بقلم: فادي ميخائيل
كان من الصعب أن أجيب عن سؤالي في المقالة السابقة كنت أبحث عن حلُ سحري و لكني لم أجد إلا حلُ واقعي. كيف ؟
لا أنا و لا أنتم نملك أن نغير الواقع فلدينا :

-    جهل ظاهري بنسبة 40% و حقيقي 60%
-    نصف مجتمعنا ( الإناث ) شبه معطل و إن سئلتم أي قروية ما دور المرأة في المجتمع ستجاوبك : المرأة لها بيتها فقط مما يدل على رغبتها في غيابها عن المشهد العام بالإضافة إلى كبتها في مجتمعاتنا العربية.
-    تعصب إسلامي رهيب و في هذة النقطة سيغضب بعض أصدقائي المسلمين, و لكني لم أرى يوماً مسجد يحترق أو يهدم أو أكثر من 60 مسلماً يموتون لأجل دينهم في مصر و في يوم واحد أو محكمة عرفية مسيحية تحكم على 8 أسر مسلمة بالتهجير القسري أو تفجير و إغتيالات عشوائية في ليلة عيد حزينة, و التعصب المسيحي موجود و لكنه غير عنيف و قليل جداً. و للإنصاف مصدر هذا التعصب هو الوهابية السعودية التي تصدر إلينا بشكل يومي و فضائيات تجارة الدين و السلفية الفجائية و "قطر" !
-    شبه إنعدام للثقافة في الوسط الشبابي و هذا خطير جداً
-    الميزان التجاري المصري أي الفرق بين الصادرات و الواردات يصل بمتوسط إلى سالب 25 مليار دولار كل شهر.
-    فشلنا فشل زريع في تحويل الكتلة البشرية إلى قوة بشرية كما في الصين.
-    لا نملك قدرات البحث العلمي و نصرف علية 0,25 % من الدخل القومي و معظمه رواتب للعاملين !
-    المثقفين في مصر يتعرضوا لإرهاب فكري و نفور مجتمعي مما يجعلهم يتقوقعون و يحتفظوا بأفكرهم لأنفسهم ؟
-    تعليم مبتذل للجامعات و بعده تماماً عن الحياة العملية
-    الظاهرة الأخطر هو الأعداد المتزايدة للمهاجرين و هم غالباً ما يكونوا متميزين و لكنهم يبحثون عن حياة كريمة
-    وضعنا سيتجه للأسوأ في ظل حكم إسلامي رجعي لم يسبق له حكماً من قبل و أنا لا أكره الحكم الإسلامي فلدينا النموذج التركي و هو عظيم و غيره كإندونسيا و ماليزيا و لكن هيهات لنا مع هؤلاء.
-    أرى أن الشاب المصري و المجتمع بشكلٍ عام يعتمد على الدولة أو الحكومة بشكل كبير جداً فهو يريد منها كل شىء و هو لا يفعل أي شىء !
-    أرى تناقضاً, فمن عزيمة رهيبة في يناير 2011 إلى خمول و ضعف في يناير 2012. نرشح الإخوان و نشاهد فيلم شارع الهرم في ذات الوقت و يحقق أرباح خيالية ! حتى المتعصبون دينياً ليسوا بمتدينين !
-    لدي الألاف من النقاط و لكن سأكتفي بذلك لعدم الإطالة.

الوضع في مقالتي السابقة بالإضافة إلى تلك النقاط متأزم و يدعو للتشاؤم و أنا أريدكم كذلك ليس لتمني السوء و لكن للإنتباه.
أتحدث إلى الشباب نصف المثقفين فالحل في أيديهم وحدهم و ليس أحدٌ أخر , إلى كل شاب يضيع أكثر من نصف يومه على تفاهات , إلى كل بنت توجه عظيم إهتمامها إلى أخر صيحات الموضة و المكياج. بعضنا يتوهم بأنه سيهاجر و لتحترق مصر و لكن عزيزي تأكد أنك حتماً ستعود هنا وطنك و أهلك و أصحابك و ذكرياتك فأينما كنت ستتحمل مسئولية بلادك. و السبيل إلى ذلك :

عليكم التحلي بسياسة النفس الطويل و لا تملوا من القتال للتغيير و إياكم و اليأس لأننا الأن مثل الرضيع الذي وجد نفسه فجأة في الجامعة فمن الطبيعي أن يمر بصعوبات عديدة و تخبط شديد و يرتكب أخطاء لا حصر لها , و مع أن المكتسب الأساسي الأكيد من الثورة هو كسر حاجز الخوف و لكن علينا المحافظة على هذا المكسب على وجه الخصوص.

لا تنظروا على الوضع الحالي بل إنظروا إلى المستقبل و إن فعلنا ذلك سنتوصل إلى الحل الواقعي الذي أبلغتكم عنه في أول المقالة ألا و هو ببساطة..............
أن تقرؤوا و تتثقفوا و تنموا مواهبكم بأنفسكم و لا تتنظروا خيراً من أحد أيا كان , فإن تميزتم بعلمٍ و معرفةً لن يقدر أحد على مقاومتكم أو إجهاض أفكاركم. أتذكر يوماً أني ضحيت بوجبة في أوج جوعي لأشتري كتاباً و كنت في قمة السعادة.

إستثمروا كل دقيقة في الحصول على معلومة ما فلن تحصلوا لا على الدقيقة ولا المعلومة فيما بعد و تأكدوا أن العلم و المعرفة يقتلوا أي فكرة متخلفة بدون جهد فهي تموت أمامهم تلقائياً.
إرحموا أنفسكم ليرحمكم الله .