السفير هادي التونسي
رجل انتمي الي اسرة عريقة، نشا فيها علي فضائل القيم والأسلوب، وتلقي تعليما مميزا أكمله بدراسة أكاديمية في أرقي جامعات الغرب ، تفوق فيها حتي عمل بالتدريس بها، لكنه ترك نعمة الحياة الهادية الرغدة ملبيا نداء وطنه للعمل وزيرا للدولة للشئون الخارجية في أدق مراحل العمل الوطني، ليبدع في تفاصيل عمل فني لم يتدرج فيه، وليعطيه بخلفيته الأكاديمية وفكره الخلاق ونظرته الاستراتيجية بعدا افريقيا بروءية ثاقبة تجلت كذلك في معاهدة سلام غيرت تاريخ المنطقة.
-رجل كسبت مهنيته احترام العالم ، وأسرت مهاراته الاجتماعية ورقي أسلوبه وسعة إطلاعه وتفتحه الجميع ،حتي اختاروه أمينا عاما للأمم المتحدة، فيصر بقيمه الراسخة ونزاهته وروءيته الاستراتيجية علي ان يجعل منها موءسسة صلبة مستقلة متحديا سياسة دولة كبري بشجاعة و ثبات وداب حتي لو أدي ذلك لفقدان عمله، فوضع الحق فوق القوة والمبدأ فوق المصلحة ،ليكسب مرة اخري احترام وتأييد العالم حتي وهو يخسر وظيفته.
-رجل نظم حياته، وقتا واسلوبا، عملا وراحة، طعاما وصحة، اطلاعا و انتاجا، فامكنه حتي سنواته التسعين ان يقوم بمهام محلية و دولية، أكاديمية وحقوقية، فكرية واجتماعية بمهارة يعجز عنها عدة مفكرين و قادة معا في وقت واحد.
-رجل وجد في جعبته القدرة والصبر والتفتح والتواضع ورقي الأسلوب و رقة و لطف التعبير التي تمكنه من الإنصات الي الجميع واستيعاب الجميع و استشراف المستقبل و الحلول، هو رجل متوافق مع ذاته و مع العالم و مع التاريخ ومع الاخر.
-رجل ينتمي الي المغزي فجعل من حقوق الانسان هدفا انشا له مفوضية في الامم المتحدة و ترأس له مجلسا مستقلا موقرا في بلده باعتبار الحقوق اساس الديمقراطية والتنمية، فالإنسان الذي يتمتع بالكرامة والمساواة والاحترام هو القادر علي الانتماء والعمل والعيش في سلام وحرية وتراحم.
-رجل ابقت مهاراته وشخصيته الفريدة علي العلاقات الفكرية والاجتماعية التي اقامها مع قادة العالم حتي وفاته ،فاستغلها لدعم ثورة بلده في أحرج اللحظات وضد ضغوط عاتية.
رجل جمعت انسانيته العالم داخله، وجمعت روءيته و رقي أسلوبه ومحبته بين الأضداد نحو التعايش والمسؤلية والسلام، رجل فذ فكريا ومهنيا وقيميا وانسانيا لا تملك الا احترامه حتي لو لم تتخذه قدوة.
-رجل يمثل ما يمكن للمصري ان يحققه لو أراد و سعي في ظروف مؤاتية وفرص يخلقها بمهارته ونبوغه. رجل فريد علي المستوي الذهني و الاخلاقي و المهني و قبل كل ذلك الإنساني.
نقلا عن صدى البلد