بقلم: ممدوح عزمي
من هو الضحية ؟ولماذا تم التضحية به؟
يبدوا أن هذا القول قد طبق بالفعل إبان محاولة حل أزمة قرية شربات بمنطقة العامرية بـ"الإسكندرية"،ولكن دعونا نبدأ من بادئ الأمر حينما أشيع عن وجود علاقة إثمه بين من يدعى "مراد سامي" وأخرى من مسلمات القرية وقد قامت الدنيا ولم تقعد بل تفاقمت الأمور على النحو الثابت بكثير من الأخبار على صفحات الجرائد اليومية أو مواقع الانترنت.
وتطرق الأمر إلى حشود وحرق وسرقة و تهديد أعراض، وقد تملك الهلع والخوف على أل بيت "أبوسليمان" - هذا الأسم الذي أصبح متداولاً في الآونة الأخيرة على الفضائيات- مما حدا بأحد أبنائه على إطلاق أعيره نارية في الهواء لمحاولة إبعاد من تجمهروا أسفل منازلهم و محالهم التي سلبت محتوياتها عن بكرة أبيها.
ليس أل "أبو سليمان" فقط بل أسرة "سمير" و"جرجس رشاد" وآخرين هم السبع "اندراوس" وأخيه ليسوا هؤلاء هم فقط، بل أيضاً بيت من أشيع عنه إنه مفجر هذه الأزمة أعنى بذلك "مراد سامي جرجس" (روميو قرية شربات).
و بالقطع تم تهجير كل هذه الأسر و خاصة أسرة مراد وأسرة أبو سليمان وحرر قرار التهجير هذا وفقاً لجلسة عرفية مدونة في محضر اسميه محضر العار للعديد من السباب:-
السبب الأول:- رأيت أنه من العار العودة لقانون الغاب وإضفاء الشرعية على الجلسات العرفية التي تخفى الحقائق و تذهب بالحقوق إلى ما وراء اللا مرئيات .
السبب الثاني:- إن هذه الجلسات يتم القضاء فيها وفقاً للأهواء الشخصية و العصبيات الاجتماعية وكأن الإطراف لم يصبحوا على قدم المساواة .
السبب الثالث:- اننى رأيت في هذه الجلسات العرفية تنصيب الخصم حكمًا وهذا إهدار لمبادئ العدالة التي يجب أن تكون عمياء محايدة لا ترى إلا الحق.
السبب الرابع:- وهذا ما أدمى قلبي كمسيحي أولا وكمحامى عن المتهم بلا جريمة "مراد سامي"
ثانياً. إن ما أدمى قلبي و استشعرت معه بأن خنجراً مسموماً قد مزق احشائى هو تواجد أحد أعضاء المجلس الملي السكندري ضمن هذه الجلسة العرفية التي غاب فيها القانون وقيامه بالتوقيع على محضر العار، وكأن كل ما نادي به النشطاء الأقباط على مدار الأعوام الكثيرة الماضية قد راح هباء، راح هباء سجن من سجن، راح هباءهجرة من هاجر خارج الوطن خوفاً من البطش الدامي، راح هباء نهر الدماء القبطية التي سالت ولا تزال تسيل.
أسالك سؤالاً أيها العضو المبجل هل بعد أن وقعت على محضر العار ذهبت لتنعم وتخلد إلى النوم وأنت مطمئن السريرة هادئ البال مستريح الضمير؟
وأخيرًا الطامة الكبرى التي حدثت طوال يوم السادس عشر من فبراير أعني بذلك لجنة تقصى الحقائق التي ذهبت لتصنع حلاً لمهزلة التهجير فجاء حلها منقوصاً.
جاء الحل منقوصاً:- لأنها لم تراعى المبادئ القانونية وأبسطها المساواة بين الأطراف فقد استمعت لجميع الأطراف عدا أسرة "مراد" وكأن مراد وأسرته ووالده الذي بلغ من الكبر الكثير ليسوا محط اهتمام الأعضاء الأجلاء.
جاء الحل منقوصاً:- حيث رأيت اننى أمام جلسة عرفية ثانية وإن كانت رفيعة المستوى فهي تتضمن العديد من أصحاب الحصانات، ولقد أضفيت عليها لفظ العرفية لأنها أيضاً قد جاءت لتفعل القانون إلا أنها ضربت بالقانون عرض الحائط و سلمت بمبدأ العقاب الجماعي والتهجير فعلى الرغم من إقرارهم عودة أبو سليمان إلا أنهم أيضا اقروا استبعاد مراد وأسرته.
جاء الحل منقوصاً:- لأن هذه الكوكبة لم تراعى عدة مبادئ شرعية وقانونية وهى "ادرؤوا الحدود بالشبهات" "الشك يفسر لمصلحة المتهم" "الأصل في الإنسان البراءة"
ودعوني أرد غيبة مراد فعلى الرغم من كوني محامياً عنه إلا اننى أعلنتها في كثير من وسائل الإعلام أنه في حالة ثبوت الاتهام ضده سأتخلى عن الدفاع عنه وهذا ليقيني التام ببراءته.
عند إطلاعي على أوراق القضية برمتها وجدت عدداً من النقاط :-
1- بنيت الأحداث على مجرد شائعة لم يتثبت قانوناً من صدقها (والمبدأ القانوني يقول أن المتهم برئ إلى أن تثبت إدانته) والمبادئ الشرعية تقول (ادرؤوا الحدود بالشبهات)، فلا يزال الموضوع مجرد شائعة تخلوا الأوراق من أي دليل إدانه ضد هذا الشخص المتهم.
2- إن حبس المتهم "مراد سامي جرجس" والأخر ليس من قبيل القانون وإنما من قبيل تهدئة الأوضاع لاستكمال السيناريو الخاص، وبالتالي فأمر حبسهما باطلا لفقدانه السند القانوني.
3- أثناء إشعال الحرائق منعت ألمطافي من دخول القرية والقيام بإطفاء الحرائق لمصلحة من هذا الفعل؟ .
4- تمت جميع الأحداث تحت سمع وبصر الجهات الامنيه دون مجيب لنداء الاستغاثة الصادر من المعتدى عليهم
5- الهدف من هذه الأحداث جميعها ليس عقاب مراد سامي على فرض ارتكابه لهذا الفعل و إنما هذه الأفعال التي هي من قبيل التمثيلية الهزلية، هدفها الوحيد تهجير "أبو سليمان" لكونه أغنى أغنياء القرية وهو يعد المعاون والمدعم لجميع أعمال الخير بالقرية سواء للمسلمين أو المسيحيين وإذ نجح البعض في إقصاءه عن القرية فسيتبعه الكثيرين من الاقباط.
6- السؤال الذي يطرح نفسه أين هذه السيدة التي أقام معها مراد هذه العلاقة ألاثمة ؟ ولماذا لم تذكر في التحقيقات
7- حتى هذه اللحظة التي أكتب فيها هذا المقال لم يتم سماع أقوال المعتدى عليهم بالكامل وهذا أيضا يعد درباً من دروب إنكار العدالة و تسال عنها النيابة العامة
ختامًا:-
بالقطع إنها حربًا وقد كان مرسوماً أن يتم التضحية بابوسليمان، و يتبعه الباقين أما الآن بعد بيان لجنة تقصى الحقائق أصبح الضحية هو "مراد" المتهم البرئ الذي لم تثبت إدانته ولن تثبت.