عباس الطرابيلي
هل يمكن أن نقاوم الفساد والرشوة بنشر الروبوت حتى ولو كان سيدة؟!. هذا ما جال بخاطرى وأنا أتابع مع الحاضرين جلسة «الذكاء الاصطناعى والبشر.. من المتحكم؟»، وكيف حول الرئيس السيسى هذا المعنى وهو يعقّب بقوله حتى وإن كان سيادته لا يقصد بالضبط الرشوة.. إلا أن الرئيس قال ذلك، لأن الروبوت لن يرتشى.. بل يقاوم أى فرصة للفساد الإدارى على سبيل المثال.. وأن انتشار استخدام الروبوت سوف يقضى على ما نعانى منه فى مصر، لأن الروبوت الآلى لن يعرف حكايات «الدرج الشمال» فى المكاتب الحكومية، وأنتم تعلمون «بلاوى» الدرج الشمال التى يواجهها أى متعاون مع الجهاز الإدارى فى الدولة.. وهذا ما حلم به الرئيس ومصر تبدأ عصرًا جديدًا من إعادة بناء الوطن بالعلم الحديث.
واللافت للنظر ما قالته «الروبوت صوفيا» عندما قالت وتساءلت: إن البشر يخشون الذكاء الاصطناعى أو الروبوتات الآلية، رغم أن البشر والروبوت يكملان بعضهما واسألوا أى إنسان وضع «قوقعة» أو أذنًا صناعية أو منظمًا للقلب: ألم يستفد كل هؤلاء من الروبوت، وما يمكن أن تقدمه للبشرية؟!. وصوفيا بالمناسبة مازالت طفلة.. إذ عمرها الآن- كما قالت فى الجلسة- لا يتجاوز الأعوام الثلاثة.. ورغم ذلك زارت حتى الآن أكثر من 65 دولة وتعاملت مع البشر.. وتابعوا كيف لهذه التكنولوجيا أن تساعد على تحسين أحوال البشر، وبالتالى لا يمكن أن يحدث تعارض بين فكرة الروبوت الآلى والبشر فى الحاضر وفى المستقبل، وتابعوا كم يعانى المستثمر حتى الآن!!.
ونعود إلى ما طرحه الرئيس السيسى من أن هذا الروبوت يقاوم الفساد، فى العمل الإدارى بالذات، وأضاف سيادته أنه فى ضوء هذه التكنولوجيا المتقدمة يمكن أن نخلق وظائف جديدة، وإن كانت ستنهى وظائف أخرى، لذلك من الضرورى- يضيف الرئيس- أن نكون على استعداد لسوق العمل فى القريب العاجل.. وهنا تأكد صدق ما أعلنه الرئيس من أننا سوف ننشئ- ومن العام القادم- جامعات جديدة بها أحدث العلوم، بل إن هذا يوفر لنا فرصة تقليل الخطأ البشرى.. كما نقاوم به الفساد بكل أنواعه.
■ حقًا، نحن نعيش الآن عصرًا وثورة جديدين، أساسهما القضاء على أى فساد، وما أبشع ما تعانى مصر من هذا الفساد!.. ولكن: لماذا الروبوت صوفيا بيضاء اللون؟ وماذا عن صوفيا سمراء أو صفراء، رغم أن صوفيا الحالية من إنتاج هونج كونج؟!!.
نقلا عن المصرى اليوم