الأقباط متحدون | الأقباط فى مصر والوصايا العشر لأمى الحبيبة الطيبة
ستظهر الصفحة بشكل مختلف لآنك تستخدم نسخة قديمة من متصفح أنترنت أكسبلورر، استخدم نسخة حديثة من انترنت اكسبلورر او أى متصفح أخر مثل فايرفوكس لمشاهدة الصفحة بشكل أفضل.
أخر تحديث ٠١:٥٥ | الاربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٢ | ١٤ أمشير ١٧٢٨ ش | العدد ٢٦٧٨ السنة السابعة
الأرشيف
شريط الأخبار

الأقباط فى مصر والوصايا العشر لأمى الحبيبة الطيبة

الاربعاء ٢٢ فبراير ٢٠١٢ - ٠٨: ٠٩ ص +02:00 EET
حجم الخط : - +
 

بقلم:  د.ماجد عزت إسرائيل

مع اللحظات الفارقة ما بين وداع ليلة الأحد السابقة ليوم الأثنين التى تعرف لدى العامة من الأقباط  بـ (ليلـــة الرفاع) من بدأ الصوم المقدس،23فى فبراير 2009م، وبالتــحد فى تمام الساعة الحادية عشر و خمسة وأربعـــون دقيقة، فارقت أمى الحبيبة الطيبــة عالمنا الفانى، بعد حديثى معها فى ليلة السبت عن "الصوم الـمقدس" وأنا أحاول أن اقناعها بعدم الصوم،  لدرجة أننى أستقـليت السيارة مع أخى بعد زيارتها فى طريقى للـعــــودة لمنزلى،إلا أننى أجبرت أخى للــعودة مرة ثانية إليها،لكى ما أعيد مناقشتـــها مـرة ثانية فى عدم الصيام نظرلعامل السن، إلا أنها قالت لى بالحرف الواحـد:"أنا هصوم يعنى هصوم، حتى ولو جبت قـداسة "البابا شنــودة" لأقناعى"تركتـها فى سلام،وكانت تصلى لى وللأسرة، وكانت المرة الأخيرة التى لم تتـــــحدث معى بعد ذلك.
 
أسمحى لى يا أمى الحبيبة الطيبة أن أشكرك على هذه الوصية،التى يجب على كل قبطى وعلى كل مصرى، أن يضعها فى المقام الأول فكانت وصياتها الأولى هـــى" الصلاة والصوم" لأن الصوم والصلاة همــــا اللــــذان يخرجان الشياطـــــين، والصوم والصلاة همـا اللذان عن طريقهما تم نقل جبل المقـــطم فى مصر أيام "المــــعز لدين الله الفاطمى"،والصوم والصلاة هما اللذان عمل بهما الأبرار والصديقون ولباس الصليب وسكنوا الجبال والبرارى، وشقوق الأرض،من أجل عظم محبتهما فى الملك المسيح.  
 
أما الوصية  الثانية التى كانت أمى الحبيبة الطــيبة، تحـــاول توجيها لشعب كنيستـها، وهو العطـــاء بقدر المستطـــاع،ودائما ما كانت تتذكر المرأة التى قدمت الفلسين،وتقول:"مهم الإنسان عاش على الأرض عمره ما هيأخذ حاجة معه،فلماذا لم يفعل الإنسان الخير،مهم كان" وكانت كثيرا ما تنصحنى بذلك وتقــــول الحياة "مش فلوس....لأن الفلوس....بتتعب النفوس".
 
 أما الوصية  الثالثة التى قدمتها أمى الحبيبة وهى زيارة المريض وتقديم الخدمة إلى إى إنسان محـتاج،فكانت كثيراً ما تذهب إلى المستشفيات لزيارة المرضى من الأقباط والمسلمين، وكثير ما كانت تذهب إلى أماكن لا تعرفها، وتقول: "ربنا سوف يرشدنى إليها".
أما الوصية  الرابعة وهى الأمانة،فكانت تذهب إلى البنك القريب منها لسحب ما تحتاج  إليه من نقود،وفى أحدى المرات سحبت مبلغ كبير،فالمـــختص بالبنك أعطها مبلغ زائد عما طلبته، وأتضح لها بعد عد النقود،فرجعت إليه لأرجاع المبلغ، ومن باب المداعبة قالت له: الفـــــلوس ناقصة،فبدأ فى توجيه لها كـلمات غير لائقــــة،وبعدها قدمت له المبلغ الزائد،فتأسف عما حدث منه فقالت له:"أنت مثل أولادى والإنسان بيغلط ومش عيب نتعلم من الغلــــــط" ودائما ما كنت تتحدث عن الأمانة وأهميتها والمحافظة عليها،لأن الأمانة كنز لا يفنى.
 
أما الوصية الخامسة فهى"المـحبة" فكانت أمى الحبية الطيبة تحب جيرانها وجميعهم  من المسلمين ،لدرجة لو سافرت عند أولادها فكانت عند عودتها تحمل لهم الهـدايا، حتى ولو حاجة بسيطة، لكى ما تعبر عن محبتها لهــم،وهــؤلاء الجيران كانوا يبادلوها نفس المحبة.
أما الوصية السادسة فكانت أمى الحبيبة الطيبة صاحبة ذاكرة تاريخية قوية ــ الذاكرة التاريخية ــ  وحافظة للأحداث،فكثيرا ما كانت تتحدث عن أيام الرئيس "جمـال عبد الناصر" وعن بناء السد العالى،وعن الحزب الأشتراكى،وعن موقف الرئيس"عبد الناصر" من الأخوان المسلمين،والحجاب،ويوم وفاته فى 28 سبتمبر 1970م،و حزنت أمى كما حزنت الأمة على رحيله،وتذكرت له مواقفه تجاه بناء الكاتدرائية، ومدى علاقته بالقديس"البابا كيرلس السادس".
 
وتضمنت الوصية السابعة المحافظة على الوثائق والمستندات والأوانى والأثاث، التى تعود لفترة زمنية كبيرة وهامة فى تاريخ مصر، مثل العــقود والـــــمراسلات وبعض الصور،وكلها من العوامل التى تسهم فى كتــابة التاريخ،كما أحتفــــظت ببعض الأيقونات القبـطية التى كانت تحضرها عند زيارتها للأديرة والكنائس الأثرية،ولكن للاسف الشــديد فقــدت هذه الصور، لأن بعض الأهل عقب وفاتهــــــا كل من أعجبه شىء أخذه،ولكن نخرج بشىء ونصيحة هامة، هى كيف نحافظ على التراث الشعبى؟،الذى يسهم بدوره فى الكتـــــــابة التاريخية والفنون القبطية، القبطية،وكثير ما كانت تنصح كاتب هـــذه السطور بالأهتمام باللغة القبطية،لأنها من عــــوامل قيام الأمة القبطية وتماسكها، والأهتمام بجمع التراث والحضارة القبطية،وكل ما يتعلق بكنيستنا القبطية فى العالم.
وخصصت الوصية الثامنة، للحديث عن الرموز المصرية(عظماء الأقباط) التى ساهمت بدور فعال فى رقى وتقدم مصر،فتحدثت عن الدكتور" نجيب محفوظ باشا" مؤسس قسم النساء والتوليد فى مصر،والمستشفى القبطى التى أنشئت عام 1926م، والذى ولد على يديه الكاتب العالمى صاحب نوبل "نجيب محفوظ" والملك" فاروق الأول" ملك مصر والسودان، وتحدثت عن الدكتور" مجـــدى يعقوب" جراح القلب ودوره العالمى فى علاج مرضى القــــلب،وعن الدكتور "راغــــب مفتــــاح " الذى بائع ممتلكاته من أجل الحفاظ على الموسيقى القبطية،وفى المجال العسكرى تناولت الحديث الـلواء" باقى" الذى ساهـــم بدور كبير فى تدمير خط بارليف ،وتحدثت لى عن  تفاصيل معركة  6أكتوبر 1973م،لأن أخى الأكـــبرشارك فى هــــذه الحرب المجيدة،وكان من أوائل الدفعات التى عبرت إلى الضفة الشرقية،كما أنها ذكرت لى بإن أول من رفع العلم المصرى على أرض سيناء كان قبطياً.
 
على أية حال، كانت ناقده للسادة الأساتذة عند مناقشتى للماجستير والدكـتواره قالت لى رآيها فى فوصفت الراحل الدكتور"رؤف عباس" الذى كان رئيسا للجنة فى مناقشة الماجستير، والدكتور "عاصم الدسوقى" أطال الله عمره الذى كان رئيسا للجنة عند مناقشتى رسالة الدكتواره،بأنهما من  عظماء المؤرخين فى مصر،وقالت بالنص"أنا بصراحة فهمت إلا قالوه هو ده التاريخ"، وتحدثت عن الدكتور"عمـــاد أبو غاذى" وزير الثقــــافة السابق،والدكتور"محمد عفيـــفى" ووصفتهم بالطيبــــة والثقافة العالية وفن إدارة مثل هذه المناقشات العلمية الهامة.
 
أما الوصية التاسعة فهى المطالبة بالحق، وعدم السكوت عنه فأذكر هنا حادثة هامة بعد وفاة والدى حاول بعض الطامعين الأستيلاء عن جزء من أملاكـــــــنا البسيطة، وقد حدث بالفعل، وطالبت أمى بشىء من المحبة ولكنهم لم يستجيبوا لطلبها،فلم تيأس والدتى بل أتجهت للقضاء حتى حصلت على حقها،أما الوقعه الثانية فبعد قيام والدتى ببناء الكنيسة بقريتنا فى أوائل عام 1981م،حاول البعض من بعض أفراد الأمــــن بالداخلية مضايقتنا كالعادة،ولكنها أثرت على الذهاب للمأموربالقسم بنفسها حتى لا تتسع المشكلة، وسرعان ما أصبح ذات الشخص محبا لنا وللكنيسة.
 
وأذكر هنا حادثة على شاكلة أحداث حى أمبابة أو ميت بشار بالشرقية ففى سبعنيات القرن المنصرم ــ مع أختلف الظروف والأحداث التاريخيةــ  حدثت مشــــاجرة كبرى ما بين عائلة قبطية وآخرى مسلمة؛ وأستخدمت فيها كل أسلحة المعارك من الطوب والشوم والسلاح والشتائم،ونتجت أصابات، ونشكر الله لم يمت أحد، وأتسعت الدساس والفتن،ولكنها أثرت على مقابلة عمدة قريتنا المسلم، وكان ذو سمعة طيبة ومشهور بحكمته وعــــدم عنصريته،وبالفعل جمعت العائلتين فى ديوان العمدة وأنتهت الفتن والدساس بالمحبة والزغاريد،ونجت بحكمتها فى لم الشمل.
  أما الوصية العاشرة فهى "العمل والجهد" فكانت تحسنا على أتقان العمل وتأديتها بإمانه،والمشاركة المجتمعية بالمجتمع،فكانت تحسنا ونحن طلبة على بذل الجهد فى المذاكرة،وعلينا أن نجتهد ونترك الباقى ليد الله تتدخل،وبعد عملنا بالدولة كانت تحسنا على تسهل الخدمة فى العمل للمواطنين،وأن تكون تإدية العمل بمحبة وأبتسامه لكى ما يشعر المواطن بالراحة النفسية.
 
وفى الذكرى الثالثة لرحيلك يأمى لم أجد سوى هذه الكلمات لاهدائها إلى روحك الطاهرة:
أمي الحبيبة الطيبة
بين يديك كبرت وتربيت وفي دفء قلبك احتميت
وبين ضلوعك اختبأت ومن عطـــــائك ارتويت
أمي الحبيبة الطيبة
لن أوافيكي حقك أبدا مهــــــما كان
ومهما قدر لي الحياة في هذه الدنيا
فســـــــتظلين عظيمـــة فى نظري
أمي الحبيبة الطيبة
أعترف لكى بالوفاء والبقاء على العطاء
والمحبة للجميع ذى ما وصايا الإنجيل
وبأننى أحبك وبأننى أحبك وبأننى أحبك




كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها



تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :
تقييم الموضوع :