الأقباط متحدون | ليلة تهجير أبو سليمان من أرضه
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ١٨:٥٧ | الاثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٢ | ١٢ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٧٦ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

ليلة تهجير أبو سليمان من أرضه

الاثنين ٢٠ فبراير ٢٠١٢ - ٠٣: ١٠ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم : نسيم عبيد عوض
" وجبل الرب الإله آدم ترابا من الأرض . ونفخ فى انفه نسمة حياة. فصار آدم نفسا حية ." ‘ وحتى بعد أن هبط حام إبن نوح على أرض أفريقيا ‘ وأرسل مصرايم إلى مصر ‘ وبدأت الحياة تدب على ضفتى نهر النيل ‘ ومنذ ذلك الزمان والمصرى لا ينسى أنه جبل من طين وتراب مصر ‘ وتجد أنه رغم قوة وحضارة الفراعنة ‘ إلا أنهم خلافا لكل الأمبراطوريات والحضارات الأخرى ‘ لم يهاجروا ويتركوا بلدهم مصر الى مناطق أخرى ‘ بل وتجد فى قصة الفلاح الفصيح وهى من الأدب الفرعونى الرفيع ‘ يخرج الرجل من بيته ليسوق محصوله فى البلاد الأخرى ولكنه مهما طال غيابه ‘ يعود الى أرضه وطينه وبيته ‘ وهذا هوالمصرى فى كل زمان ‘ يخرج ليجد رزقه ولابد أن يعود لأرضه وبيته مهما طال  الفراق‘  ولعلنا نحن المهاجرين الى دول العالم ‘نجد أن المصرى هو الوحيد الذى ولابد  أن يعود لبلدة مرة على الأقل كل عام ‘ وتجدنا لنا بيوتنا وأموالنا ملتصقة بالأرض التى عشنا عليها ‘ هكذا المصرى ‘ تتنسم فيه رائحة طين وتراب مصر ‘ وروائح مياه نهر النيل.


ولذلك عندما رأيت هذا الرجل بسخرون أبو سليمان ‘ وهو يقص على العالم كيف أخرجوه من أرضه وبيته ‘ والحق كدت أبكى ‘ لأن الرجل تماما مثل أبى وأبيكم أو مثل جدى وأجدادكم ‘ الرجل فى الصورة سليل الفراعنة ‘ ولو رأيته ستتحق من أنه فرعون يسير على الأرض ‘ ولا أعلم عندما رأيته ‘ رجل فى الإحترام والمهابة ‘طويل القامة ‘ ذو شنب كبير ‘ يتكلم فى حكمة وهدوء ‘ تذكرت أبو الآباء يعقوب وحوله أولاده الإثنى عشر ‘ وأبوسليمان له خمس عائلات أبناءوأحفاد ‘ قد يصل عددهم أكثر من خمسة وعشرين فردا ‘ هو قائدهم ‘ وهو كأجدادنا نقول له " سيدى " ومازلنا فى بلادنا نقول لكبير العائلة ياسيدى ‘ ويقول له الجميع ياأبوسليمان ‘ وتعرفون من هو أبو سليمان ‘ داود الملك العظيم ‘ ولكن أبو سليمان الأب العظيم ‘ المصرى أبا عن جد ‘ إستقر فى بلدة النهضة بمركز العامرية بالأسكندرية لأكثر من 25 عاما ‘ حولة أولادة وأحفادة ‘ وممتلكاته التى قدرت ب14 مليون جنيه ‘ يعيش فى هذه القرية التى تعيش فيه ‘ محبوبا من اهل القرية ‘وحتى منذ شهرين فقط  لم تكن هناك أى مشاكل عن ديانة الآخر ‘ فهو مسيحى وكل جيرانه مسلمين وكلهم مصريون ابا عن جد ‘ وكان الجيران يلجأون لأبو سليمان فى كل صغيرة وكبيرة ‘ رجل كبير حكيم يقدم مشورته وخدمته ومساعدته  للجميع بدون تفرقة ‘ وهناك لا يمكن أن تقول عن شخص أنه مسلم وآخر انه مسيحى ‘ الكل يعيشون فى نغمة واحدة مصرية أصيلة .


وحتى كانت ليلة أن قالوا لأبو سليمان لابد لك أن تترك بلدك وطينك وأرضك وتهاجر لمكان آخر بعيد عن هنا ‘ وقال الرجل فى ذهول ‘ ماذا ؟ أأترك بيتى وأرضى وأهاجر منهما ‘ الى أين ‘ قالوا له بعيدا عن هنا ‘ ولماذا أترك بلدى؟ هل أجرمت فى شيئ ؟ وحتى لو أجرمت فالمجرم بعد قضائه مدة عقوبته يعود لبيته وبلده فلماذا أنا؟  قالوا له لا لم تفعل شيئا ‘ وماالسبب إذن ؟‘لأن شخص آخر إرتكب جريمة وهو مسيحى مثلك ‘ وقد تلف بنا الدنيا وتدور ولا نتخيل موقف مثل هذا يحدث لمصرى فى بلده ‘ وخصوصا ان ابو سليمان يعيش محبوبا فى أرضه طول عمره ‘ كيف تقتلعون جذور هذا الرجل من أعماقها ‘ ودعونا نتأوه بصوت عال آه يابلدى ‘ مالذى يحدث لأولادك ‘ وما الذى دخل حياة هذه الأرض فجعل السوس ينخر فيها ‘ تطرد أولادها وتلفظهم بداية لتجمعات طائفية ‘ لتقسيم خريطة مصر مابين مسلم ومسيحى ‘ أمر رهيب لم نتخيل أن هذا سيحدث يوما ما ‘ فطوال حياتنا نحارب فكرة التقسيم ‘ وفكرة دولة قبطية ‘ وفكرة الحكم الذاتى ‘وأى أفكار تخرجنا من أرضنا ‘ حاربناها بكل قوتنا ‘ وندافع  عن بلدنا ونموت على أرضنا من أجلها ‘ كنائسنا وأديرتنا وأجساد أجدادنا منذ الفراعنة وحتى اليوم مدفونه فى هذا التراب ‘ كيف سنتركها .


وليلة تهجير أبو سليمان من أرضه وهى من أقسى ليالى سنراها فى تاريخ أمتنا القبطية والمصرية ‘ أن يهجروا شعب من أرضه‘كانت هناك أسر كثيرة قبطية على أرض مصر يهجرونهم من بيوتهم أيضا ‘ فى المنيا وفى الرحمانية بنجع حمادى وقنا ‘ وفى  غيرها من بلادنا  والصور متعددة والسيناريو واحد ومتكرر ‘ حتى أنهم يتبعوه الآن  مع أكبر رجل أعمال وإقتصادى فى مصر والعالم العربى ‘ ليخرجوه من مصر ‘ ونقول الحل هو إعمال القانون ‘ وحقا الحل هو القانون الذى يجازى ويعاقب كل خارج وكل مدمر للحياة على أرض مصر ‘ ولكن الواضح للجميع أن القانون قد هرب من مصر ‘ بدليل ان اللجنة البرلمانية التى ذهبت لتطبق القانون فى الأسكندرية حلت المشكلة بلجنة عرفية أيضا ‘ ونسيت تماما القانون والعدالة ‘  وإذا إستمر الحال على ماهو عليه ‘ وبغياب القانون  ‘ فاأبو سليمان ومثاله الآلاف سيتركون مصر ‘ ليحلق فيها الغربان والحدايات بين أطلالها ‘ ووقتها سيكون الأمر صعبا للعودة الى الجذور لأرض مصر الطيبة




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :