كتب : نادر شكرى
وجه فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رسائل ونصائح لطلاب المعاهد الأزهرية، قائلاً إن الله تعالى أنعم على الأمة الإسلامية بشريعة كريمة سمحة، سعد بها وبأحكامها المسلمون كل السعادة، وعاش في ظلها الوارف غيرهم من أهل الملل الأخرى آمنين مطمئنين.
وأشار الإمام الأكبر،وقال الإمام الطيب، في رسالته التي نشرت في صحيفة صوت الأزهر، اليوم الأربعاء، لطلاب المعاهد الأزهرية بمناسبة صدور الطبعة الجديدة من كتاب الثقافة الإسلامية المقرر على طلاب المرحلتين الإعدادية والثانوية ونشرتها صحيفة صوت الأزهر في عددها الجديد الذي خصصته للاحتفاء بمناسبة بعيد الميلاد إلى أنه رغم سماحة هذا الدين، ويسر أحكامه، ورحابة استيعابه للمخالفين له، فإنه بمرور الزمن طرأت على الفكر الإسلامي أنماط شاذة من التفكير غاب عن أصحابها حكمة الشريعة ومقاصدها العليا في التعامل مع أهل الأديان الأخرى، فانحرفت بالإسلام عن سماحته، وبالفكر الإسلامي عن وضوحه ونقائه، حتى رأينا ظواهر غير مألوفة ولا مقبولة في معاملة غير المسلمين.
واعتبر "الطيب"، أن هذه المعاملات السيئة تسببت في حدوث فتن وانقسامات واضطرابات بين أبناء الوطن الواحد، حتى غدا أفراده فريقين متخاصمين غير مؤتلفين، علما بأن المواطنة في الإسلام لا تفرق في الحقوق والواجبات بين الأديان المختلفة، فالكل يتمتعون بالحق نفسه في العيش في ظلال الوطن الذي هو حق للجميع.
وأشار إلى تطور الأمر بصدور فتاوى خاطئة ومغلوطة تمنع المسلم من أن يهنئ جاره أو صديقه المواطن المسيحي، وتحظر عليه أن يشاركه فرحه، أو يعزيه في مصابه، مؤكدا بشكل قاطع أن هذه الأمور تخالف هدي النبي صلى الله عليه وسلم، وهدي صحابته الكرام في حسن معاملة غير المسلمين، وبرهم واحترامهم.
وأكد إنه من المؤلم حقا أن تصدر مثل هذه الفتاوى من أناس ليسوا على علم بأصول الشريعة، ولا معرفة بمقاصدها العليا، ولا دراسة لحكمتها البالغة في التشريع، والأكثر ألما أن هذه الفتاوى صدقها الشباب واعتقدوا أنها مما جاء بها القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، والحقيقة عكس ذلك كما ستعرفون من دراسة هذا الكتاب، إن شاء الله تعالى.