لا تزال حشرة النمل الأبيض، آفة المبانى الشرسة، فى انتظار مواجهة شاملة متطورة، تشارك فيها جهات الاختصاص المختلفة، وليس وزارة الزراعة فقط، كما جرت عليه العادة فى العقود والسنوات السابقة، لتنضم إليها وزارة الإسكان، ومركز بحوث الإسكان والبناء التابع لها، خاصة مع ما يؤكده خبراء عن أنها آفة مبان بالدرجة الأولى.

فالنمل الأبيض، بحسب الدكتور حسن الشاهد، أستاذ تكنولوجيا مواد البناء بمركز بحوث الإسكان والبناء، «من الحشرات الخطرة جداً على المبانى والثروة العقارية فى مصر، حيث تتغذى بشكل أساسى على مادة السليلوز الموجودة فى الأخشاب وكل المحتويات النباتية الأصل بالمبنى، وفى سبيل ذلك يمكنها اختراق الخرسانات وأسلاك الكهرباء، وبالتالى لا بد من إشراك المختصين فى مجال البناء أيضاً فى المواجهة».

أضرار كبيرة تحدثها حشرة النمل الأبيض فى المبانى بعديد من المحافظات التى تم اعتبارها رسمياً منكوبة بها، وصلت، حسبما يضيف «الشاهد»، إلى تدمير جانب كبير من قرى، كما حدث فى كوم أمبو بمحافظة أسوان، على سبيل المثال، وهدم منازل فوق رؤوس أصحابها، كما حدث بقرية العديسات بمحافظة الأقصر، وتهجيرهم منها لمناطق أخرى.

يخترق الخرسانات وأسلاك الكهرباء.. ويتغذى على الأخشاب والمفروشات والملابس والورق.. ومكافحته تتطلب كوداً خاصاً وتنسيقاً حكومياً بين وزارتى الزراعة والإسكان.. ولجان دورية لمواجهته فى "قبلى وبحرى"

كل ذلك دفع الدولة للتحرك فى محاولة لمواجهة الظاهرة، حيث أصدر مجلس الوزراء قراراً أواخر العام الماضى بإلزام الأجهزة المحلية فى 15 محافظة بحظر إقامة أى مبان جديدة دون الحصول على قرار من أجهزة المكافحة، التابعة للزراعة، فى نطاق المحافظة الواقع بها المبانى الجديدة، يفيد باتخاذ الإجراءات الوقائية المتعلقة بمكافحة النمل الأبيض. وتشمل المحافظات التى شملها هذا القرار كلاً من: «مطروح، والشرقية، والإسماعيلية، وبورسعيد، والوادى الجديد، وشمال سيناء، وجنوب سيناء، والبحر الأحمر، والفيوم، والمنيا، وأسيوط، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان».

غير أن باحثين متخصصين فى النمل الأبيض يشيرون إلى تسجيل وجود هذه الحشرة فى بؤر أيضاً خارج المحافظات التى شملها القرار السابق، حيث يقول الدكتور أيمن بسيونى، أستاذ النمل الأبيض وناخرات الأخشاب بقسم بحوث ناخرات الأخشاب والنمل الأبيض بمعهد وقاية النبات، إن «النمل الأبيض يوجد أيضاً فى محافظات أو مناطق لا تحدث بها كوارث بالنمل الأبيض ولا يحدث بها خسائر اقتصادية، بخلاف المحافظات الـ15 التى يشترط الحصول على تراخيص من الزراعة قبل البناء بها».


ومن هذه المناطق، حسبما يضيف «بسيونى»: «مناطق بالقاهرة والجيزة، مثل مصر الجديدة، ومدينة نصر، والمعادى، والمهندسين، والهرم، حيث عالجنا هناك فيلات كثيرة مصابة بالنمل الأبيض، كما أنه يوجد بكثرة أيضاً فى الإسكندرية بمنطقة سموحة، وقد يكون موجوداً فى مناطق أخرى، خاصة النوع فوق الأرضى الذى يوجد فى قطع الأثاث، حيث تأتى الأخشاب فى هذه الحالة مصابة، خاصة من المناطق الساحلية»، حسب قوله.

والخطر الذى تمثله الحشرة على المبانى يفوق بمراحل تأثيره على الزراعات، حيث يؤكد «بسيونى» أن «تأثير النمل الأبيض على الزراعات محدود جداً وغير اقتصادى، ويمكن القول إن حدود تأثيره الاقتصادى تتمثل فى مقتنيات المنازل المحتوية على مادة السليلوز والمنازل المبنية بالطوب اللبن والشون ومخازن الغلال، وليس له تأثير اقتصادى على المزروعات».

ويوضح أستاذ النمل الأبيض السبب وراء ذلك، قائلاً: «كل أنواع النمل الأبيض، الموجود منها فى مصر، وهى ثلاثة أنواع «تحت أرضى»، ونوعان «فوق أرضى» جميعها يتغذى بصفة رئيسية على الأخشاب الجافة وأى مصادر أخرى تحتوى على مادة السليلوز، مثل الأوراق والمستندات الهامة المخزنة والوثائق الأثرية، ودائماً ما تتجنب النباتات الغضة المزروعة (الرطبة) لتأثرها الشديد سلباً بالعصارة النباتية، وإن كان يهاجم الصورة الجافة من هذه النباتات مثل الحبوب والتمور المخزونة والأجولة».

وبالرغم مما سبق، «فلا توجد دراسة قومية شاملة لتقدير الخسائر الناجمة عن النمل الأبيض»، حسبما يشير أستاذ النمل الأبيض، «فقط هناك بعض الدراسات التى قدرت الخسائر فى المناطق الموبوءة بالنمل الأبيض، ولكنها مناطق دراسة محدودة وتقديرها تقدير نسبى غير دقيق وغير معبر عن الخسائر الفعلية، خاصة أن الحشرة ليس لها ضرر اقتصادى على المحاصيل الاستراتيجية فى مصر، وأضرارها تتركز على المنازل البسيطة فى صعيد مصر، وبعض مناطق الوجه البحرى الساحلية والصحراوية مثل بورسعيد والإسكندرية والإسماعيلية وغيرها».

ويؤكد «بسيونى» أنه لا يمكن الحديث عن القضاء على النمل الأبيض، لأنه «لا يوجد شىء فى الطبيعة يمكنه القضاء على أو إبادة كائن من الطبيعة، اللهم إلا التغيرات المناخية وعدم ملاءمة البيئة، كما يحدث فى عمليات الانقراض، علماً بأن النمل الأبيض من الحشرات التى لها قدرة كبيرة على التكيف البيئى، ولصعوبة الوصول لمستعمرات النمل الأبيض لوجودها فى أنفاق تحت سطح التربة ستكون المشكلة قائمة دوماً وتستمر دائماً عمليات المكافحة للحد من أضرارها».

ويفسر أستاذ النمل الأبيض اضطلاع وزارة الزراعة وحدها، طوال الفترة السابقة وحتى الآن، بالمواجهة قائلاً: «وزارة الزراعة هى المخولة بعملية مكافحة أى آفة لها أضرار اقتصادية، ويوجد فيها المختصون من الأساتذة والباحثون المتخصصون فى هذا المجال، وهى المنوطة أيضاً بتوفير المبيدات والمواد الكيماوية المستخدمة فى المكافحة وليس غيرها من الوزارات، وإن كان منوطاً بوزارة الإسكان والمناطق العمرانية الإبلاغ فقط عن الأماكن المصابة، كأى مواطن منزله مصاب بهذه الآفة»، وهو يوضح هنا أن المكافحة الفعالة الآن هى «المكافحة الكيماوية لأن الكيماويات هى المواد الوحيدة التى لها القدرة على الوصول لبعض مستويات التربة الموبوءة، ولصعوبة الوصول لأصول مستعمرة النمل الأبيض تحت التربة، حيث تتعمق لحدود قد تصل لعشرات الأمتار، لذلك نعمد إلى عمل حماية للمكان المعرض للإصابة وتحزيمه بالمبيدات، وفى حالة المنشآت الجديدة تتم معاملة وغمر التربة تحت المنشأة بالمبيدات، غير أن هناك بعض الدراسات تمت على المستوى البحثى فقط حول المكافحة ببعض المواد الميكروبية، مثل الفطريات والبكتريا وبعض الممرضات مثل النيماتودا، ولكنها غير مجدية على المستوى التطبيقى»، حسب قوله.

لكن المهندس أشرف إبراهيم، المهندس الزراعى واستشارى الأخشاب ومكافحة النمل الأبيض، الذى عمل سنوات طويلة فى مجال الأخشاب واختبار خلوها من الآفات، كما عمل فى مجال الإنشاءات أيضاً، وتولى عملية تأمين فندق كتاراكت أسوان من النمل الأبيض، يؤكد فى المقابل أن «مواجهة هذه الحشرة الخطيرة ينبغى أن تتكامل ما بين المختصين فى مكافحة الآفات فى وزارة الزراعة، وتحديداً فى قسم بحوث النمل الأبيض بمعهد وقاية النبات، والمختصين فى مجال البناء والإنشاءات، ممثلين فى مركز بحوث الإسكان والبناء، التابع لوزارة الإسكان، وذلك باعتبار النمل الأبيض آفة مبان أيضاً»، ويشير «إبراهيم» إلى أن «التنسيق ما بين الزراعة والإسكان» كان من بين توصيات «مؤتمر علمى» عن النمل الأبيض تم تنظيمه عام 2006، وليكن من خلال لجنة مشتركة مُشكلة من الخبراء المختصين فى الوزارتين، وهو ما تقتضيه أنظمة الحماية والتكنولوجيات الحديثة لمواجهة النمل الأبيض المتبعة الآن فى دول العالم المتقدم، ومن بينها أمريكا التى استطاعت تقليص خسائرها فى قطاع الإسكان بسبب النمل الأبيض من مليارات إلى ملايين.

لا يعتبر «إبراهيم» هنا أن هذه الطرق معجزة بالنسبة لنا، ولكنه يرجع عدم اتباعها إلى «الفجوة فى التنسيق بين الجهات البحثية»، قائلاً: «احنا متقدمين وزى الفل لكن مشكلتنا إن كل واحد ماشى فى اتجاه، فلا مركز بحوث النمل الأبيض يتصل بمركز بحوث الإسكان، وكل واحد بيعتبر الموضوع تبعه، ومركز البحوث الزراعية بيعتبرها آفة زراعية، ولكنها عالمياً مقسمة على أنها آفة مساكن أو مبان بالدرجة الأولى».

يتحدث «إبراهيم» عن وجود أنظمة حماية للمبانى من النمل الأبيض، طُبق جزء منها بالفعل فى تجربة حماية فندق «كتاراكت أسوان» التى استغرقت 3 سنوات من 2009 وحتى 2011، منها نظام يُطلق عليه بالإنجليزية IPM أوintegrated pest control management system الذى يعنى المكافحة المتكاملة لحشرة النمل الأبيض، وهو ما لا يتم تطبيقه الآن فى المقاومة على مستوى مصر، حسب قوله.

وهو يشير إلى أن هناك، طبقاً لنظام المكافحة المتكاملة، نظامين، أحدهما بعد إنشاء المبنى، وإذا ما تمت إصابته، ويبدأ بالمعاينة وكتابة تقرير عن الإصابة، وفحص الأساسات، بعد الحصول على رسومات للمبنى تتضمن أماكن توصيلات الكهرباء والمياه، وغيرها، أما النظام الآخر فيتعلق بما قبل إنشاء المبنى، ويشمل إجراءات يتم اتخاذها من جانب المختصين بمكافحة النمل الأبيض كتفاً بكتف مع المهندسين المدنيين، وتشمل معالجة التربة بكيماويات معينة بعد دك الأرض، والعزل المضاد للنمل الأبيض بأنواع مثل «الإتش دى بى» high density polyethylene التى تشبه «الفويال»، هذا فضلاً عن تغيرات أخرى أجراها فى المركبات المستخدمة.

ولا تقتصر عمليات الحماية، طبقاً لهذا النظام، على الأرضية أو الأساسات، إذا تشمل، كما يقول «إبراهيم»، حماية وتأمين كابلات الكهرباء والتكييف وخطوط الصرف، بطريق معينة تبدأ من مرحلة تصميم المبنى، حيث يمكن لحشرة النمل الأبيض إذا ما وجدت صعوبة فى اختراق المبانى من الأرضيات أن تتسلل إليها وتخترقها عبر هذه الكابلات، وتستخدمها كما لو كانت «كوبرى» للوصول للمبنى، وعلى سبيل المثال فقد طورت اليابان فى هذا السياق كابلات مضادة لاختراق النمل الأبيض. ونظراً لأن المواد الكيمائية التى تم وضعها فى الأساسات يمكن أن تتحلل مع مرور الزمن، حسبما يضيف إبراهيم، «يلجأ نظام الحماية لجذب النمل الأبيض خارج المبنى والقضاء عليه، وذلك من خلال مصايد يمكن أن تجعل «الشغالات» من النمل، التى تكون على اتصال يومى بـ«الملكة»، أن توصل لها مواد كيميائية معينة صديقة للبيئة، لتتغذى عليها ومن ثم تقضى عليها، حتى لو قامت «الشغالات» بانتخاب ملكة جديدة، فإنه طبقاً لهذه الطريقة يتم القضاء عليها أيضاً، ومن المعروف أن الملكة هى التى تضع البيض الذى قد يصل عدده إلى 2.5 مليون بيضة.

خبير: يجب اتباع الإجراءات الوقائية وتدريب المهندسين المدنيين على اكتشاف الإصابة والوقاية
لذلك يقول استشارى الأخشاب ومكافحة النمل الأبيض: «المفروض إنى أبنى المبنى وأأمنه، لحد ما أوصل حتى اللاندسكيب والحدائق، والراجل اللى بيزرع ويشتل، ونتبع احتياطات تشمل، مثلاً، نوعيات الأشجار وارتفاعاتها وعدم تلامسها للمبنى، وذلك حتى نصل للمدينة كلها ونؤمنها من هجمات النمل الأبيض».

غير أن هذا النظام، الذى يلعب المهندس المدنى فيه دوراً مهماً أيضاً، وفقاً للدكتور حسن الشاهد، يستدعى إصدار «كود مكافحة مصرى» من جانب مركز بحوث الإسكان والبناء، وهو الجهة الوحيدة بمصر المخول لها إصدار كودات فيما يتعلق بالبناء، بعد أن يتم اعتمادها من مجلس الوزراء، وذلك لتدريب المهندسين على معرفة واكتشاف إصابات النمل الأبيض وكيفية وقاية المبانى والأخشاب منها، خاصة أن «المهندس المدنى اللى بيستلم المبنى ممكن ما يكونش عنده فكرة عن إصابات النمل الأبيض، وكيفية اكتشافها، فضلاً عن الوقاية منها».

ويزيد من أهمية إصدار هذا الكود، وفقاً لأستاذ تكنولوجيا مواد البناء بمركز بحوث الإسكان، أن «قارة أفريقيا بأكملها، ومصر من بينها، واقعة بالكامل، طبقاً للدراسات والتقديرات العالمية لمنظمة الأغذية والزراعة ضمن نطاق المناطق المصابة بالنمل الأبيض، ولا بد من أن تتبع الاحتياطات الوقائية من هذه الحشرة فى كل مبانى مصر، وليس فقط فى الـ15 محافظة التى شملها قرار مجلس الوزراء بحظر المبانى بها قبل اتباع الإجراءات الوقائية من النمل الأبيض».

وهو يؤكد أن تكاليف إجراء هذا الكود والدراسة المصاحبة له، «لن تكلف الدولة شيئاً، حيث يمكن تمويلها من خلال القرى والمنشآت السياحية، المنتشرة على سواحل مصر، والواقعة ضمن المناطق المنكوبة بالنمل الأبيض، وفى كافة المناطق المصابة، والمتضررة بشكل كبير من النمل الأبيض الذى يمثل خطراً كبيراً عليها، وقد يؤدى لخرابها كما حدث لبعض القرى السياحية بالفعل».

ويكشف «الشاهد» عن أنه تقدم قبل نحو عام بدراسة لإصدار هذا «الكود»، بل وإجراء دراسة قومية شاملة بالتزامن مع ذلك، تشارك فيها كل جهات الدولة ذات الاختصاص لعمل خريطة لمناطق انتشار وأنواع النمل الأبيض فى مصر وكيفية مواجهته بطرق غير تقليدية وبخلاف أسلوب الرش بالمبيدات المتبع الآن، غير أن الأمر لم يدخل حيز التنفيذ بعد، حسب قوله.

من جهته قال الدكتور أيمن حمودة، مدير عام إدارة مكافحة الآفات بوزارة الزراعة، إن وزارة الزراعة تقوم حالياً، ومنذ أعوام سابقة، بإيفاد لجان للمرور على الأماكن المصابة بآفة النمل الأبيض فى الوجهين البحرى والقبلى، وتوجيه أصحاب المنازل والعاملين بالمكافحة بالإدارات الزراعية للأسلوب الأمثل لمكافحتها والحد من انتشارها، ومتابعة الموقف أولاً بأول مع مديريات الزراعة للوقوف على مدى انتشارها أو تحجيمها. وأضاف «حمودة» لـ«الوطن»: «نرحب بالتعاون مع أى مشروع قومى يستهدف تطوير العمل فى مجال تحجيم هذه الآفة».

أستاذ أشجار: الحشرة لا تهاجم «الماهوجنى» ومستخلصات بذورها تقضى على مستعمراتها
"عبدالدايم": أوصينا باستعمالها فى صنع الأثاث فى المناطق المصابة بالحشرة منذ 30 عاماً

أكد الدكتور أحمد عبدالدايم، أستاذ ورئيس قسم الأشجار الخشبية السابق بمعهد بحوث البساتين، أن أشجار «عائلة الماهوجنى» والأخشاب المستمدة منها، كلها منيعة ضد الإصابة بالنمل الأبيض، ولا يمكن له أن يصيبها، وتشمل أفراد هذه العائلة كلاً من أشجار «الكايا السنغالى»، و«الماهوجنى الأفريقى»، و«الماهوجنى الإسبانى»، و«الماهوجنى كبير الأوراق»، و«شجر النيم»، لافتاً إلى أن أخشاب هذه الأشجار تستخدم كلها فى صناعة الأثاث، بل ويصنع منها أغلى أنواع الأثاث المنزلى، ولفت «عبدالدايم» إلى أن كل هذه الأشجار متأقلمة مع الظروف المناخية المصرية، وإن كانت تجود أكثر فى جنوب مصر، بمعنى أنها تنمو بمعدلات أكبر هناك، وبالتالى يمكن التوسع فى زراعتها، وكشف رئيس قسم الأشجار الخشبية الأسبق، عن أنه كانت هناك توصية منذ نحو 30 عاماً، بأن يكون كل أثاث القرى والمدن والمناطق المصابة بالنمل الأبيض مصنوعاً من هذه العائلة الشجرية، لافتاً إلى أنه يمكن صناعة الأبواب من هذه الأخشاب، وإن كانت ستكون غالية الثمن، أو أن تكون الأبواب والشبابيك من الألوميتال فى المناطق المنكوبة بالنمل الأبيض، وأوضح «عبدالدايم» أنه فيما عدا أشجار عائلة الماهوجنى، فإنه يمكن للنمل الأبيض أن يصيب جميع الأشجار حتى وهى خضراء، وهو ما سبق رصده فى الإسكندرية على أشجار «الجزورينا» و«الكافور»، و«الفيكس نيتدا»، خاصة الأخيرة التى تصاب بشراهة به، فى حين أنها منتشرة بكثرة فى الشوارع والحدائق، لافتاً إلى أنهم اكتشفوا أيضاً فى أسوان مستعمرات للنمل الأبيض تحت أشجار حية، منها النخيل والمامبوزيا، وأشار «أستاذ الأشجار الخشبية» إلى دراسة تم إجراؤها وأثبتت تأثير مستخلصات بذور أشجار عائلة الماهوجنى فى القضاء على جميع أفراد مستعمرة النمل الأبيض، ابتداء من الشغالات والملكة والجنود، وهو ما يدعم التوسع فى زراعة هذه الأشجار على نطاق واسع لاستخراج بذور بكميات كبيرة منها، تصلح لاستخدامها فى استخراج مستخلصات منها على مستوى صناعى كبير.


علامات الإصابة بالنمل
وجود بقع وأشكال غير منتظمة من التربة على الحوائط

أجنحة الحشرات المتقصفة على الأرض تدل على دخول حشرات جديدة فى المكان وإنشاء مستعمرات جديدة

فجوات مفرغة غير منتظمة فى الطوب النيئ

سماع أصوات أثناء الليل وتآكل فى السقف الخشبى

تآكل المراتب القطنية والمخدات والأخشاب

أفراد مستعمرة النمل
النمل الأبيض حشرة تعيش فى مجتمعات تسمى مستعمرات يقدر عددها من 3000 إلى 2.5 مليون فرد، وتتغذى على مادة السليلوز المتوافرة فى كثير من استعمالات الإنسان اليومية من ملابس وورق، وسجاد، وموكيت، وحصير، وستائر، ومخدات ومراتب، وأثاث خشبى.

الملكة
يوجد ملكة وحيدة فى المستعمرة وتعمل على ربط أفراد المستعمرة جميعاً، وإنتاج البيض الجديد، حيث تضع حوالى 6 بيضات فى الدقيقة ويعيش معها ملك واحد.

الشغالة
تقوم بتغذية جميع طوائف المستعمرة، وتمثل حوالى 97% من تعداد المستعمرة ولونها باهت وعقيمة وعمياء.

الجندى
مسئول عن حماية المستعمرة، له فكوك قوية مسننة والرأس لونه قاتم، ويمثل ثلث طول الجسم، وباقى الجسم لونه فاتح باهت.

الأفراد
الجنسية الخصبة المجنحة.. تظهر فى الخريف والربيع، لونها قاتم، ولها عيون ترى، وأجنحة، وتتحول إلى ملكات وملوك لإنشاء مستعمرات جديدة.