جارينيه نظريان
بذرائع واهية بررت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) سبب اغتيال الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني بالقرب من مطار بغداد الدولي من خلال وضع خطط لمهاجمة أمريكيين في العراق والشرق الأوسط.
كذلك بدورها دعت وزارة الخارجية المصرية، اليوم إلى "احتواء الموقف وتفادي أي تصعيد جديد"، معتبرة أنه "يتطلب الوقف الفوري لكافة أنواع التدخلات الإقليمية في شؤون الدول والشعوب العربية".
و في حوار خاص لموقع "الأقباط متحدون" قال عضو مجلس الشعب السوري والمحاضر بالقانون الدولي "أحمد مرعي" :
استنفار وترقب
"اليوم الامريكي اثبت أن جميع نظريات التواصل و الدفع للمفاوضات قد وصلت لطريقها المسدود ، فقد تحدث مراقبون عن عملية مناوشات بين الايراني و الامريكي ووصفت المرحلة بمرحلة التفاوض تحت النار ، لكن اليوم ما حصل بعملية اغتيال القائد قاسم سليماني سقطت هذه النظريات لأن اغتياله لن يمر مرور الكرام فقد كان قاسم سليماني يوصف بأنه أقوى شخصية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، بعد المرشد الأعلى الإيراني ، و لهذا الأمر له تبعات كبيرة على مستوى التفاوض كما سيؤثر على الملف النووي الإيراني ولا ننسى أنه سينعكس على اسرائيل ببقائها في حالة تأهب و استنفار".
ووصف "مرعي" نهج الامريكان بنهج الاغتيالات حيث قال : "النهج الأمريكي يعمل على سياسة الاغتيال عند اقتراب انتخاباتهم وهو ما يطبقه الرؤوساء الامريكان واحد تلو الاخر اوباما في دورته الثانية و الآن ترامب لذلك ما يمكننا قوله أن االعلاقات الايرانية الامريكية دخلت مرحلة جديدة و انقطعت كل سبل التواصل إلى اجل غير مسمى باغتيال القائد ذو الشعر الفضي، الذي يتمتع بشخصية آسرة ومراوغة ".
من هو قاسم سليماني
ولد قاسم سليماني في 11 آذار 1957 ببلدة رابور في محافظة كرمان الإيرانية لأسرة تعمل في الفلاحة.
التحق بالحرس الثوري الإيراني أوائل عام 1980، وشارك في الحرب العراقية الإيرانية قائداً لفيلق "41 ثأر الله" وهو في العشرينيات من عمره، ثم رقي ليصبح واحداً من بين عشرة قادة إيرانيين مهمين في الفرق الإيرانية العسكرية المنتشرة على الحدود.
وفي تسعينيات القرن الماضي عمل قائداً للحرس الثوري في محافظة كرمان على الحدود مع أفغانستان، وساعدته خبرته العسكرية على الحد من تهريب المخدرات من أفغانستان إلى تركيا وأوروبا عبر إيران.
وفي سنة 1998 عين قائداً لفيلق القدس في الحرس الثوري خلفاً لأحمد وحيدي.
وكان سليماني أحد المرشحين بقوة لخلافة يحيى رحيم صفوي في قيادة الحرس الثوري عند تخليه عن المنصب عام 2007.
وفي 2011 قام مرشد الثورة علي خامنئي بترقية سليماني من لواء إلى فريق في الحرس الثوري، ويطلق خامنئي على سليماني لقب "الشهيد الحي".
تولى سليماني بأمر من المرشد علي خامنئي مسؤولية السياسة الخارجية الإيرانية في عدة دول، منها لبنان والعراق وأفغانستان.
وفي مطلع شهر تشرين الثاني من العام الماضي، أعلن رئيس استخبارات حرس الثورة الإسلامية في إيران، حجة الإسلام حسين طائب، إفشال مخطط إقليمي لاغتيال قائد فيلق القدس "قاسم سليماني"، واعتقال فريق الاغتيال.
و في 2 كانون الثاني 2020 أعلن التلفزيون العراقي استشهاده مع نائب رئيس الحشد الشعبي "أبو مهدي المهندس" باستهداف لسيارتهما على طريق مطار بغداد الدولي.