الأقباط متحدون | مسرحية كواليس فى زمن المماليك
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٠:٣٠ | الجمعة ١٧ فبراير ٢٠١٢ | ٩ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٧٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

مسرحية كواليس فى زمن المماليك

الجمعة ١٧ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

إعداد وتقديم وشعر : فادى ميخائيل 
 
كتبت هذه المسرحية في 3 أبريل 2011 و نشرتها في نفس اليوم على حسابي الخاص على الفيس بوك و لم أكن أعلم أنها ستتحقق بشكلها الدرامي على أرض الواقع.....
 
1-الشخصيات :
الخليفة , زوجة الخليفة , إبن الخليفة , رئيس الجند 
 
2-الأحداث :
فى بلد متخلفة في العصور الوسطى حكمها المماليك لمدة تصل إلى ستون عاما , حدثت ثورة و إنتفاضة عظمى من الشعب سخطاً على الظلم و غياب العدالة الإجتماعية و البطالة و الفساد و التأخر الشديد عن بلاد الفرنجة و إنعدام الخدمات في كل المجالات. ......لم يكن يتصور أحداً أن الشعب سينجح في طرد الخليفة الظالم المتعجرف , و لكن الغريب انهم نجحوا و بالفعل رحل الخليفة و لكنه ترك لهم الجند ليحكموهم و غابت الشرطة الداخلية – المملوكية أيضاً - من الساحة لتَعُم الفوضى أرجاء البلاد و يشعر الشعب بالحاجة الماسة إلى جنود الجيش ليتحكموا في مصير البلاد و دار هذا الحديث في القصر المملوكي في يوم تنحي الخليفة عن الحكم :
 
-الخليفة : آهٍ , لقد غلبوني هؤلاء الكلاب.
-زوجة الخليفة : لا........لم يغلبوك سوف ننتقم منهم جميعا.
-إبن الخليفة : نعم , نعم يا أمي سوف ننتقم و بشدة , إني حتى لم أجلس على عرش أبي مع أنه حقي بعد عمرٍ مديد لأبي.
-الخليفة : إخرسوا , أنتم السبب في كل هذا , أنتم الذين حرضتم الشعب ضدي بأفعالكم الحمقاء....إغربوا عن وجهي....يا رئيس الجند , يا رئيس الجند (قال هذا بصوت عالي جداً).
 
-رئيس الجند : نعم يا مولاي يا ولي نعمتي , ها أنا خادمك (كان يسجد و هو يقول هذا)
 
-الخليفة : لا وقت لهذا التبجيل , بماذا تنصح في مثل هذا الوضع الحرج ؟ ماذا أفعل ؟
-رئيس الجند : تنحى (قالها و هو يرتجف).
-الخليفة : أجننت يا رجل , أأضع رأسي في يد الثائرين الكلاب؟! 
-رئيس الجند : لا تخف أنا و كل رجالي سوف نحميك للمنتهى , و نرد لك كرامتك من هؤلاء الحقراء.
-الخليفة : أبالحق تتكلم ؟ (بدا مبتسماً)
 
-رئيس الجند : أقسم بالله العظيم أننا لا نتخلى عنك أبداً.
-الخليفة : نعم أيها العجوز المكار – يداعبه - أوافقق الرأي و لكني غير قادر على إلقاء خطاب التنحي من شرفة القصر تدبر الأمر أنت.
-رئيس الجند : لا أنا ولا أنت –رفض لشىءٍ ما في ضميره- سوف نسند هذه المهمة إلى نائبك لانه أدرى مِنَا بالشعب فهو يعرفهم واحداً واحداً – طبيعة عمله – و دعنا لا نقُل تنحي بل نقُل تخلي لأن هؤلاء السفلة هم الذين يحتاجونك لا جلالتك , و هذا ما سوف نثبته لهم الفترة القادة بإذن الله , و لسوف يتمنون لحظة واحدة من حكمك هذا.
 
-الخليفة : (و هو يتنهد) أخيرا , لقد أرَحتُ قلبي يا رجل.
حينئذٍ خرجت زوجة الخليفة من غرفتها و هي كانت على مسمع من كل هذا الحوار و قالت لزوجها : لا تنس حماية رجالنا الأعزاء يا مولاي .....و يخرج إبنها أيضاً من ذات الغرفة و هو يجفف عينيه من الدموع و يومىء برأسه تنويها على الموافقة على كلام أمه.
 
-الخليفة : رجالنا ! أي رجال ؟
-زوجته : أنسيتهم؟......كم أنك غدار(و هى تضحك), رئيس ديوان الخلافة و رئيسي مجلسي الشيوخ و الفتاوى فهم من خدعوا الملايين و هم السبب في طول فترة حكمك و تأجيل تلك الإنتفاضة الحمقاء إلى الآن......إنهم أفضل من الساحر و علينا ألا نتركهم لعدالة الظالمين ( الثوار ).
-الخليفة : (بعد أن تحول بنظره إلى رئيس الجند) ما رأيك في هذا أقادر على حماية رجالي؟
-رئيس الجند : بالطبع يا سيدي , نفديهم بدمائنا لأن ولائي أنا و الجند لك و ليس لأحد غيرك لأنك أنت ولي نعمتنا و أنت من أعطاني هذا المنصب الرفيع لذلك أنت سيدي و أنا عبدك.
-الخليفة : إذن , إحضر لي رجالك القادة و تعالى معهم لأجتمع بكم إجتماعٌ أخير.
-رئيس الجند : سيكونون بالقصر على مدار ساعة واحدة من الأن (قال هذا و كاد أن يبكي).
 
-أحداث الإجتماع الأخير
-الخليفة : هل لديكم أي خطة لى و لحاشيتي لحمايتنا ؟
-رئيس الجند : نعم سيدي , لقد رتبنا لكم مكانا أمناً في بلد رائعة لتستجموا بها و تنعموا بنعيمها في أمان كامل و سوف نماطل الشعب لتتمكنوا من تهريب الكنوز إلى مكانكم الجديد.
 
-الخليفة : عظيم , و ما هو مستقبل البلاد ؟ (سأل هذا السؤال من باب الفضول فقط).
-رئيس الجند : إجابة هذا السؤال صعبة و طويلة و أنا لا أريد إوعاجك مولاي.
-الخليفة : و لكني كلفتكم بوضه خطة و أُصِرُ على معرفتها (كالعادة لا يعرف شيئا عن بلاده).
-رئيس الجند : سوف يتم سحب الشرطة من البلاد لتَعُم الفوضى , و بعد ذلك تكلفنا بإدارة كل شىءٍ فعندما يشعرون بعدم الأمان سوف يكونوا عبيدا تحت أقدامنا. و من ثم سوف نعمل على تهدئتهم تدريجيا و على إنشغالهم بنفس الوقت , و بذلك تخلو لنا الساحة للتحكم بها .
 
-الخليفة : و ماذا بعد ؟
-رئيس الجند : بعدها إما أن نأخذ نحن الحكم أو نسلمه إلى أناسٍ أشرار يحكموهم بالسوط و الذل و في الحالتين سوف يندمون على إيذائك و الثورة ضدك. و الجند بأمان في كل الأحوال.
 
-الخليفة : يا لك من شيطان ها ها ها ها ها ها.......
 
إن سار أهلي في الظلام.......و لم يظهر لهم أي درب
إن كانوا عرايا و جوعى......و يمر عليهم الوقت كرب
يظلوا أقوياء حتى و لو أشبعهم......طاغي من بطش و ضرب
تغيب الشمس إن غابوا.......و تصرخ أنها حبيسة في الغرب
ظن الأقوياء أنهم أقوى......و نسيوا أن لهذا القوم رب




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :