ننتظر ليلة رأس السنة من العام للعام، نضع الخطط و السهرات التي تشمل الأقارب والأصحاب لنقضيها سوياً في الدفء، لا نعاني من البرد الشديد أو نقص الطعام، لكن بضعة شباب قرروا الاحتفال بتلك الليلة بشكل خارج عن المألوف، فماذا سيكون أفضل بالنسبة لهم من بدء عام جديد بمساعدة الناس الذين لا يملكون مأوى؟.
"إيريني " و "رامي" و "مينا" ومجموعة من الأصدقاء قرروا بدء السنة الجديدة في الشوارع للطواف على المشردين في مدينة الإسكندرية.
"قررنا نحتفل بشكل مختلف مع الناس اللي محتاجة مساعدة ببطانيات ووجبات نوزعها عالمشردين".. تقول "إيريني".
بوست قصير على الفيس بوك وضعه "مينا" جذب عدد ضخم من المتبرعين والمتحمسون للفكرة، فبدأ الشباب بطلب المساعدة من الناس في حصر أعداد وأماكن المشردين بالمدينة مع أرقامهم للتواصل.
وبعد الحصر المبدئي الذي شمل 350 شخصا بلا مأوى فتح الشباب باب التبرعات لتحضير وجبات بذلك العدد وبطانيات للتدفئة.
بعد لحظات قليلة من كتابة الخبر على السوشيال ميديا انهالت عليهم مساعدات الناس التي تتراوح بين مساعدات مالية ومساهمات بالمجهود عن طريق طبخ الوجبات وتعبئتها وتوصيلها "إحنا في العمل الخيري من سنين بس دي أول مرة نعمل حدث ضخم كدة ".
"إيريني" الطالبة العشرينية قضت الأربع سنوات الأخيرة في العمل الخيري بين المساعدة والترفيه عن أطفال القرى ودور المسنين وملاجيء الأيتام. ترى أنه لا يوجد أفضل من مساعدة الغير و تلك أفضل طريقة تبدأ بها عامها الجديد.
تعتبر "إيريني" نفسها فردا صغيرا ضمن مجموعة من ثلاثين شاباً وفتاة تجمعوا دون سبب سوى مساعدة المحتاجين. "إحنا بندور عالإنسانية زي إبرة في كوم القش، وإنسانيتنا هي اللي هتخلينا أفضل وجزء منها اننا نهتم باللي حوالينا ونكون مؤمنين إننا أسباب بعتها ربنا لمساعدة الناس"