حمدي رزق
وتداول نشطاء حوار صلاح مع أبوتريكة على قناة بى إن سبورت، حيث قال أبوتريكة مخاطبًا صلاح عقب المباراة: «أنا سعيد إنك حاطط علم مصر عليك يا صلاح»، ليرد الأخير قائلا: «شفت الشياكة يا أبوتريكة».

فقرة من تغطية موقع CNN بالعربية على لف صلاح العلم المصرى على أكتافه بعد فوزه المزدوج مع فريقه الإنجليزى ليفربول، بكأس العالم للأندية وكأس أحسن لاعب، الموقع سجل سيل التغريدات والتويتات، التى صاحبت الحدث المنقول صوتًا وصورة من قلب الدوحة القطرية فى إيحاء سياسى لا يخفى على لبيب.

المهم العلم على كتفى صلاح فخورًا بألوانه الثلاثة، أترى وجه الشبه بين النسر فى العلم محلقًا وصلاح محلقًا فى سماء الكرة العالمية، أرى شبهًا لا يخفى على حبيب يحب صلاح كابنه تمامًا.

وصف لاعب ليفربول، أليكس أوكسيلد تشامبرلين، «حالة الهوس» بصلاح بالأمر الذى «لا يصدق»، قال فى مقابلة مع موقع ليفربول: «من الجيد أن نرى فى كل مرة ينادونه (صلاح) باسمه، وبنظرة خجولة منى أرى ما يفعله، إنه يحاول الحفاظ على ابتسامة بسيطة، لكن يمكننى الشعور بأن هذا من الداخل يجعله سعيدًا وفخورًا حقًا».

دعاء بالتوفيق يرافقه أينما حل، صلاح يلعب محاطًا بمشاعر الملايين من المصريين إلا الإخوان العقورين، يتمنونه فوق الرؤوس، يدعون له بكل ما فى قلوبهم من محبة، شبابًا وشيوخًا وأمهات فى قعور البيوت، صلاح استحوذ على قلوب المصريين، ليس لأنه لاعب مجيد وهداف من طراز فريد، ولكن لأنه مصرى، من صغره وصغر سنه عارف معنى إنه، من قلبه وروحه مصرى، والنيل جواه بيسرى، تاريخ أرضه وبلاده بيجرى جوه دمه (كلمات مسلسل بكار).

هكذا صلاح صار ظاهرة مصرية فريدة تسترعى الانتباه، تجاوز شعبية كرة القدم إلى محبة مجتمعية، يحبونه بشغف، يحصد دعاء وحب الملايين فى الريف والحضر وخارج الحدود، صلاح يحوز ما لم يحزه كل أساطين الكرة والفن والأدب والثقافة، بل والسياسة، أصبح حالة مصرية تتجسد حبًا، البسطاء يحبونه دون تحليل للظاهرة، والمثقفون يحبونه ويسعون لتحليل الظاهرة، والفريقان بسطاء ومثقفون يعشقون صلاح، وعلى طريقة، أحِبُكَ حُبَيْنِ، حُبَ الكرة، وحُبًا لأنَكَ أهْـل لـِذَاك، جمع صلاح بين الحبين، حب الكرة، وحب البسطاء وحب المثقفين معًا.

نحن أمام ظاهرة فريدة نادرًا ما تتكرر فى حياة المصريين، عشنا وشفنا ظواهر حب كروية استثنائية، الخطيب نموذجًا ومثالًا، ولكن مثل صلاح لم تر عين، صلاح يستحوذ على القلوب جميعًا، قلوب الصغار والكبار، الرجال والنساء، الكرويين وغير الكرويين، المسيسين والعاديين، المثقفين والعوام، صلاح نقطة نور فى عتمة الظلام الكروى.
نقلا عن المصرى اليوم