حمدي رزق
شهدت أسعار الدولار نهاية الأسبوع، الخميس، استقرارًا ملحوظًا، حيث سجل فى كل من مصر'> بنك مصر والأهلى المصرى 15.99 جنيه للشراء، و16.09 جنيه للبيع، واستقر فى البنك التجارى الدولى مسجلًا 15.98 جنيه للشراء و16.8 جنيه للبيع، بينما سجلت «الورقة الخضراء» فى بنك أبوظبى الإسلامى ثباتًا عند 16.1 جنيه للشراء و16.09 جنيه للبيع (بوابة الأهرام الإلكترونية).
ولا اندهاش، ولا برامج مسائية ولا صباحية، ولا خبر عاجلا، ولا تهليل ولا تكبير، ولا ندب ولا نحيب، وكأن على رؤوسهم الطير، صمت الحملان، لا أسكتَ لكم صوتًا، ولا حبس لكم دمعًا، خرست ليه يا عكر؟!.
تحت الـ16، كنا فين وبقينا فين، أين ذهبت التوقعات اللوذعية بأسعار خرافية، وسيطير الدولار عاليًا كطائرالفينيق (الخرافى)، ويوم التعويم حلقت التوقعات فوق السحاب، الأخضر سيحلق فوق المائة جنيه، 150/ 250.. وفُتح المزاد، ألا أونا، ألا دو، ألا ترى، ومين يزود.. هلّا راجع هؤلاء المستبصرون توقعاتهم، فليمسحوا عويناتهم الزجاجية بمنديل حريرى، ويعتذروا إذا كان فى وجههم بعض من ماء الحياء!.
فعلًا انخفاض الدولار يُعلّم الشُّطار، لا أزعم خبرة لوذعية فى الشؤون الدولارية، ولكنه يتقهقر فى مواجهة الجنيه، تُعوذنى الأسباب، كنت أتمناها من الخبرات اللوذعية نفسها التى طاحت فى قرار التعويم تلويمًا وتقريعًا وإسقاطًا وإحباطًا، ونشرت توقعات سالبة مخيفة ومرعبة، وتحزمت ورقصت على جثة الجنيه يومئذ.
يا سلام سلم على مخك البلالنط.. يا بحر العلم.. يا ترعة المفهومية.. يا فيلسوف الدولار، ما قولك زاد فضلك فى صمود الجنيه، أتمنى مواجهة مع ترعة المفهومية، بحر العلوم الدولارية، أبو مخ بلالنط، أين هم جماعة.. جماعة الورق الأخضر، وخبراء البنكنوت الأمريكانى، متى يحلق الدولار تحليقًا؟!.
أغلق الخميس أبوابه على 15.99، تخيل لو زاد الدولار يوم غد (الأحد) قرشًا صاغًا واحدًا، سيخرجون من الشقوق المظلمة ويحتلون مقاعد الشاشات ليبدأوا رحلة التحليق، ويعزفوا لحن الدولار، والحق الدولار، وامسك الدولار، إنه يفط وينط ويقفز كالأرنب البرى فى برارى الاقتصاد المصرى، ومعزوفة عن الارتفاعات المتوقعة والمحققة، والمتشائمة حول مصير الجنيه وانعكاسات «القرش صاغ» على الأسواق والتصدير والاستيراد، وهتبقى ليلة يا عمدة.
أول الرقص حنجلة، جماعة الورق الأخضر لن تصمت طويلا، قرش صاغ زيادة، ويتحنجل محلل اقتصادى على الـBBC على أكتاف الجنيه المقهور، ويتفلسف محلل France 24 حول مآلات الجنيه ويشيّعه إلى مثواه، وتشيّر الكتائب الإلكترونية الإخوانية تشييرًا كثيفًا، وتقيم قنوات رابعة التركية «فرح بلدى» فى مأتم الجنيه، مع توقعات بسقوط النظام «الكمعى».. بالكاف!.
نقلا عن المصرى اليوم