بقلم : زهير دعيم
"وصلت البلد. من الطرف المقابل سيارة تقف بعكس اتجاه السّير. متوقفة. السائق ليس في السيارة. صَحة وهَنا. نزل لشراء شوارما من المطعم القريب. لكن أن تغلق الشارع فينتظرك السائقون عشر دقائق. شارع مغلق بسبب جوع السائق. الشارع ليس ملكا لك يا صديقي. لا يعقل أن يغلق الطريق أمام السيارات وحركة المرور بسبب توقف سيارة بعكس الاتجاه. العنف يبدأ من هنا."
هذا ما غرّده أحد الاعلاميين الافاضل على صفحة التواصل الخاصّة به قبل ايام.
وللحقيقة أقول : انّ هذا الامر لا يقتصر على بلدة عربيّة دون اخرى ، بل يندرج وللأسف الشديد على كلّ بلداتنا العربية في البلاد، فالنظام مفقود ، والاخلاقيات طارت أو كادت ، فالأرصفة التي وُجدت أصلًا لخدمة المُشاة تجدها تعجّ بالسيّارات الواقفة والراكنه ، فلا تتعجّبَنَّ ان دُهس أحد المارّة أيام عينيك وهو " يحجل" ما بين الرصيف والشارع حيث السيّارات المُسرعة !!!.
قد نفهم وقد نتفهّم هذا الأمر ولو على مَضَض ، فقد يقول قائل : انه ضيق الامكنة وقلّة وندرة ساحات الوقوف للسيّارات ، خاصّة ومعظم بلداتنا قديمة احياؤها الداخلية ضيّقة بل وضيّقة جدًّاولم تُخلق لمثل هذا الكمّ الهائل من السيّارات ووسائط النقل المختلفة.
نعم قد نتفّهم ولكن أن يوقف أحدهم سيارته في منتصف الطريق سادًّا مسلك العبور لكي يشتري ربطة خبز او رغيف شاورما وهو يقول في سرّه: ورائي الطوفان !!فهذا عيْب قد يصل الى حدود الوقاحة .
امّا الأمرُّ والأدهى فهم اولئك الناس الذين " يُطزطزون" بالموتورسايكلات الضّاجّة ذهابًا وإيابًا بعد منتصف الليل دون هدف سوى الضجيج والازعاج والزعرنة !!.
اين الله في حياة هؤلاء البشر ؟!!
أين الاخلاقيات والضّمير ؟!!
أين الانسانيّة ؟!!
لسْتُ أدري ... ولا أدري ايضًا ولا أفهم ذاك الشّاب الذي يقف امامك بسيّارته ليحادث صديقة بالسيارة المقابلة ويحكي له قصّة ألف ليلة وليلة ولا يعمل لك ولا لغيرك حسابًا...ويا ويلك والف ويلك ان اطلقت لزامورك العنان ولو بلطف بعد أن أعيا صبرك ، فقد تطالك الشتائم من كلّ حدب وصوب.
لماذا لا نفعل هذا الجماليات مثلًا في حيفا ونهريا وكريات آتا ؟
لماذا في بلداتنا فقط ؟!
لماذا نلتزم بالقانون هناك وعندنا نُفرّط به ونفرط عقده ؟!..ونروح نتهم الشرطة ، فإن دخلت بلداتنا فيا ويلها : انها تدخل عندنا من باب العنصريّة وجباية المخالفات !! وإن لم تدخل هذه الشرطة وحدث ما لا يُحمد عقباه نروح نصرح ملقين اللوم كله عليها فهي مقصّرة .
" احترنا يا قرعة من وين نبوسك !!" .
لستُ مع الشرطة ولكنني مع الحق والاخلاقيات والقانون ، ومع الكيل بكيل واحد لا باثنين. فقد وصل السيل الزبى في بلداتنا من عنف وفوضى وتسيّب والكلّ لاهٍ.