د. مينا ملاك عازر
ليس كل ما تؤكده الأرقام حقيقي، وليس كل ما تشهد به الأرقام مصدق، لذا أنا لا أصدق ما يحكيه الكثيرون عن نجاح المشاريع المقامة في الكثير من الدول الكاذبة، والحكومات التي تستشهد بأرقام، لأنهم إما يستغلون أن الدفاتر دفاترهم والورق ورقهم، ولا محاسب لهم، ولا رقيب لديهم، ولا حسيب عليهم، أو أنهم يلعبون بالعملة، فما كانوا يفتخرون به يوماً ما بالدولار مثلاً، يستشهدون به اليوم بالعملة المحلية، لأن العملة المحلية انهارت أمام الدولار، وهذا يعطيهم رقم أعلى في السرد لكن في حقيقة الأمر هو انعكاس لاستمرار انهيار الاقتصاد الذي يخططوا له، وفشل ساستهم، والدليل لكم على ذلك كذب الأرقام.
2020 الرقم إذا نطقته بالطريقة المعتاد النطق بها تاريخ السنة، فسيكون 20 20، أي أنه يبدو كما لو كان متعادلين، لكنهم في الحقيقة يحملان المعنى الحقيقي العميق وهو 2020، ولذا طريقة عرضنا للرقم تؤثر على قرارانا، وعلى رؤية وقبول المتلقي للرقم، وبالتالي تؤثر على مدى فهمه لمعناه وفحواه وحقيقته، السادة الأفاضل نحن في عام جديد، هذه هي الحقيقة الوحيدة التي أتيقن منها، ولكن أي شيء غير هذا فأشك فيه وبقوة، فمسألة تحقيق أحلامنا في هذا العام، وأنه سيكون عام سعيد، فكل هذا -بإذن الله- أولاً وبحسب مجهودك في هذا المضمار، أنت الذي إذا أردته سعيداً، وعملت لأن يكون هكذا فسيجعله الله لك هكذا، وإذا أردت أن تحقق فيه أحلامك فلن يبخل الله عنك في تحقيقها.
لا أعتبر أن سنة جديدة بداية جديدة اللهم إلا تفاءلاً ورمزياً، لكن من يريد أن يبدأ بداية جديدة يستطيع أن يبدأها في أي لحظة وبأي طريقة، المهم أن تكون البداية الجديدة لها نهاية محتومة ومرسومة ومخطط لها جيداً، فكم من أنظمة ودول بدأت بداية جديدة ولكنها بدون تخطيط وبدون نهاية مرسومة ضلوا الطريق، وأخذوا يبنون ويبنون وهم لا يعرفون أين ومتى ينتهون؟ فأخذوا يستنزفون، وسلم لي على الفشل الحكومي في كل مكان.
خطط لبدايتك لأن تكون ذات نهاية موفقة، حينها وحينها فقط، ستكون الأسعد والأفضل في كل عام، الله قادر أن يعطيك أكثر جداً مما تطلب أو تفتكر، وقادر أن يسعدك ويبهجك ويرضى عنك، لأنك خليقته ويفرح لفرحك، فإسعي والله مبلغك الأماني ومحقق الآمال من خلفك وسند لك.
المختصر المفيد لا تصدقوا الأرقام، تحققوا منها ومن مضمونها، ومن طريقة عرضها فهي كثيراً ما ضللت.