بقلم: د. بيشوي أشعياء
وقفت متسربلة في زي كاثروس؛ بهية كلمعان النجوم، مضيئه كالشمس في ملكوت أبيها. هذا لانها باتت الآن شفيعه أمام المنبر المخوف
لقد استطاعت في أيام قصيرة أن تتسربل بما تسربل به الذين سبقوا؛ فنزعت عنها رداء العالم وهامت كطيف النسيم متسربله بالمجد الآسنى ..
انها حياة قليله ولكن حتمًا كانت صفحات لمسيرة توارت هي فيها خلف الصليب، فأثمرت بالصبر وبترتيل الاسم الحلو، وبتغصبها غلبت النزعات الطبيعية، ووضعت عينيها على الهدف بالبعد عن البرودة والفتور، واباطيل المجد، وكل مكاسب المتكأت الاولى . حتي عبرت كعابرة سبيل، ووجدت حياتها واشترت من اشتراها، فصار اسمها حلو كالعسل فى افواه وقلوب الناس. وسيبقى ضمن الخزين الروحى ورصيد مجد البيت الاخير الموروث لنهاية الزمان .
لقد انهت هذه الطوباويه حياتها وانتقلت برسالتها لأنها حفظت السكون والاعتدال، وجاهدت ضد الطبيعة؛ لذا عبرت كطيف النسيم سريعًا الى حيث القديسين باستقامة حياتها واعمالها لتتكلم بسيرتها
الآن يجنى الكل بسببها رسالة، مسموعه ومرئية ومكتوبة ومبنية ومروية ، ملء السمع والبصر، رسالة تقول أن الموت أقرب الينا مما نتخيل، والعمر كالمنام وكالظل الهارب الذي يتلاشى سريعًا، وأنه لن ينفع الانسان سوى خير يقدمه ليجده أمامه، ليس فحسب؛ بل ليس لنا هنا مدينة باقية ولكننا نطلب العتيدة، وما أبعد أحكام الله عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء ..
هي لم تضج الشوارع والأروقه وقاعات الالحان بعذوبة صوتها، لم تهز أعتاب الكنائس من قوة وعمق واستنارة كلماتها وخدمتها، ولم تصنع آيات وعجائب بل صارت رسالتها أعجوبة وسطنا! .. نلتقي على مائده الحمل د. مونيكا