بقلم : مرثا فرنسيس
-شاهدتُ صباح اليوم طفل لا يزيد عمره عن إحدى عشر سنة يجلس على الرصيف؛ يتحدث مع  طفل آخر في نفس عمره، وفي يد كل منهما سيجارة! ملامح حزينة، فقر وملابس رثة، ماهو عيد الحب في عيونهم؟ هل يمكنهم تعريف كلمة حب؟ من المسئول عن هذه الأعداد المخيفة من أطفال الشوارع؟
-في أحداث مصر المختلفة على مدار عام ويزيد؛ قُتل العشرات من الأطفال واتُهم أيضا عشرات من الأطفال بالقتل والحرق والتخريب والبلطجة وتعتبر نسبة الشباب والأطفال الذين قتلوا واصيبوا خلال هذه الأحداث هي النسبة الأعلى منذ بداية ثورة الخامس والعشرون من يناير وحتى اليوم، فقد تم استغلال اولاد الشوارع-هذه القنابل الموقوته- بشكل مخيف مقابل مبالغ زهيدة.

تُرى ماذا كانت احلامهم عندما امسكوا بأيديهم مبالغ نقدية لم تراها اعينهم من قبل؟ هل تستحق الخمسون او المائة جنيه أن يستمر اهدار انسانية وطفولة هؤلاء الأطفال؟ هل يمثل لهم عيد الحب أي معنى؟ هل يذكرهم اللون الأحمر المنتشر في محال الزهور والهدايا اليوم- هل يمثل لهم أي معنى؟ ارجو الا يذكرهم هذا اللون بالدم الذي اعتادوا رؤيته من حولهم! 
 
- في مصر تصل نسبة النساء العائلات لأسرهن الى 16% تقريبا على مستوى الجمهورية وتزداد هذه النسبة في المناطق العشوائية فتصل الى 35% تقريبا، ورغم الجهد الذي تبذله هذه الفئة إلا أن مشاكل الطلاق والأمية والفقر والضغوط الإجتماعية تزيد من إنعزالهن وتهميش وجودهن وليس فقط ادوارهن، ماهو مدى احتياج هذه الفئة لكلمة طيبة ولمسة حانية وماذا يعني عيد الحب بالنسبة لهذه 
الفئة من النساء؟ هل أمسكت إحداهن يوما ما بوردة؟ 
 
-يمر هذا اليوم مرور الكرام على فئات متعددة في مصر كما يمر 4 نوفمبر وهو عيد الحب المصري أيضا مرور الكرام، قد تدري به فئة معينة وقد تحتفل به فئة قليلة، البعض يكُّفِر الإحتفال به والبعض لا يعلم بوجود هذا اليوم بين أيام السنة
لكل انسان في بلدي وفي كل البلاد العربية البائسة اهدي مشاعر حب صادقة حتى لو لم اتمكن من تقديم وردة.
يحتاج الإنسان أن يُحب وأن يكون محبوباً، فلا تجعل من الحب يوما ومن الاحتفال به ذكرى بل إفتح قلبك للحب في مختلف صوره وأشكاله.