تباينت أسعار «حبة الغلة» من قرية لأخرى، حيث أكد أهالى بعض القرى بمركز شربين أن القرص الواحد سعره 5 جنيهات، بينما أكد آخرون أنه لا يتعدى اثنين جنيه، «المصرى اليوم» خاضت تجربة البحث عن «حبة الغلة» في محلات المبيدات الزراعية بمدينة المنصورة وللأسف رفض البائعون بيعها بحجة خوفهم من استخدامها في الانتحار وكشف «م.س» بائع في أحد محال المبيدات الزراعية بمنطقة الشيخ حسانين بالمنصورة «أنه بعد تكرار حالات الانتحار رفض صاحب المحل بيع حبة الغلة للجمهور إلا من خلاله هو شخصيا»، قائلا «كنا بنبيع العشرة بخمسة جنيه، ثم ارتفع سعرها إلى العشرة بعشرين جنيه وكنا بنبيعها عادى لأى حد لكن منذ فترة انتشرت حالات الانتحار بها فصاحب المحل منع بيعها إلا من خلاله هو فقط بيقول إن له نظرة في الزبون خوفا من أن يكون سببا في انتحار شاب أو شابة بها».
وفى مدينة بنى عبيد حيث انطلقت حملة لمنع تداول «حبة الغلة» تحت شعار «أرواحنا مش رخيصة»، أكد عدد من أهالى المدينة أن جميع محلات المبيدات الزراعية تبيع الحبة للعامة وبدون أي ضوابط وأن جميع حالات الانتحار التي شهدتها المدينة خلال الآونة الأخيرة كانت بحبة الغلة دون غيرها من الوسائل الأخرى بسبب انتشار بيعها لأى شخص بغض النظر عن سنه أو مهنته.
وفى أحد محال بيع المبيدات الزراعية بالقرب من كوبرى المدينة وجدنا ضالتنا حيث خضنا تجربة شراء «الحبة» في البداية أنكر صاحب المحل وجود «حبة الغلة»، مؤكدا أنه تم منع تداولها بسبب حالات الانتحار لكن محمد عبدالغنى شادى، أحد شباب مدينة بنى عبيد ومؤسس حملة «أرواحنا مش رخيصة» لمنع تداول حبة الغلة، أكد وجود الحبة وواجه صاحب المحل بذلك مما دفعه لبيع الحبة لنا.
وقال صاحب المحل «أنا لا أبيع الحبة لحد معرفوش لكن علشان خاطر أستاذ محمد هبيعها لكم»، ثم أحضر لنا من إحدى العلب الحمراء المتراصة أسفل المكتب والمكتوب عليها «سيلفوس 57% أقراص» مبيد حشرى وعليها تحذير بالخط العريض «سام جدا» ويوجد بالعلبة الواحدة 16 أنبوبا وبكل أنبوب 20 قرصا.
وأكد صاحب المحل أن سعر الأنبوب 20 جنيها أي أن سعر القرص بالعبوة جنيه واحد فقط وعندما حاولنا فتح الأنبوب أمامه رفض قائلا «بلاش في المحل علشان ريحتها نفاذة وسامة».
قمنا بشراء جوانتى وكمامات قبل فتح الأنبوب للتعرف على «حبة الغلة» عن قرب وعند فتحها تصاعدت رائحة خانقة اخترقت الكمامات لأنوفنا وتبين أن بالأنبوب «20 قرص» بيضاويا رصاصى اللون وتتصاعد منه رائحة نفاذه تتسبب في ضيق في التنفس. وأكد «شادى» أن جميع المحلات ببنى عبيد تبيع تلك الحبة باستمرار وقال «هذه الحبوب تأتى للمحال في سيارات مجهولة ليس عليها اسم شركة ولا علامة تجارية وتبيع عشرات العلب للمحلات بأسعار زهيدة وأن صاحب المحل يبيع القرص بجنيه وأحيانا بجنيهين محققا أرباحا طائلة من وراء هذه التجارة الرخيصة».
وكشف عن وفاة أكثر من 20 من أبناء بنى عبيد بتناول قرص حبة الغلة وأن هناك حالة من الغضب بين الأهالى دفعته لتدشين حملة لمنع تداول هذه الحبة، وقال «لابد من محاكمة البائعين لأنهم شركاء في عملية الانتحار بتوفير وسيلة القتل وهم يعلمون خطورة الحبة والبائع رفض فتح العلبة في المحل خوفا من تصاعد الغازات السامة منها والتى لها تأثير مباشر على الرئة والجهاز التنفسى فهو يخشى على نفسه ولا يخشى على أولادنا».
وطالب «شادى»: «بضرورة منع تداول حبة الغلة نهائيا أو تقنين بيعها من خلال الجمعيات الزراعية عن طريق الحيازة الزراعية وتثبت في دفاتر ويكتب إقرار على المشترى بتحمله المسؤولية الكاملة على سوء الاستخدام».
واكتشفنا عقب شراء العلبة في شرح التركيب المكتوب عليها أن الاسم الكيميائى «aluminium phosphide»، والتركيب: «مادة فعالة (فوسفيد الألومنيوم) 57%، مادة مسامية 12%، مادة شمعية 2.5%، مادة مالئة 27.5 %، المجموع 100%»، المستحضر في صورة أقراص وزن القرص 3 جرامات ليعطى واحد جرام من غاز فوسفيد الهيدروجين، سام جدا، ويحفظ بعيدا عن متناول الأطفال، وتؤكد البيانات على العلبة أنه لا يوجد عقار مضاد في حالة التسمم ويعالج كحالة عرضية».
وتضم البيانات على العلبة أن الشركة المنتجة هي شركة «إكسيل كروب كير ليمتد – الهند» والشركة المحلية المستوردة «العالمية للكيماويات والتوكيلات التجارية (أكتا)».
وتضم العلبة عدة تحذيرات مهمة عند استخدام حبوب الغلة وهى تجنب استنشاق الأبخرة أو وصول الرذاذ للجلد أو العين تجنب الأكل أو الشرب أو التدخين أثناء استخدامها، ارتداء ملابس خاصة وغسل الجسم كله بعد الاستخدام وغسل وكى الملابس منفردة بعد الاستخدام، بالإضافة لبعض احتياطات الأمان والإسعافات الأولية.