بقلم : عزيز الحافظ
عندما اكتب عن وفي المشهد العراقي البائس....فكإنما ارسم لوحة سيريالية يتبسم لها سلفادور دالي! ويجب ان اعطيها بعدا ميتافيزيقيا....لان الموجة العراقية لها ترددات خاصة جدا بعيدا عن قوانين الفيزياء المعلومة.
من بين كل الظلام والظلمة والظلم... بزغ كخنجر حاد النصل......قانون التقاعد العراقي الجديد ليذبح آمال الالاف من العوائل العراقية دون الولوج في الدراسة المجتمعية...فهذه العوائل تعوّل دائما في الخطوات اليومية على التركيز على بناء مستقبلها المجهول... إعتمادا على الإيرادات التي تشكلها الرواتب لانها موردها الوحيد......فتجدها تأخذ قرضا من مصرف الرافدين الحكومي الرائع! والذي يقنص الرقاب جميعها ويحزّها بفوهة مدفع رشاش يعود لسلفستر ستالون!! على شكل فوائد حتى البنك الدولي يحسدنا على رقيها المجتمعي!
فبدل ان تكون الفوائد مقبولة.... نجد البنك العراقي الشاهق ...يحزّ رقاب المقترضين... لياتي قانون التقاعد ويكمل قص الرقاب كما تفعل ماكنات قص الثيل في الحدائق!
كل العوائل تعلم ان التقاعد 63 سنة فعملت قروض وعملت سلف متداولة في المجتمع العراقي التكافلي... لتجد ان الزمن فجأة توقف عند ال60!! فكيف ستتدبر الآف العوائل موارد عيشها الضنكي وهي ترى القروض تنحر بالراتب التقاعدي البائس!
كيف ستتدبر أموال قبول اولادها في الجامعات الاهلية التي تقضم موارد الموظفين كل سنويا؟
غريب على هذه الدولة البائسة!! تختار قانونا مستعجلا لتذبح بإقراره الاسرع من البرق! الالاف من العوائل بسكين نصلها يصل الى عنان السماء!! وكإنه إتفاقية ذرية عاجلة... مع منظمة الطاقة الذرية!
إذن أقررتم قانون التقاعد الجديد.... أعطوا لكل ذي حق حقه!
الاقتراحات
1.تجميد التنفيذ لحين إنتخاب مجلس نواب غير محاصصي يدرس بتوئدة كل فقرات القانون!
2.إعطاء حقوق السنوات المجتزأة لكل متضرر من القانون ماديا...وحسب سنوات التضرر/ مواليد 1957 أكملوا 63 سنة! واتموا سنوات التقاعد كيف تساويهم بمواليد 1960 بقانون تعسفي؟
3 توظيف اولاد المتقاعدين في دوائرآبائهم وخاصة وهم كفاءات عاطلة اكثرها غير متحزب وغير قادر على دفع الرشوة الفضائية للتعيين!
4. تقليل الاستثناءات الى الحد المعقول...فانت هنا تبتكر إستثناءا لمن تريد وتشرع له بظلم كبير قانونيا البقاء لانه.....والفراغ في الجملة مدروس لكل نبيه!
5. إعادة الدرجتين الماليتين التي اقتنصهما الصياد الماهر العبادي من رواتب الآف الموظفين بحجة الادخار والتوفير وحرم منها ملايين العوائل جورا وبهتانا!
ان هذا القانون ضربة قاضية للموظفين كضربات الملاكم محمد علي كلاي... وفر مجلس النواب له الحلبة والجرس والتوقيت والجولة الواحدة!! ليقتلوا آمال الالاف بعيش شبه رغيد!
ليس يئسا... ان الفوضى تعّم الوطن! ولاسيطرة على النوازع الشريرة اوالتي ترتدي رداء الفضيلة المهلهل.... أقتربت ساعة التنفيذ التغييري ومجلس النواب الكلكامشي مشغول ان رئيسه سيصبح رئيس للجمهورية حسب الفراغ الدستوري! فإي تقاعد يتحدث عنه الكاتب!
ولكن ليعلم الجميع....أن الصبر ليس له حدود وسيبحث الظالم عن مخبأ يأويه.....
فسيل هدير التظاهرات والاعتصامات لن يتوقف أبدا
حتى يتوقف تنفيذ القرار التقاعدي الظالم!