الأقباط متحدون | الخيط الرفيع
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٦:٣١ | الخميس ١٦ فبراير ٢٠١٢ | ٨ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٧٢ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الخيط الرفيع

الخميس ١٦ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم :  ماجد سوس
 
         قال لي انه معثر من كل من في الكنيسة ..اعطيت له اذني و اصغيت له لساعات  لم اقاطعه لأتركه يخرج كل أتعابه ..أعثر في الراعي و الخدام والرعية ..لا يعتبر كل من لا يصنع معجزات و يشفي المرضى و يقيم الموتى  ، يستحق أن يكون راعياً  ..لا يعتبر كل من يفعل الخطية أو يتبع اسلوب العالم في حياته هو خادم أو شماس ..لا يتصور أن يذهب الرعية الى الكنيسة دون فهم او وعي و يدعون أنهم رعية الله .. يرى أن الكنيسة ضعيفة بلا إيمان مثل حبة الخردل لأنها لا تنقل الجبال . كنيسة مختلفة عن كنيسة الرسل و الآباء ..أعثر في الواعظ فهو يرى انه يبعد الناس عن طريق خدمة الحقيقية وهي مساعدة الناس .."فهم يضحكون على الشعب ".. هكذا قال لي عندما تحدث عنهم  .. 
 
         هو شاب في الثلاثين من عمره كان شماسا و خادما و اصطدم – من وجهة نظره – في آباء وخدام لم يقفوا بجانبه في محنته .. رأى خدام يعملون معه غير أمناء في عملهم فكيف يخدمون ..رأى كثير من الشعب يكذبون سواء على الناس أو الحكومة سواء من أجل التهرب الضريبي، أو الحصول على ميزة حكومية ..كل هذا جعله يتخذ قراره برفض الكنيسة غير التائبة ، في عينيه، إمتد حوارنا لساعات و ساعات.. سألخص لكم بعض النقاط التي جادلته بها.
      عن الرعاة و الخدام قلت له ألا تعرف أن الله إختار جهلاء العالم و المزدرى و غير الموجود ليخزي بهم الحكماء كما فعل عند اختياره للتلاميذ .أما المعجزات التي تُقيِّم بها الرعاة فهي من جهة لا تعتبر دليل إيمان للصانع بل على العكس قال السيد أن كثيرون سيقولون لي ألسنا صنعنا قوات و أخرجنا شياطين و شفينا المرضى بإسمك - ليس بإسم شخص آخر-  أما أنا سأقول لهم إذهبوا عني يا فاعلي الأثم إني لا أعرفكم .الا تعرف أن السيد المسيح في حديثه مع توما الرسول قد طوّب الذين يؤمنون دون أن يروا معجزات ملموسه عندما قال له لأنك رأيت آمنت فطوبى لم يؤمن دون أن يرى. والسيد بذلك يقصد أن يتزكى الإيمان دون مقابل حتى يعرف الله من يصدقه و يؤمن به لأجل حبه وخلاصه لا من أجل منفعه .ألم تسمع أو تقرأ كلمات الرسول بولس عن المواهب الروحية من صنع معجزات و شفاء أمراض و نبوه و ألسنه عندما قال و أنا أريكم طريق أفضل هو المحبة أي أن الراعي و الخادم إذا أحب الرعية فهو عند الله أفضل من صانع المعجزات ..و يقول أيضا إن كان عندي إيمان لأنقل الجبال و ليست لي محبه فلستُ شيئاً .. هل تعلم أن أعظم و أهم معجزة في تاريخ البشرية هي تحول القربانة و عصير العنب الى جسد ودم حقيقي ليسوع المسيح يعطى لمغفرة الخطايا و لنوال الحياة الأبدية وهو هدف المؤمن الأسمى في الحياة ..
 
          أما نقل الجبال الذي ترى أنه غير موجود فتزعم أن الإيمان غير موجود في الكنيسة فأقول لك أن الله لم يقصد نقل الجبال الملموسة فقط وهو لم يحدث في تاريخ الكنيسة سوى مرة أو إثنين و لأسباب خاصة  كما أن حتى التلاميذ و القديسين لم ينقلوا الجبال أو يحركوها بغير سبب حتى لا تضطرب الطبيعة و لا يتصور ان هذا هو قصد الله من الآية ، لكن الله كان يقصد الحمل الثقيل كالجبال مثل ثِقَل الخطية أو ثِقَل الإضطهاد.. فكم من جبال من البشر إضطهدوا الكنيسة و بإيمانها حركتهم فهل تتذكر الشر الذي كان في عيني السادات ضد الكنيسة وباباها و كيف أزاحه الله ..
 
 
       قلت له لاتحكم على الراعي او الخادم حين تراه في ضعفه أولا لأنه ليس احدا بلا خطية ولو كانت حياته يوماً واحدا على الأرض.ثانياً ، لأن الكتاب أظهر ضعفات رجال الله ليؤكد نفس الفكرة، فتصور أنك كنت موجودا عند علمك بضعفات رجال الله في القديم فداوود النبي مثلا ، الذي وقع في خطية الزني هو ذاك الخاطي الذي قال عنه الله أنني فتشت قلب الإنسان لم أجد قلب مثل قلب داود . موسى رئيس الأنبياء ، قاتل المصري، الذي كسر لوحي العهد - الوصايا العشر - في عصبيته و ضرب الصخرة بالعصا عندما طلب الله منه أن يكلمها فقط ، موسى هذا قال عنه الوحي المقدس أنه كان يكلم الله كما يكلم الرجل صاحبه . مثل بطرس الرسول الذي كان يتملق اليهود و يصنع بعض أعمال الناموس أمامهم فأنتهره بولس وقاومه أمام الناس ، و بطرس هو التلميذ العظيم الذي يقول عنه الكتاب أنه أحد أعمدة الكنيسة الذي سلمه الله مفتاح ملكوت السموات . ثالثا: ودون أن تغضب مني قد تكون أنت سبب العثرة فأنت لا تثبت نظرك على المسيح إلهنا الذي بلا خطية و تراقب رجال الله و ربما ترى كاهناً أو خادماً في حالة غضب أو ثورة دون أن تعرف السبب أو على العكس تراه يلعب مع الناس أو يمزح أو يتسامر فتدينه دون أن تعرف ما بداخل هذا الإنسان و ربما هو يفعل هذا ببساطة  قلب و عينك هي الشريرة و غير البسيطة فتدَّعي العثرة و حقيقتها أن أعثرت نفسك وأدنت الآخر .. وأنا هنا لا أعفي و لا أبرر أحد ولكن فلنحذر لئلا نرى الخشبة التي في أعيننا ونتفرس فقط في القذى التي في عينيى الآخر ..
 
كمن يرى راعياً أو خادماً أو أي إنسان ما، في ضعفٍ، فيقرر أن يفضحه في كل مكان، بدلاً من أن يستر عليه و يصلي من أجله . أو يعاتبه سرا كما فعل السيد المسيح مع المرأة الخاطئة و قال لها ولا أنا أدينك إذهبي ولا تخطئي أو يستر عليه كما ستر القديس مقاريوس الكبير على الراهب الذي زنى و خبأ الزانية تحت ماجورا ، فعلم القديس فجلس على الماجور حتى لا يجد المشتكون المرأة فيفضحوه .. إعرف يا أخي أنه من لا يستر على الناس لا يستطيع أن يطلب من الله أن يستر عليه.
 
أما عن الوعظ فيحثنا الكتاب عن أن نعظ أنفسنا و بعضنا البعض مادمنا في الحياة فيا أخي الحبيب ربما أن ترى أنك لم تعد في حاجة الى مزيد من الوعظ فأقول لك كم من إنسان تغيرت حياته من كلمة واحده إستخدمها الروح القدس لتكون سبب لتسليم الحياة لله دون أن يكون للواعظ – الخاطي- دور يفتخر به .عي
عزيزي ولئلا تتصور أني ألقي كل اللوم على المُعثَر، لذا رأيت الخيط الرفيع الذي يؤكدعلى أهمية حرص الطرفين على الآخر فليحرص الراعي والخادم على الا يعثر الصغار والامر يحتاج لحكمة في التصرف وهي لا تأتي الا من السماء و على الآخر ألا يتصيد الأخطاء بل ليكن حسن النية من جهة و مترفقا ساترا من الجهه الأخرى والأروع أن تذهب للشخص نفسه و بمحبة تفهم من ماحدث.
 
عزيزي أن بين العثرة والإدانة خيطا رفيعا جدا إحذر منه، فالعثرة – في نظري -  تكون من الشخص الذي يدعي أنه لا يفعل الخطية أو أنه يدعي أمام الناس أنه أفضل منهم و أقوى منهم روحياً ..أما الراعي او الخادم الحقيقي فهو المتضع المحب الذي يعتذر حين يخطيء ويحب بالمحبة التي بلا حدود و الذي يشعر الجميع أن الأصغر و الأضعف وأنه خادم الكل  فلا يُعثِر ولا يُعثَر. 
أنتهز الفرصة هنا أحبائي ، لئلا أكون قد أعثرت أحد يوما ما و أقدم إعتذاري للجميع راجيا من الله أن يكملنا في ابنه لنكون قدامه بلا لوم في المحبه ويغفر لي و لكم كل ما صنعناه بمعرفة او بغير معرفة حسب كثرة رحمته.
 
 
 
 
 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :