على شاشة السينما، عرفه الجمهور، في شخصية "عبدالموجود" ابن كبير الرحيمية قبلي، والذي يتميز بـ"ضخامة الحجم" وبـ"السذاجة"، وفي نفس الوقت كان "معجونًا" بـ"مية الفن"، لم يتميز في الأداء التمثيلي فقط، ولكن برع في الإخراج والكتابة معًا، ليصنع من اسمه "ماركة" في عالم الفن لاينساها أحد على مر الزمان، ويصبح اسم السيد بدير، من علامات الزمن الجميل.
يوم 11 يناير من عام 1915، ولد السيد بدير بمحافظة الشرقية، ودرس الطب البيطري، ولكن لم يجد نفسه في هذا المجال، وسرعان ما ذهب إلى مجال الفن، وكانت أولى تجاربه عام 1944 في فيلم "وحيدة"، ليتبعه بعدد من الأفلام منها "الماضي المجهول"، و"السوق السوداء"، ولكن بأداءه شخصية "عبدالموجود"، ابن كبير "الرحيمية قبلي"، والتي تميزت بالكوميديا وإطلاق الإفيهات الساخرة، خصوصًا في فيلم "ابن ذوات" أمام إسماعيل ياسين، وعمر الجيزاوي، وعبدالسلام النابلسي، استطاع أن يصنع لنفسه جمهورًا من نوع خاص.
وفيما يخص حياته الأسرية تزوج السيد بدير، من إحدى أقاربه، وأنجب منها 3 أبناء، كان أشهرهم ابنه عالم الفضاء والأقمار الصناعية الكبير سعيد بدير، والذي توفي عام 1989 قيل وقتها أنه تعرض للاغتيال من قبل الموساد الإسرائيلي وذلك بعد وفاة السيد بدير بـ3 أعوام.
ثم تزوج الفنان الكبير، من النجمة شريفة فاضل، وأنجب منها ولدا استشهد في حرب أكتوبر 1973، الأمر الذي أصابه بالحزن الشديد، وساهم في تدهور حالته الصحية، وغنّت "فاضل" وقتها "ابني حبيبي يانور عيني.. بيضربوا بيك المثل، كل الحبايب بتهنيني، طبعًا ما أنا أم البطل".
عمل السيد بدير، في الترجمة، والإخراج بالإذاعة، وكتب عدة أعمال فنية، وحصل على عدد من الجوائز والأوسمة في حياته، منها وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1975.
من أشهر أعماله "جعلوني مجرمًا، شباب امرأة، رصيف نمرة 5، حميدو، سكر هانم، أم رتيبة"، وتوفى في 30 أغسطس 1986.