بين تعاطفٍ وخوفٍ كان للحيوانات وبعض الكائنات الحية ظهورٌ خاصٌ في عام 2019، إذ تسببت في إثارة الذعر والقلق لدى المصريين، بدءًا من "طريشة" التجمع وحوت الساحل الشمالي وصولا إلى "أسد أسيوط".
وتستعرض "الوطن" أبرز الكائنات الحية التي شغلت بال المصريين خلال عام 2019، وهي:
ظهور "الطريشة" في التجمع الخامس
أثار ظهور ثعبان "الطريشة" بالتجمع الخامس داخل "كمبوند" تابع للقاهرة الجديدة، في يوليو الماضي، قلقًا ورعبًا لدى السكان بشكل كبير، وتعددت حينها التفسيرات عن سبب ظهورها، والتي كانت من أبرزها القضاء على الكلاب في هذه المنطقة، بينما كذب بعض البيطرين هذا الأمر، وحاول البعض التعرف على أضرارها وكيفية تجنبها في حال ظهورها مجددا.
وكشف أيمن حمادة مدير عام تنوع الأنواع والأجناس بوزارة البيئة، أن الطريشة نوعٌ من أنواع الزواحف التي تعيش في البيئات الرملية، مشيرا إلى أن وجود الطريشة في التجمع الخامس والقاهرة عمومًا أمر طبيعي؛ لأنها مناطق صحراوية ومن المتوقع أن يوجد بها أكثر من نوع من الزواحف.
ظهور حوت في الساحل الشمالي
تفاجأ رواد الساحل الشمالي، وهو أحد المصايف المهمة لدى المصريين، بظهور حوتٍ ضخم قرب أحد الشواطئ، ما أثار قلق رواد المنطقة، خصوصًا أن الفترة التي ظهر فيها الحوت هي وقت ذروة "المصيف"، وقال المهندس محمود سالم رئيس الإنتاج والتشغيل في هيئة الثروة السمكية، إنه الحوت لا يُشكّل خطرًا نهائيًا على المستطيل الذي ظهر فيه.
وأكد الدكتور لؤي السيد منسق برنامج "الحياة البرية" بوزارة البيئة، أن ظهور حوت في الساحل الشمالي شيء طبيعي، وذلك بسبب عدم توافر الغذاء في البحر المتوسط وهي لا تُشكّل خطورة على الإنسان، مضيفا خلال مداخلة هاتفية ببرنامج "مساء DMC" مع الإعلامي رامي رضوان، أن الحيتان تلجأ للسواحل الجنوبية بشكلٍ طبيعيٍ، أما في شرق المتوسط يكون ظهورها قليلًا للغاية.
ظهور ديدان على أحد الشواطئ بالإسكندرية
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو، في شهر أغسطس الماضي، عن انتشار الديدان بكمياتٍ هائلة على شاطئ الدخيلة في الإسكندرية، ما أحدث حالة من القلق والجدل، فيما نشرت صفحة "العجمي مباشر" عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" مقطع فيديو يوضح انتشار الديدان على شاطئ منطقة "الدخيلة".
وعلَّق مصورو الفيديو على ذلك الأمر، بأن انتشار الديدان بذلك الشكل يعود لمياه الصرف الصحي التي تُلقى في البحر، وعلى إثرها اختفت الأسماك والأحياء البحرية في تلك المنطقة، وعلق أحد المصورين "دود البحر.. ده الجديد بتاع العيد".
وشكلت الإدارة المركزية للسياحة والمصائف في الإسكندرية، لجنة لمعرفة السبب كما كشف حينها اللواء محمود نافع رئيس شركة الصرف الصحي، لـ"الوطن"، عن أن قيادات الشركة تواجدوا مع لجنة السياحة في الشاطئ؛ لمعرفة سبب ظهور الديدان، مشيرا إلى أن المؤشرات الأولية للجنة، كانت تؤكد أن ظهور تلك الديدان بسبب حيوان نافق أو تلوث نتائج من الصرف الصحي.
وفاة الفيلة "نعيمة" في حديقة الحيوان
خيَّم الحزن على المصريين وخصوصًا زوار حديثة الحيوان، في أكتوبر الماضي، لوفاة الفيلة "نعيمة" بعدما أتمت عامها الأربعين، وتسبب وفاتها في إثارة الحيرة والتساؤل بشأن مصير الحديقة بعد غيابها ولا يوجد فيل آخر.
وقال الدكتور محمد رجائي رئيس الإدارة المركزية لحدائق الحيوان، إنهم يحاولون استيفاء إجراءات استقدام فيل آخر، موضحا في تصريح سابق لـ"الوطن"، أن الفيل يأتي على رأس الحيوانات المهددة بالانقراض على مستوى العالم، لذا أُدرج ضمن الجدول الأول للحيوانات الممنوع الاتجار بها، وفقا لاتفاقية التجارة العالمية لأصناف الحيوان والنبات البري المهدد بالانقراض "سايتس"، والتي وقّعت في واشنطن عام 1973، وبدأ العمل بها في عام 1975، ووقعت عليها مصر وعدد كبير من الدول، وهو ما يجعل استقدام فيل آخر للحديقة ليس بالمهمة السهلة.
صيد وبيع سمكة قرش نادرة في السويس
في نوفمبر الماضي، أمسك بعض الصيادين في السويس بالقرش الحوتي العملاق النادر "بهلول"، والمحظور صيده، ونُقل بعدها إلى سوق العبور في القاهرة، وجرى تشفيته وتقطعيه، ما أصاب الكثيرون من المهتمين بالبيئة البحرية وغيرهم بصدمةٍ، نتيجة التحذيرات المتكررة بندرة هذه السمكة، إضافة إلى وجود مخاطر صحية من تناول أسماك القرش.
القرش "بهلول" أو القرش الحوتي العملاق، مصنف ضمن الكائنات البحرية النادرة والمهددة بالانقراض، ويتراوح طوله ما بين 30 إلى 50 قدمًا، ووزنه يتجاوز الـ3 أطنان، وهو مسالم لا يتعرض للإنسان، حيث إنه يتغذى على الكائنات البحرية الصغيرة وليس عدوانيًا كما يُشاع عنه.
وأكد الدكتور وائل غريب طبيب تغذية، أن فريق من العلماء الأمريكيين دقوا ناقوس الخطر من تراكم السموم المرتبطة بالأمراض العصبية بتركيزات عالية في زعانف وعضلات أسماك القرش، ما يُعرّض عشَاق هذه النوعية إلى العديد من المخاطر الصحية.
انتشار الذباب في الخريف
انتشر الذباب بشكلٍ كبيرٍ في مصر بداية من شهر نوفمبر، ما أثار قلقًا وحيرة لدى المصريين، خوفًا من أنه يؤثر على صحتهم، وتواصلت "الوطن" مع الدكتور محمد علي فهيم أستاذ التغيرات المناخية بمركز البحوث الزراعية، لمعرفة سبب ظهور ونشاط الذباب هذه الفترة، والذي أكد أن المتعارف عليه أن يكون هناك حركة غير طبيعية للذباب بين المواسم، لكن انتشار بكثافة أمر غير الطبيعي، مرجعًا ذلك إلى التغيّرات الجوية.
ونشرت وزارة الصحة والسكان بيانًا، وقتها، شرحت فيها خطتها للترصد الحشري النشط والمكافحة المتكاملة لنواقل الأمراض، والتي تُنفذ سنويا؛ لمواجهة التغيرات المناخية وخفض الكثافة الحشرية للذبابة المنزلية، وقال الدكتور علاء عيد رئيس قطاع الطب الوقائي، إن مصر تنتشر بها الذبابة المنزلية، وتنشط طبقًا لتغير المناخ حيث ينتشر الذباب بكثافة عالية خلال فصل الخريف، الذي يُعتبر مناخًا مناسبًا لنشاط الحشرة، مطمئنًا المصريين بأنه "الذباب" غير مضر.
أسد أسيوط
أثارت شائعة ظهور "أسد" في جبل المعابدة بمحافظة أسيوط، الخوف والقلق بين أهالي المحافظة، بعد انتشار صورة لحيوان ضخم يتجول في منطقةٍ زراعيةٍ تابعة لإحدى قرى مركز أبنوب، على منصات التواصل الاجتماعي، ما تسبب في حالة من الذعر بين المواطنين.
وخرج مكتب الإعلام في محافظة أسيوط، نافيًا صحة الخبر الذي جرى تداوله على بعض المواقع الإلكترونية، وصفحات التواصل الاجتماعي، مؤكدا أنها "مجرد شائعة"، وقال عبدالحكم محمود رئيس هيئة الخدمات البيطرية، إنه حتى الآن لم يتأكد ظهور هذا الحيوان الذي يصعب وجوده بهذه المنطقة الملاصقة للكتلة السكنية، مشيرا إلى أن الصورة ربما تكون لكلب كثيفٍ الشعر، حيث إن الأسود لا تعيش منفردة.
وأنهى أحد أهالي أسيوط حالة الجدل حول حقيقة الحيوان الغريب الذي ظهر، مؤكدا في منشور له عبر فيس بوك أنه كلب، وكتب الشاب في تدوينته: "ده كلب واسمه جاكور وبتاع واحد من بيت الشيخ، وياريت بقى زي ماكبرنا الموضوع نلمه ونعمل الصح، لأنه الموضوع كبر أوي وأنا آسف على اللي حصل ده"