كمال زاخر
8 ـ الكلمة نور ...وبعض الكلمات قبور !! (1 من 2)
الحسين:
اتعرف ما معنى الكلمة
مفتاح الجنة في كلمة
دخول النار على كلمة
وقضاء الله هو كلمة
الكلمة لو تعرف حرمه زاد مزخور
الكلمة نور
وبعض الكلمات قبور
وبعض الكلمات قلاع شامخة يعتصم بها النبل البشري
الكلمة فرقان بين نبي وبغي
بالكلمة تنكشف الغمة
الكلمة نور
ودليل تتبعه الأمة
عيسى ما كان سوى كلمة
اضاء الدنيا بالكلمات وعلمها للصيادين
فساروا يهدون العالم
الكلمة زلزلت الظالم
الكلمة حصن الحرية
ان الكلمة مسئولية
ان الرجل هو كلمة
شرف الله هو الكلمة
::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::
هذه بعض من ابيات مسرحية "الحسين ثائراً" للكاتب المصرى عبد الرحمن الشرقاوى، وهى مسرحية أثارت موجات من الهجوم من المتشددين، وكان محور الهجوم أنه يرصد التاريخ الإسلامى بعيون يسارية بل وشيوعية، وكان من ابرز المهاجمين الشيخ محمد الغزالى، الذى جاء هجومه متسقاً مع خطه الفكرى الذى عرضه فيما بعد فى كتابه "قذائف الحق"، 1991.
وتعد مسرحية الحسين ثائراً، ومسرحية الحسين شهيدا من أشهر مسرحيات الشرقاوى، وقد قدم للمسرح العديد من المسرحيات؛ مأساة جميلة عن الجزائرية جميلة بوحيرد، ومسرحية الفتى مهران، والنسر الأحمر عن صلاح الدين الأيوبى، وأحمد عرابي، فضلاً عن مؤلفاته : محمد رسول الحرية وعلى إمام المتقين، والفاروق عمر، وأئمة الفقه التسعة، كما شارك في سيناريو فيلم الرسالة بالاشتراك مع توفيق الحكيم وعبد الحميد جودة السحار، ومع ذلك لاحقته الإتهامات بأنه يعيد كتابة التراث الإسلامى بعيون شيوعية تشوه وتخرب التراث.
كتب عبدالرحمن الشرقاوى المسرحية بجزأيها «الحسين ثائراً» و«الحسين شهيداً» فى عام 1969، متأثراً بهزيمة 67. وفى عام 1972 اتفق معه الفنان الراحل كرم مطاوع على تحويلها لعمل مسرحى، وبدأوا بالفعل فى عمل البروفات. وكان المقرر أن تكون البروفة الجنرال أى النهائية فى نوفمبر، على أن يكون الافتتاح الرسمى فى ديسمبر 1972. لكن «الضباب» أغلق أبواب المسرح. كان الرئيس السادات قد أعلن أن عام 1972 سيكون عام الحسم فى المواجهة مع اسرائيل، ومر العام ولم يحدث شئ، وتتصاعد وتيرة الغضب فى الشارع والجمعات، وبرر السادات الأمر بأن ضباباً أعاق الطائرات من تنفيذ الهجوم فلم يحدث، وتندر الشباب على تبريراته وأطلقوا على ذاك العام "عام الضباب"، وكانت مرحلة عصيبة ومرتبكة، لم يضع نقطة فى أخر سطرها إلا فى اكتوبر 73 ونصر اكتوبر الخاطف، لتبدأ مرحلة جديدة تشهد تحولات وتحالفات وبداية الدخول فى نفق اختطاف الوطن من قبل الجماعات الراديكالية.
كان الضباب يلف الشارع، ولم ينقشع حتى بعد 73، إذ كان يحجب وراءه صراعات غير معلنة، ويتمخض بجنين تشكل خارج رحم الموروث المصرى والثقافة المصرية، فى تطور يشبه حكايا الأساطير، يغير المشهد المصرى بجملته، جاء المولود متعدد الأذرع، التى تتمدد بقوة وبسرعة إلى كل ما هو مصرى لتصبغه بصبغتها، لتتوارى وتنسحب أعمدة الفكر المصرى التى كانت عنوان المجتمع أدباً وفناً، بفعل معاول الهدم الخشنة، والتى استغلت الإنقلابات الإقتصادية العشوائية فى مجملها، والتحالفات الإقليمية الجديدة، وقناعات السلطة الحاكمة بأن 99%من اوراق اللعبة فى يد امريكا، وتتحول من اقتصاد القيمة المضافة، إلى اقتصاد الريع، وتتوالى التداعيات التى اشرنا قبلاً إلى طيف منها، كان التركيز على الفكر، فإذا بالإعلام يتحول إلى منابر تبشر بقيم القادمون الجدد، يختفى التعدد والتنوع، ونقترب من مجتمع اللون الواحد، وتتوارى البهجة لتفسح مكانها لموجات الكآبة، ويحاصر التنوير، ويجد التنويريون انفسهم محل اتهام، بل ومطاردات، وتتصاعد المواجهات، وتتطاير طلقات التكفير، كانت البداية تحضير ميدانى هجومى مكثف يجرم ويحرم الإبداع، ويطارد من يطالبون بمدنية الدولة وفصل الدين عن السياسة، وعن الدولة، ويشوهون مصطلحات الحداثة والعلمانية، وتدور المطابع لتملأ الأرصفة بكل ما يشكل فكر التطرف والتكفير، وتنطفئ اضواء المسارح، وتغلق دور السنيما أبوابها تباعاً، وتتجهم ملامح المصريين، وتختفى تحيات الصباح والمساء بنكهتها المصرية لتقتحمنا النسخة المتصحرة، ويمتد الحصار إلى البنوك والإقتصاد، وتلتصق صفة الحلال، بما نأكل وما نشرب، وما نرتدى، وإلى التعاملات المالية، وتظهر البنوك الإسلامية والشركات الإسلامية، والإعلام الإسلامى، وتزاح العادات المصرية لتصير اسلامية، برؤية ثقافة النفط، وكان لابد أن تخضع الأسماء لهذا المد، فتختفى الأسماء غير المرتبطة بالصفات والشخصيات الدينية، وتنتشر اسماء هى فى أغلبها قادمة من المربع الدينى، وبقواعد الفعل ورد الفعل، تختفى أيضاً عند الأقباط الأسماء المشتركة،، لتصير الأسماء عند كليهما ـ المسلمين والأقباط ـ حاملة وكاشفة للهوية الدينية، وتنطلق موجات الفرز الطائفى، واستهداف الأقباط.
البداية كانت فكراً، فى الإنغلاق كما كانت فى التنوير، وما تصدير مشهد الدين إلا خلفية لتبرير العنف والتطرف، ومحاولة لإيجاد مسوغ للتراجع السياسى والإقتصادى والمعيشى، والفشل فى التحقق، لذلك تحتل فكرة وجود مؤامرة كونية ضد الإسلام مساحة متقدمة فى ذهنية الجماعات المتطرفة، وهو الهاجس الذى يرقى إلى "اليقين" عند منظرى تلك التيارات. ويبنون عليه توجهاتهم.
وقد قيض لى أن اطالع كتاب "قذائف الحق" الطبعة الأولى 1991، للشيخ محمد الغزالى (1917 ـ 1996)، لأجده نموذجاً لهذا الأمر، وكاتبه هو من هو فى المشهد الفكرى الإسلامى، وقد عُرف فى الأوساط الإسلامية بـ "أديب الدعوة" و "فارس الدعوة البليغ".
ولسنا هنا بصدد قراءة نقدية للكاتب والكتاب، أو حتى قراءة دينية، وهو متاح على صفحات ومواقع الشبكة العنكبوتية، بغير سوء، بعد أن صادرت أغلب الدول العربية نسخته الورقية، سأكتفى هنا بالتعرف على الفصول المتعلقة بطرحنا، ربما يتضح لنا كيف تم اعادة تشكيل العقل الجمعى لأجيال لاحقة، حتى صارت المنبع للتيارات الراديكالية المتطرفة. فالتطرف يبدأ فكراً ويتمخض فيلد إرهاباً.
يحمل تصديرالكتاب أية قرآنية تضعنا فى توجه الكتاب الأساسى، وكأنى بالكاتب قى نفخ نفير المواجهة "بل نقذ بالحق علي الباطل فيُدمغُ فإذا هو زاهقٌ ولكم الويلُ مما تَصِفُونَ .".
وفى المقدمة يقول :
ـ ادركت مبكراً أن نصف الإسلام ميت أو مجمد، وأن نصفه الآخر هو المأذون له بالحياة أو الحركة إلى حين.
ـ يتنازع الإسلام فريقان من الناس فى حرب سجال بينهما :
فريق الحق : يستبقى النصف الموجود فى الإسلام ويدافع عنه ويحاول استرجاع النصف المفقود.
فريق الباطل : يضاعف الحجب على النصف الغائب ويسعى لتمويت النصف الآخر.
كان القرار أن نبقى وتبقى معنا رسالتنا الخالدة ، نرفض أن نعيش وفق ما يريد غيرنا، أو وفق ما تقترحه عقائد ونظم دخيلة,
ـ من حق المسلمين فى بلادهم أن يحيوا وفق تعاليم دينهم، وأن يبنوا المجتمع حسب الرسوم التى يقدمها الإسلام لإقامة الحياة العامة.
ـ الإسلام عقيدة وشريعة، عبادات ومعاملات، يقيناً وإيماناً فردياً ونظام جماعى. دين ودولة.
ـ حرية التدين من صلب العقيدة الإسلامية لا يضير من يعتقد باليهودية والنصرانية أن نحكم بالاسلام.
ثم يخشى الكاتب أن تحسب كلماته تصريح مرور بغير محددات، فيستدرك ذلك بقوله :
ـ ثمة اتفاق تم بين اليهودية العالمية وبين أقوى الدول النصرانية على ضرب الإسلام، أمة ومعالم وتاريخ.
ـ الضمير الدينى عند أهل الكتاب قد فقد عدالته وطهارته نهائياً.
ـ الكنائس الغربية برأت اليهود من دم المصلوب. فى تأويل للأناجيل.
ـ نجاح الشيوعية فى اسيا وأوروبا مرده تبلد الضمير الدينى عند اليهود والنصارى جميعاً
ـ العرب دماغ الإسلام لذلك يتركز الهجوم عليهم.
ـ عدد كبير من النصارى العرب دافعوا عن فلسطين ورفضوا الاستجابة، لكن الامر تغير مع انكسارات المسلمين واغراءات الغرب.
ـ لا نقبل ان يتم تجهيل المسلمين فى دينهم، أو ان يكفرو بشريعتهم، أو أن تبتر اجزاء من الإسلام بإسم الوحدة الوطنية.
ـ للنصارى ان يتعلموا دينهم، ولن نعلمهم الإسلام، وتبقى لهم الأحكام المقررة فى دينهم وهى تتصل بالأحوال الشخصية، أما بقية القوانين فلابد أن تطبق على الكل.
ـ لن نتوقف عن احقاق الحق وإبطال الباطل، ولا نقبل دعوات اقامة حكم مدنى يخسر الإسلام فيه اصوله وفروعه لحساب الإلحاد والشرك.
وبغير مقتضى يخصص فصله التالى فى الهجوم والهكم على التوراة والإنجيل وقائدهما الأساسية، بعيداً عن معايير مقارنة الأديان، ويرى أن "النصارى" قد قبلوا التوراة على علاتها واعتبروها كتاباً مقدساً. لأنها تدعم قضية (التجسد) ، وقضية فساد كل البشر وحاجتهم لأن "ينتحر" أحد من اجلهم (الفداء والصلب).
ـ ويؤكد أن المسلمين يبرؤن الكتاب الذى نزل على موسى من هذا اللغو، التوراة الحالية تأليف بشرى يصف الله بما لا ينبغى أن يوصف به، ويبرز بنى اسرائيل وكأنهم محور العالم وغاية الوجود، ويحقر الأمم الأخرى ويلحق بها اشنع الأوصاف. وإن تخلل التوراة بقايا من الوحى الصادق، لكنها تتوه وسط زيف غالبية التوراة.
ـ وينتهى إلى أن القرن العشرين شهد تراجع الاسلام واغتصاب قلسطين لاقامة مملكة يهوة بدعم الغرب الصليبى.
ويعود ليؤكد أن "ما حسبوه نهاية نحسبه بداية الصعود مرة أخرى."
وفى فصل تال يحشد تأويله لبعض آيات الإنجيل بعد اقتطاعها من سياقها ليؤكد أنها تدعو للقتل والثأر وكراهية الأقربون، فى سياق تهكمه على إنتشار مقولة "الله محبة"، ويقفز منها فى توتر إلى "ظاهرة" ظهور العذراء، وكذبها، وما يلبث (ربما من باب الإحتياط) أن ينقل ابحاثاً عن الضوء، وما الطيف إلا ظاهرة علمية تتعلق بشعاع الضوء وشحنات الكهرباء. وشأنها شأن ظاهرة السراب.
وتحت عنوان ماذا يريدون يطرح سؤالاً ـ ماذا يريدون
ـ ليس للأقباط صبغ التراب المصرى بالطابع المسيحى وابراز المسيحية وكأنها الدين المهيمين على البلاد.
ـ هم 2.5 مليون (1991) وعليهم ان يعيشوا كمليونين ونصف مسلم. لهم ما لهم من حقوق وعليهم ما عليهم من واجبات دون ان يفرضوا وصايتهم على المسلمين.
ـ اشاع الاستعمار ان المسلمين فى مصرغرباء طارئون عليها ويجب ان يزالوا، لذا اسموا جريدتهم وطنى.
ـ البابا شنودة يدعم صيحات تتهم المسلمين بالتعصب وأن الأقباط فى خطر، على نهج كتابات القمص سرجيوس فى مجلة المنارة.
ثم يعرض تقريراً نسبه الى البابا شنودة، ويزعم أنه عن اجتماع سرى (هكذا)، ولم يفصح الشيح عن مصدره، وكيف تم اختراق الاجتماع السرى وهو يضم الدائرة المقربة من البابا بحسب زعمه، وعندما نفت لجنة تقصى الحقائق التى شكلها البرلمان بعد أحداث "الخانكة" الطائفية (نوفمبر 72)، نفت نسبة هذا التقرير المزور للبابا، لكن الشيخ يتهم اللجنة بالتدليس يؤكد أن رئيسها الدكتور جمال العطيفى كان شيوعياً.
تناول بحسب الشيخ الغزالى الموضوعات التى طرحت فى هذا الاجتماع المزعوم :
عدد شعب الكنيسة
ـ قال ان مصادره بجهاز التعبئة العامة والإحصاء ابلغته ان عدد المسيحيين 8 مليون نسمة، والكنيسة وضعت تخطيطا ليصل شعب الكنيسة الى نصف الشعب المصرى فى مدة من 12 الى 15 سنة من الان. حتى يكون ذلك سندنا فى المطالب التى سنتقدم بها إلى الحكومة .
ـ ولهذا حرمت الكنيسة تحديد النسل نهائياً او حتى تنظيمه. فى مقابل تشجيعه عند المسلمين (خاصة وأن أكثر من 65% من الاطباء والقائمين على الخدمات الصحية هم من شعب الكنيسة)
ـ تحرم الكنيسة تحريماً تاماً على اصحاب العمارات والمساكن المسيحيين تأجير أى مسكن أو شقة أو محل تجارى للمسلمين، والعمل على اخراج السكان المسلمين منها، حتى نشجع ونسهل الزواج بين شبابنا المسيحى.
اقتصاد شعب الكنيسة
ـ قال البابا شنودة : المال يأتينا بأكثر مما نطلب من امريكا والحبشة والفاتيكان، لكن ينبغى أن يكون اعتمادنا على مالنا الخاصالذى نجمعه من الداخل، ونهتم بشراء الأرض واقراض ومساعدة من يقومون بذلك، خاصة وأن 60% من تجارة مصر الداخلية بأيدى المسيحيين.
ـ تخطيطنا يستهدف افقار المسلمين ونزع الثروة من ايديهم فى مقابل إثراء شعبنا، والتنبيه بمقاطعة المسلمين اقتصادياً. إلا فى حالات الضرورة. والاستعاضة عن المهنيين والمتخصصين المسلمين بنظرائه المسيحيين.
تعليم شعب الكنيسة
ـ قال البابا شنودة : فى مواجهة شروع المساجد فى القيام بمهام تعليمية كالتى نقوم بها فى كنائسنا علينا مضاعفة الجهد للحفاظ على النسبة التى يمكن الظفر بها من مقاعد الجامعة خاصة الكليات العملية (نسبتنا فى الوظائف الهامة والخطيرة طب وهندسة وصيدلة 60% وأكثر).
التبشير
قال البابا شنودة : يجب مضاعفة الجهود التبشيرية الحالية لزحزحة اكبر عدد ممكن من المسلمين عن دينهم، وليس من الضرورى اعتناقهم المسيحية، فالهدف تشكيكهم فى كتابهم ونبيهم. لكن بطريقة هادئة لا تثير حفيظة المسلمين أو يقظتهم.
ولا نكرر الخطأ الذى وقع منا فى المحاولات التبشيرية الأخيرة بعد نجاح مبشرونا فى هداية عدد من المسلمين إلى الإيمان والخلاص على يد الرب يسوع المخلص.
وعلينا ان ننتهز ما هم فيه من نكسة ومحنة بالتودد لهم ومجاملتهم فى اعيادهم لأن ذلك فى صالحنا.
وليعلم الجميع أن القوى الكبرى تقف وراءنا ولسنا نعمل وحدنا، وحتى نحقق ما نريد علينا دعم وحدة شعبنا وتماسكه وترابطه
المطالب التى سنقدمها للحكومة
ـ أن يصبح مركز البابا الرسمى بروتوكولياً بعد رئيس الجمهورية وقبل رئيس الوزراء.
ـ تخصص 8 وزارات يكون وزراععت ؤها نصارى.
ـ تخصص لهم ربع القيادات العليا فى الجيش والبوليس.
ـ تخصص لهم ربع المراكز القيادية المدنية، رؤساء مجالس المؤسسات والشركات والمحافظين ووكلاء الوزارات والمديرين العامين ورؤساء مجالس المدن.
ـ يستشار البابا عند شغل هذه النسبة وله حق ترشيح بعض العناصر والتعديل فيها
ـ يسمح لهم بإنشاء جامعة خاصة تضم المعاهد اللاهوتية والكليات النظرية والعملية.
ـ يسمح لهم بإقامة إذاعة خاصة من مالهم الخاص.
ثم طلب من الحضور (فى الاجتماع السرى) نقل هذا لشعب الكنيسة، بأن أملهم الأكبر عودة البلاد والأراضى الى اصحابها من الغزاة المسلمين بات وشيكاً، على غرار اسبانيا (بعد 800 سنة احتلال).
وبعد أن ينتهى من التقرير البابوى يذهب الى تقرير آخر عن لجنة شكلها عبد الناصر برئاسة زكريا محى الدين رئيس الوزراء آنذاك لمقاومة وملاحقة جماعة الإخوان وما وضع فيه من خطط تحقق ذلك.
ويرى الكاتب أنه تقرير ردئ وصلت فيه الخصومة الى درجة اللدد، وأن الدين صار محل اتهام، ويدشن طريق المسخ والتحريف الإسلامى، والملاحظ أن غالبية اللجنة يساري النزعة. وقد وضعهم الرئيس السادات فى السجن (بعد 15 مايو 1971).
ـ ويرى الشيخ أن ما جاء بالتقرير تم ترجمته من خلال موجة تحقير الماضى
ـ وأن ابرز من قام بذلك د. زكى نجيب محمود فى مقالاته. التى دعا فيها ترك القرآن والسنة
ـ الدكتور فؤاد زكريا الذى يربط بين تقديس الماضى والنظام الإقطاعى فى كتابه (الجوانب الفكرية للنظم الإجتماعية)
ـ وأن عبد الرحمن الشرقاوى الذى قام بتزوير التاريخ الإسلامى ـ ردت عليه مجلة الأزهر.
ـ وكذلك د. عبد المنعم ماجد استاذ التاريخ بكلية أداب عين شمس الذى اعتمد فى كتابه (التاريخ السياسى للدولة العربية) على رؤية المستشرقين الذين عكفوا على تشويه التاريخ الإسلامى، وقرره على كلبة الكلية.
ثم يفند الطرح استناداً الى تقرير كتبه كاتب يدعى على عبد العظيم استغرق نحو عشر صفحات.
لعلنا نضع ايدينا على مداخل تأسيس الفكر المتطرف لدى أجيال غضة مأزومة من مصادر محل ثقتها.
وللحديث بقية.