أعلمني إياه... كما فعل هو "بالبريد الإلكتروني"، بما أننا في الفضاء الإلكتروني.

وهذا ليس كل شيء... فقد ألحَّ إلحاحًا وأصرَّ- إلحاحًا أيضًا- على إقناعي بالزواج منه بعد اعتذاري له بأدب قائلة إنه إنسان رائع وراق جدًا ومثقَّف للغاية ويستحق من هي أفضل. فكان رده إنني أقلِّل من شأن نفسي بهذا الكلام، وإنه مقتنع بي تمامًا كزوجة له، ومستعد للنزول لـ"القاهرة" في أقرب وقت ممكن لعرض الأمر على أسرتي.

تعللت باختلاف الثقافة المصرية والباكستانية وأن هذا سيخلق مشكلات عديدة في التعامل بيننا، فكان رده أنه أمر يمكن التغلب عليه، خاصة بالنسبة لمثقفين مثلينا.
(والله راجل طيب وابن حلال هذا الذي يعتبرني مثقفة وهذه بلا شك إحدى مزايا دكتور "ع".)

حدثته عن صعوبة الحياة في بلد آخر غير بلدي... فكان رده إن إنسانة مثلي يمكنها التكيف مع أي مجتمع، وإنه يتوقَّع أن أتفاعل معهما "معه هو ومع مجتمعه"، وأن أعيش قضاياه وهمومه "هموم باكستان يعني"!.. هكذا قال لي بالحرف الواحد، وإنه لو اقتضى الأمر يمكنه ترتيب حياته بأن تكون إقامته في "القاهرة".

ولابد أن أذكر هنا تعليق أحد إخوتي على هذا الرد، بأن قال مازحًا: "نعم.. ستعيشين قضايا وطنه، وسيقنعك بارتداء حزام ناسف للتخلص من أعداء الله، مؤكدًا أن مكانك ليس على الأرض بل أعلى.. في السماء!".

ذكَّرته أنه متزوج ولديه أطفال، فأكَّد أن الإسلام يسمح بزواج الرجل من امرأتين، وحتى أربع-وكأنني لا أعرف هذه المعلومة!-، وأنه يمكنني ببساطة وسهولة أن أساعده على العدل بين زوجته وبيني- اعتبرني وافقت-، وأنه يتوسَّم فيَّ حسن معاملة أولاده من زوجته الأولى- باعتباري الزوجة الثانية- لما لمسه فيَّ من حسن أخلاق!.

كان يسد عليَّ كل الحجج والعلل، ويصر إلحاحًا "غير تقليدي"، وحتى بعد رفضي القاطع الزواج منه فوجئت به يحادثني من "الإسكندرية" ويطلب مقابلتي عند وصوله "القاهرة"، لفتح باب الحديث مجددًا؛ لإقناعي بأن أكون "الزوجة الثانية" له!

دكتور "ع"،
لاأزال أحترمك، وأقدّرك، وأتفهم طريقة تفكيرك المختلفة، وأشكرك أنك كنت سبب كتابتي مذكراتي مع العرسان بعد كل هذه السنوات.




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :