كتب - نعيم يوسف
ممثل، وفنان، وملحن، ومغني شعبي، وتاجر، وصعيدي.. كل هذه الأوصاف، والمهن يمكن أن تصف الفنان الكبير عبدالعزيز محمود، إلا أن المصريين يعرفونه من خلال أشهر أغانية وأفلامه، وهي "تاكسي الغرام"، و"منديل الحلو".
مرت أمس السبت، الذكرى الـ105 لميلاد الفنان الكبير عبدالعزيز محمود، ونعرض لكم في السطور التالية تقريرًا يرصد حياته ومسيرته الفنية.
من الصعيد الجواني
من أحدى محافظات "الصعيد الجواني"، وبالتحديد من محافظة سوهاج، ولد عبدالعزيز محمود الجناجري، في 11 يناير عام 1914، ولا يوجد الكثير عن تفاصيل طفولته إلا أنه انتقل إلى محافظة بورسعيد في شبابه.
العمل في شركة "شل"
في بداية شبابه، عمل في شركة (شل)، إلا أن القدر لم يكن يحالفه، حيث أصيب بكسر في إحدى ساقيه، الأمر الذي دفع الشركة للاستغناء عن خدماته.
بمبوطي في بورسعيد
في محافظة بورسعيد، وعلى ضفاف دلتا النيل، عمل عبدالعزيز محمود في مهنة البمبوطية، واحترفها، وهي مهنة تجارة البحر، الذين يتاجرون على المراكب مع السفن، وهي كلمة عامية محرفة من الأصل الإنجليزي "boatman"، أي "رجل البحر"، حيث اشتهر في بورسعيد بخفة ظله، وصوته الجميل.
بداية طريق الفن
صوته الرائع أهله للانتقال إلى مهنة أخرى، وهي الغناء، ولكنه بدأ بالغناء في الأفراح والموالد، سعيًا وراء الرزق، حتى استمع له الأستاذ مدحت عاصم - رئيس قسم الموسيقى والغناء بالإذاعة فاعتمده بالإذاعة وقدم له أول لحن عام 1937، ومن هنا كانت سماء الفن المصري على موعد مع بزوغ نجم جديد تستمر أضوائه لعشرات السنين فيما بعد.
موهبة كبيرة
وجد عبدالعزيز محمود ضالته في عالم الفن، حيث أظهر جميع مواهبه من الغناء والتمثيل والتلحين، وغنى ولحن أغلب أشكال الغناء الشعبي والعاطفي والوطني، معظم ما غناه كان من ألحانه، وإن كان قد غنى من ألحان ملحنين آخرين مثل رياض السنباطي الذي لحن له "هوه اليتيم يا زمان"، كما شارك في أكثر من 25 فيلمًا سينمائيًا.
أغاني مازالت تعيش
من أهم الأغاني التي غناها: "يا مزوق يا ورد في عوده"، "كعبه محني"، مكاحل مكاحل"، "وصفولي حسنك"، "حسن يا حسن"، و"لوليتا"، إلا أن أهم الأغاني الشعبية التي مازال يرددها الكثيرين حتى الآن: "شباك حبيبي"، "تاكسي الغرام"، و"منديل الحلو يا منديله"، كما ظلت أغنيته الشهيرة "يا نجف بنور يا سيد العرسان" يتم ترديدها وتشغيلها في الأفراح حتى وقت قريب، أما أغنيته الشهيرة "مرحب شهر الصوم مرحب"، فما زالت يتم عرضها خاصة مع حلول شهر رمضان.
ألحان لآخرين
بموهبته الفنية الرائعة في التلحين، استطاع تقديم الكثير من الأغاني لمغنيين آخرين، ومنها: "من الريح ما تنام" لفايزة أحمد، و"باقي دقيقة" لشفيق جلال، و"قد كمال الأنس" من أشعار أمير الشعراء أحمد شوقي، وغناء كارم محمود، وأغنية "ماتهونشي عليا" للفنانة شادية.
عطاء فني متواصل
واصل عبدالعزيز محمود عطائه الفني، ولكن هذه المرة في مجال التمثيل، ومن أهم أفلامه: "وحيدة"، "منديل الحلو"، "أسمر وجميل"، "وهيبة ملكة الغجر"، "شباك حبيبي"، "جنة ونار"، "المقدر والمكتوب"، و"تاكسي الغرام".
سريع الزواج والطلاق
أما عن حياته الشخصية، فقد تزوج خمس مرات وقضى شهر عسل واحد فقط مع الزوجة الأولى نفوسة والتي كانت من خارج الوسط الفني، حيث أحبها من أول نظرة وتزوجها بسرعة قبل دخوله في عالم الفن، وطلقها بعد أن التقى ببرلنتي نجيب في إحدى السهرات فأحبها وتزوجها أيضا ثم طلّقها سريعا وتزوج الثالثة وهي الفنانة اعتدال شاهين، ثم تزوج عرفيًا بالممثلة فوزية إبراهيم وسافر بعدها إلى لبنان، وهناك وجد أنه بلا زوجة فأحب راقصة لبنانية وتزوجها سرًا وعندما عاد إلى القاهرة طلقها.
نهاية الرحلة
في 26 أغسطس عام 1991، اختتمت مسيرته الفنية ورحلته في الحياة الدنيا، وتوفي عن عمر يناهز 77 عامًا.