الأقباط متحدون | التهجير وسنينه
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٢٢:٢٢ | الجمعة ١٧ فبراير ٢٠١٢ | ٩ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٧٣ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

التهجير وسنينه

الجمعة ١٧ فبراير ٢٠١٢ - ٠٠: ١٢ ص +03:00 EEST
حجم الخط : - +
 

بقلم : مجدي جورج

 

يخطئ كل من يظن ان تهجير الاقباط من بيوتهم ومن قراهم ومن موطنهم هو وليد هذه اللحظات . فعملية تهجير الاقباط من قراهم ومن مساكنهم مارسها العرب القادمون من شبه الجزيرة العربية ضد الاقباط عندما طردوهم من بيوتهم ومزارعهم واستوطنوا فيها والتاريخ خير شاهد علي ذلك . ولكن وحتى لا نكون كمن يجلس مجترا احزانه وباكيا علي الماضي السحيق الذي غفرناه لأخوتنا وإشقائنا عن طيب خاطر فإننا نقول ونذكر بان هذه الممارسات لم تنقطع أيضاً في العصر الحديث ففي بداية عصر عبد الناصر وبرغم تاريخه الناصع في مسائل كثيرة جدا الا ان سياسات التاميم التي قام بها جارت اكثر علي اغنياء الاقباط اكثر من غيرهم فلم يجدوا مفرا من هذه السياسات الا الهجرة لبلاد الشتات وهذه كانت بداية سياسات تهجير الاقباط من أوطانهم حديثاً 
 
اما عن عهد السادات فهو كان قد تعهد بان تتم أسلمة أقباط مصر او جعلهم ماسحي أحذية او تهجيرهم من البلاد وممارسات اجهزة الدولة في عهد السادات كانت تصب في هذا الاتجاه فمورست سياسات عقابية تجاه المناطق ذات الكثافة القبطية فأهمل الصعيد بصفة عامة وأهملت التجمعات القبطية فيه بصفة خاصة فكنت تري ان اي مشروع تقيمه الدولة كبناء مستشفي او مدرسة او اقامة كوبري تحرم منه القري ذات الغالبية القبطية حتي وان كانت قري كبيرة ويعطي لعزب وقري صغيرة مجاورة وقد شاهدت هذا بأم عيني . مما إدي الي قيام الاقباط بالهجرة الداخلية الي القاهرة والإسكندرية بحثا عن فرص العمل التي حرموا منها في الصعيد وكان هدف الدولة من ذلك خلخلة هذه التجمعات القبطية وإلقائها في تجمعات اكثر كثافة كي تذوب فيها تماماً كما كان يفعل ستالين مع شعوب الاتحاد السوفيتي وكما فعل صدام مع أكراد وشيعة العراق. 
 
وقد تفاقمت هذه الأوضاع في عهد مبارك الذي عقد صفقة مع الجماعات الإرهابية بان لا يمسوا الحكم ورموزه ولا السياحة في مقابل اطلاق يدهم للتعامل مع الاقباط فاذاقوا الاقباط الأمرين وفرضوا عليهم الجزية وقتلوا منهم ما قتلوا. فهجر العديد من الاقباط مدنهم وقراهم بحثا عن الأمن والأمان في هجرات داخلية وخارجية ( نفس هذه الممارسات تتم الان حيث قام وزير الداخلية بتغيير القيادات الأمنية في سيناء عندما تعددت بلاغات خطف السائحين ولكنه لم يفعل شئ للقيادات الأمنية بالمنيا واسيوط ونجع حمادي التي يخطف فيها الأقباط بشكل يومي ) . ولم تكتفي اجهزة الدولة بذلك بل تواطأت مع كل هؤلاء الإرهابيين ضد الاقباط فسويت القضايا في جلسات عرفية كان يتم فيها إذلال الاقباط وهم المعتدي عليهم ويرغموا علي قبول التصالح والتنازل عن حقوقهم وفي احيان كثيرة هجرت اسر قبطية بيوتها نتيجة هذه الممارسات. 
 
ثم قامت الثورة التي توسمنا فيها خيرا لايقاف هذه الماسي ولكن للأسف هذه الممارسات تعمقت اكثر واكثر لان يد الدولة اصبحت رخوة اكثر واكثر وتركت الشارع السلفيين وللرعاع وللبلطجية كي يقرروا مصير الناس . واصبح خطف الاقباط او ابتزازهم سبوبة ولقمة عيش سهلة للبعض فرأينا احدهم في قرية شربات بالعامرية يحاول ابتزاز صديقه الترزي المسيحي بطلب مبلغ من المال والا ادعي عليه بانه علي علاقة بأحدي السيدات المسلمات وهذا ما كان فعندما رفض الترزي المسيحي هذا الابتزاز الرخيص أشاع صاحبه المسلم هذا الامر ( اقول هذا لانه لم يظهر لنا للان هذا التسجيل المزعوم ولم تظهر هذه السيدة المزعومة ) ونتج عن ذلك تدمير حياة عديد من الاسر في هذه القرية وتهجيرهم من بيوتهم وسجل فى محضر رسمي  كاول سابقة تهجير مكتوبة فى محضر رسمي تحدث في مصر والغريب ايضا هو ان هذا المحضر شهد عليه عضو مجلس شعب سلفي وشهد عليه العديد من التنفيذيين كالضباط ورجال محافظة الاسكندرية.
 
والمثير للسخرية ان يخرج علينا النائب السلفي الذي شارك في هذه المهزلة قائلا ان كلمة تهجير التي كتبت في المحضر كتبت بدون علمه وانه كان يجب كتابة كلمة تفريق بدل منها ( فعلا أمة ضحكت من جهلها الامم)!!... 
 
والمثير اكثر للسخرية ان يخرج محافظ الاسكندرية عاتبا علي الاعلام قائلا انه يهول في هذه القضية وان هذه الممارسات العرفية يتم استخدامها في معظم انحاء مصر وان التهجيرلم يمس الا ثلاث اسر فقط وليس ثمانية كما يدعي الاعلام علي حد قوله. 
 
ياسادة ان تهجير الاقباط من قرية شربات بالعامرية لن يكون اخر حوادث تهجيرهم فالتهجير وهذه الاعتداءات الطائفية لن تنتهي فعلا الا بتفعيل القانون القوي الذي يضرب بيد من حديد علي من يقوم بهذه الممارسات هذا علي المدي القريب و سينتهي التهجير ايضا عند القضاء علي العنصرية المترسبة في النفوس وهذا يتطلب علاج ثقافي من خلال التعليم والإعلام الذى يرسخ قيم التآخي وقيم قبول الاخر كما هو وليس كما تتمناه هذا علي المدي الطويل ولكن قبل كل هذا وذاك يجب ان يقاوم الاقباط هذه الممارسات البغيضة بكل السبل السلمية المتاحة خصوصا ان غالبية المسلمين ترفض هذه الممارسات البغيضة. 
 
ياسادة علينا معالجة هذا الملف المعالجة الصحيحة لأننا لو تهاوننا فيه فإننا سنجد بلادنا مقسمة وهذا ما يتمناه أعدائنا فعلينا تدارك الامر سريعا حتي لا نفعل بأيدينا ما فشل فيه أعدائنا. 




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
المقال الموضوع يعبر فقط عن رأي صاحبه وليس بالضرورة عن رأي أو اتجاه الموقع
تقييم الموضوع :