إعداد وتقديم وشعر : فادى ميخائيل 
 
كتبت هذه المسرحية في 3 أبريل 2011 و نشرتها في نفس اليوم على حسابي الخاص على الفيس بوك و لم أكن أعلم أنها ستتحقق بشكلها الدرامي على أرض الواقع.....
 
1-الشخصيات :
الخليفة , زوجة الخليفة , إبن الخليفة , رئيس الجند 
 
2-الأحداث :
فى بلد متخلفة في العصور الوسطى حكمها المماليك لمدة تصل إلى ستون عاما , حدثت ثورة و إنتفاضة عظمى من الشعب سخطاً على الظلم و غياب العدالة الإجتماعية و البطالة و الفساد و التأخر الشديد عن بلاد الفرنجة و إنعدام الخدمات في كل المجالات. ......لم يكن يتصور أحداً أن الشعب سينجح في طرد الخليفة الظالم المتعجرف , و لكن الغريب انهم نجحوا و بالفعل رحل الخليفة و لكنه ترك لهم الجند ليحكموهم و غابت الشرطة الداخلية – المملوكية أيضاً - من الساحة لتَعُم الفوضى أرجاء البلاد و يشعر الشعب بالحاجة الماسة إلى جنود الجيش ليتحكموا في مصير البلاد و دار هذا الحديث في القصر المملوكي في يوم تنحي الخليفة عن الحكم :
 
-الخليفة : آهٍ , لقد غلبوني هؤلاء الكلاب.
-زوجة الخليفة : لا........لم يغلبوك سوف ننتقم منهم جميعا.
-إبن الخليفة : نعم , نعم يا أمي سوف ننتقم و بشدة , إني حتى لم أجلس على عرش أبي مع أنه حقي بعد عمرٍ مديد لأبي.
-الخليفة : إخرسوا , أنتم السبب في كل هذا , أنتم الذين حرضتم الشعب ضدي بأفعالكم الحمقاء....إغربوا عن وجهي....يا رئيس الجند , يا رئيس الجند (قال هذا بصوت عالي جداً).
 
-رئيس الجند : نعم يا مولاي يا ولي نعمتي , ها أنا خادمك (كان يسجد و هو يقول هذا)
 
-الخليفة : لا وقت لهذا التبجيل , بماذا تنصح في مثل هذا الوضع الحرج ؟ ماذا أفعل ؟
-رئيس الجند : تنحى (قالها و هو يرتجف).
-الخليفة : أجننت يا رجل , أأضع رأسي في يد الثائرين الكلاب؟! 
-رئيس الجند : لا تخف أنا و كل رجالي سوف نحميك للمنتهى , و نرد لك كرامتك من هؤلاء الحقراء.
-الخليفة : أبالحق تتكلم ؟ (بدا مبتسماً)
 
-رئيس الجند : أقسم بالله العظيم أننا لا نتخلى عنك أبداً.
-الخليفة : نعم أيها العجوز المكار – يداعبه - أوافقق الرأي و لكني غير قادر على إلقاء خطاب التنحي من شرفة القصر تدبر الأمر أنت.
-رئيس الجند : لا أنا ولا أنت –رفض لشىءٍ ما في ضميره- سوف نسند هذه المهمة إلى نائبك لانه أدرى مِنَا بالشعب فهو يعرفهم واحداً واحداً – طبيعة عمله – و دعنا لا نقُل تنحي بل نقُل تخلي لأن هؤلاء السفلة هم الذين يحتاجونك لا جلالتك , و هذا ما سوف نثبته لهم الفترة القادة بإذن الله , و لسوف يتمنون لحظة واحدة من حكمك هذا.
 
-الخليفة : (و هو يتنهد) أخيرا , لقد أرَحتُ قلبي يا رجل.
حينئذٍ خرجت زوجة الخليفة من غرفتها و هي كانت على مسمع من كل هذا الحوار و قالت لزوجها : لا تنس حماية رجالنا الأعزاء يا مولاي .....و يخرج إبنها أيضاً من ذات الغرفة و هو يجفف عينيه من الدموع و يومىء برأسه تنويها على الموافقة على كلام أمه.
 
-الخليفة : رجالنا ! أي رجال ؟
-زوجته : أنسيتهم؟......كم أنك غدار(و هى تضحك), رئيس ديوان الخلافة و رئيسي مجلسي الشيوخ و الفتاوى فهم من خدعوا الملايين و هم السبب في طول فترة حكمك و تأجيل تلك الإنتفاضة الحمقاء إلى الآن......إنهم أفضل من الساحر و علينا ألا نتركهم لعدالة الظالمين ( الثوار ).
-الخليفة : (بعد أن تحول بنظره إلى رئيس الجند) ما رأيك في هذا أقادر على حماية رجالي؟
-رئيس الجند : بالطبع يا سيدي , نفديهم بدمائنا لأن ولائي أنا و الجند لك و ليس لأحد غيرك لأنك أنت ولي نعمتنا و أنت من أعطاني هذا المنصب الرفيع لذلك أنت سيدي و أنا عبدك.
-الخليفة : إذن , إحضر لي رجالك القادة و تعالى معهم لأجتمع بكم إجتماعٌ أخير.
-رئيس الجند : سيكونون بالقصر على مدار ساعة واحدة من الأن (قال هذا و كاد أن يبكي).
 
-أحداث الإجتماع الأخير
-الخليفة : هل لديكم أي خطة لى و لحاشيتي لحمايتنا ؟
-رئيس الجند : نعم سيدي , لقد رتبنا لكم مكانا أمناً في بلد رائعة لتستجموا بها و تنعموا بنعيمها في أمان كامل و سوف نماطل الشعب لتتمكنوا من تهريب الكنوز إلى مكانكم الجديد.
 
-الخليفة : عظيم , و ما هو مستقبل البلاد ؟ (سأل هذا السؤال من باب الفضول فقط).
-رئيس الجند : إجابة هذا السؤال صعبة و طويلة و أنا لا أريد إوعاجك مولاي.
-الخليفة : و لكني كلفتكم بوضه خطة و أُصِرُ على معرفتها (كالعادة لا يعرف شيئا عن بلاده).
-رئيس الجند : سوف يتم سحب الشرطة من البلاد لتَعُم الفوضى , و بعد ذلك تكلفنا بإدارة كل شىءٍ فعندما يشعرون بعدم الأمان سوف يكونوا عبيدا تحت أقدامنا. و من ثم سوف نعمل على تهدئتهم تدريجيا و على إنشغالهم بنفس الوقت , و بذلك تخلو لنا الساحة للتحكم بها .
 
-الخليفة : و ماذا بعد ؟
-رئيس الجند : بعدها إما أن نأخذ نحن الحكم أو نسلمه إلى أناسٍ أشرار يحكموهم بالسوط و الذل و في الحالتين سوف يندمون على إيذائك و الثورة ضدك. و الجند بأمان في كل الأحوال.
 
-الخليفة : يا لك من شيطان ها ها ها ها ها ها.......
 
إن سار أهلي في الظلام.......و لم يظهر لهم أي درب
إن كانوا عرايا و جوعى......و يمر عليهم الوقت كرب
يظلوا أقوياء حتى و لو أشبعهم......طاغي من بطش و ضرب
تغيب الشمس إن غابوا.......و تصرخ أنها حبيسة في الغرب
ظن الأقوياء أنهم أقوى......و نسيوا أن لهذا القوم رب