طارق الشناوي
تتعدد الآمال التى يعقدها الزملاء على وزير الدولة للإعلام أسامة هيكل، لا يعنينى، فى كثير أو قليل، أنه بلا حقيبة، كم من الوزراء لديهم أكثر من حقيبة، فما الذى أضافته الحقيبة لهم أو أضافوه هم للحقيبة، هو مكلف من الرئيس بمهمة محددة تتلخص فى عودة الإعلام المصرى للصدارة، أسامة لن يبدد طاقته فى أى معركة ثانوية يثيرها البعض، حول حقيقة الحقيبة.
الهدف الأسمى الذى نترقبه جميعا يبدأ من زيادة هامش الحرية، الوزير يدرك ذلك بحكم اشتغاله ثلاثة عقود بمهنة (البحث عن المتاعب) والتى صار اسمها المتداول فى هذا الزمن، بين أبناء القبيلة (البحث عن أكسجين).
لن أتحدث عن المواقع الصحفية التى أغلقت مؤخرا، ولا عن المستبعدين من الشاشات، ولا عن القضايا المحظور الاقتراب منها، هذه أحلام صارت بعيدة المنال، طموحى الآن لا يتجاوز عودة (أبله فاهيتا) إلى ربوع الوطن.
قبل نحو عامين طاردناها ثم طردناها، لم نستطع استيعاب روح السخرية، فانطلقت عربيا فى أكثر من عاصمة خليجية حققت نجاحا جماهيريا ملفتا فى دبى وأبوظبى وجدة والرياض وبيروت وغيرها، ولم تتخل أبدا عن جنسيتها مرددة (بلدى وإن جارت على عزيزة/ وأهلى وأن ضنوا على كرام)، تعددت المطالبات بعودتها للوطن، لكن مجموعة النفخ فى الزبادى أصروا على ملاحقتها بترسانة من المخالفات، ووضعها تحت طائلة قانون (ترقب وصول) عند وصولها لمطار القاهرة، فلم يعد أمامها سوى مواصلة الهجرة، هى الآن فى طريقها لتحقيق العالمية، تُقدم لها منصة (نتفلكس) قريبا أول عمل درامى تلعب بطولته فى إطار (الأكشن كوميدى)، ستجد نفسها ملاحقة جنائيا واجتماعيا، ليشاهد الملايين مغامرات (أبلة فاهيتا)، سيتم (الدوبلاج) الصوتى بـ20 لغة ليراها عشرات من الشعوب. إنها قضية وطنية تفرض أن يسعى الوزير لاستعادة (أبلة فاهيتا) لتلتقى مجددا مع جمهورها المصرى.
بعد أن صارت فى إطار مرمى ملاحقات قانونية بسبب أن المجلس الأعلى للإعلام لم يتحمل روح الدعابة التى تجرى فى شرايينها، وضعوها فى مواجهة رصاصات طائشة اسمها التجاوز الأخلاقى، فهو من أمضى الأسلحة التى تجد رواجا جماهيريا، رغم أنك تكتشف أن من يهاجموها هم أكثر من يتابعوها.
ليس من اللائق ولا المنطقى أن تبدأ (أبلة فاهيتا) خطواتها للعالمية، ونحن لانزال نتوجس فى ولائها الوطنى.
المهمة ثقيلة قطعا على وزير الدولة للإعلام، الملفات عديدة وسقف الممنوعات يزداد ارتفاعا، الطريق الوحيد للخروج من المأزق أن تتغير فلسفة الدولة فى التعامل مع (الميديا) بكل أنماطها، الإعلام حتى يعود لسيادته مصريا، ومن ثم عربيا، لا يملك سوى أن يتكئ على اتساع هامش الحرية الذى بدوره يتسع للجميع، هل نافخو الزبادى، على كثرتهم، سوف يسمحون بالتوقف عن النفخ؟
قوة مصر أرى مظهرها فى العديد من تلك التفاصيل، مثل عودة روح الدعابة للشاشتين فى المنوعات والدراما، وللصحافة من خلال ريشة فنانى الكاريكاتير، بعد أن تراجع مزاجهم الفنى فى السنوات الأخيرة. الهدف المكلف به وزير الدولة للإعلام أن يعود المشاهد المصرى للشاشة المصرية، عندما كانت (أبلة فاهيتا) على قناة (سى بى سى) قادرة على البوح والمشاغبة، وكانت الأجهزة قادرة على تحمل تبعات البوح والمشاغبة!!
نقلا عن المصري اليوم