الفتنة وخلطة فتاة وشاب وشيخ وقسيس وسحر
فى مثل هذه الايام من العامين الماضيين حدثت فى مصر كوارث الفتنة الطائفية فى أطفيح وصول والصعيد ـ فى أكثر من منطقة ـ وكارثة إمبابة والسبب كان دوماً توليفة جهنمية عجيبة من تدبير شيطان الإنس والجان . دوماً فى الحكايات المثيرة جداً فتاة وشاب مسيحية ومسلم أو العكس وشيخ وقسيس وطرف ثالث . الله يلعنه هذا الطرف الذى يتغير ويتبدل حسب سير الحكاية والأحداث ، فى العامرية فتاة مسلمة وشاب مسيحي، وفى الشرقية العكس شاب مسلم وفتاة مسيحية ـ
أبوها أسلم منذ عدة سنوات قليلة ـ وفى الحالتين انتهت القصة أو بدأت بحرق وتدمير وتهجير عائلات آمنة وخسارة فى الأموال والأنفس والأرواح وتدمير لمصر واهدار طاقتها، فى العامرية انعقد مجلس عرفى من نواب المنطقة وهم اثنان من السلفيين وواحد من الإخوان وقرروا طرد جميع السكان المسيحيين درءاً للفتنة وهو حكم يقترب من حكم العصور الوسطى أو الحكم على الغجر فى شرق أوروبا وأيام هتلر النازى ، المثير أن المحافظ اعتمد ومدير الأمن عادى وكأن هؤلاء ليسوا مصريين يتمتعون بكامل حقوق المواطنة على أرض مصر وعندما أثير الموضوع فى البرلمان على يد الدكتور عماد جاد تكونت لجنة تقصى حقائق وخرجت أن المجلس العرفى سينعقد مرة أخرى والنية عدم الطرد والسؤال . هل الذين قرروا الطرد سيتركون دون سؤال من اللجنة ، وكيف نامت ضمائرهم وهم قد قرروا مثل هذا القرار الذى لا يتقبله دين أو عرف أو حقوق الانسان ؟ أتمنى أن ادخل ضمائرهم واعرف كيف نامت ؟ الموضوع الآخر وقصة الأخت (رانيا) مجتمع فيه كل عناصر الحكاية المثيرة أب مسيحي أسلم وفتاة أحبت شاباً مسلماً وخطبت له وأسلمت بنية الزواج ثم زوج شقيقتها يطلبها ويأتى بقسيس لها وتجلس عند عمها فى عزبة النخل وتقرر فسخ الخطوبة والعودة لأصل عقيدتها المسيحية وتقبل الشاب الخطيب قرارها ويسترد شبكته ودبلته وموبايل هدية عادى ولو حدثت هذه الحكاية فى اى مكان فى العالم لن يموت أحد حزناً ولن يتأثر الاسلام أو المسيحية قيد أنملة اذا كان ربنا اختلفوا عليه وفى الهند يعبدون البقر وفى جبال التبت يعبدون الشجر والصخر، ماذا حدث عندنا ؟ الموضوع تحول لمزاد سياسى خصوصاً وأن هناك انتخابات الشورى . الاخوان دخلوا للتهدئة فى الدايرة والسلفيون اشعلوها واتهموا القسيس انه سبب الحرب وانه عمل سحراً للبنت وذهب الشباب المتعصب المتحمس لإحراق الكنيسة وسيارات الاقباط وتحولت البلد لمحرقة والبنت عند عمها فى مصر و الواد عند أبوه ، ونزلت قوات الجيش و الشرطة والدنيا هاصت دم واصابات وقتل وإهدار لطاقة الوطن والبشر وفضيحة دولية عن اضطهاد الاقباط فى مصر «وزغرتى ياللى مانتش غرمانة» والشيطان يسكن فى التفاصيل، وكما يقولون معظم النار من مستصغر الشرر . أحياناً اشعر ان حسنى مبارك لم يبرح الحكم وأمن الدولة لا يزال يدير شئون البلاد ونفس عقلية المتعصبين سواء فى المسلمين أو المسيحيين هى ذاتها تسيطر على البسطاء والعوام و الشباب الأجوف فى الطرفين ومصر تضيع وتنقزم بين سندان الأول ومطرقة الثانى والحل بسيط جداً منذ ثورة 19 الدين لله و الوطن للجميع.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :