ترحيب غربي بصعود قطر الدبلوماسي في الشرق الأوسط
خصصت صحيفة "تايمز" البريطانية، أحد أقوى أصوات التيار الغربي الرئيسي، افتتاحية الجمعة لتناول بروز الدبلوماسية القطرية على مسرح الأحداث في العالمين العربي والإسلامي، فرحبت به وإن لم تنس أن تُذَكّر الدوحة بمسؤوليات أخرى.
لندن: "قطر تجسيد لنجاح باهر في عالم الدبلوماسية الشرق أوسطي العسير، لا نملك إلا أن نرحب به، ورغم أن للدوحة نواقص لا يمكن نكرانها، فإن قادتها يؤدون دوراً رئيسياً في دفع الأمور باتجاه وقف إراقة الدماء في سوريا"، نشرت الـ"تايمز" البريطانية في مدخل افتتاحيتها اليوم الجمعة.
وأضافت أن صغر حجم هذه الدولة لا يعني صغر مكانتها، فهي "لا تتعدى مقاطعة يوركشاير الانكليزية مساحة، ولا يزيد عدد سكانها (حوالي 300 ألف شخص) عنه في مدينة ليستر، لكن هذه الدولة، التي صارت معروفة لدى المواطن الغربي بفضل فضائيتها التلفزيونية «الجزيرة» الانكليزية، أصبحت لاعبا أساسيا على الساحة العربية".
فخلال الثورة الليبية ضد نظام العقيد القذافي صار دورها مثالاً يحتذى، إذ لم تتلكأ في الاعتراف بالمجلس الإنتقالي الوطني، باعتباره صاحب السلطة الشرعية، ووقفت وراء الثورة بقواتها وأموالها، وكانت إحدى القوى الفعالة وراء تحرك الجامعة العربية في ما يخص الشأن الليبي.
وعندما تعلق الأمر بسوريا، إتخذ القطريون موقفا أكثر حزما إزاء ردة فعل النظام القاسية على موجة الاحتجاجات الشعبية.
وتعتبر الصحيفة ان على الغرب إظهار الامتنان لدور الدوحة القيادي في إقناع الجامعة العربية بتعليق عضوية دمشق فيها.
وفي تصعيد أبرز، طالب الشيخ حمد بن خليفة بقوات عربية برّية تتصدى لقوات الرئيس بشار الأسد. ويكاد يكون معروفا للجميع أن قطر تموّل - وربما تسلّح أيضاَ – "الجيش السوري الحر".
وباختصار فإن قطر تدفع بالجامعة العربية تجاه تحمل مسؤولياتها في أحداث تعتبرها الجامعة نفسها في صميم "البيت العربي".
وصارت الدوحة ايضا "عاصمة الوساطات" في المنطقة، وبوضع جولة المحادثات التي عقدتها "منظمة التجارة الدولية" في الآونة الأخيرة جانباً، يجد المرء أن العاصمة القطرية هي البقعة التي تشهد تسوية العديد من القضايا الدولية المهمة.
ففي 2008 كانت المدينة التي شهدت توقيع اتفاقية أنهت شهوراً عدة من الغوص في المأزق السياسي اللبناني.
والعام الماضي استضافت الدوحة منتدى السلام الذي أدى الى اتفاقية السلام في دارفور بين حكومة الخرطوم ومختلف فصائل الثوار في غرب السودان.
كما شهدت الشهر الحالي "إعلان الدوحة" المفترض أن يضع حدا للصراع الفلسطيني - الفلسطيني بين "حماس" و"فتح".
وبالطبع فإن قطر تستضيف أيضا أكبر قاعدة جوية أميركية في منطقة الخليج، وهي إحدى دول عربية قليلة تتمتع بأواصر سلام وصداقة مع إسرائيل تشمل - كما يُقال - لقاءات بين أفراد أسرة آل ثاني ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومبعوثيه.
وبلغ من شأن الدوحة على الصعيد الدبلوماسي الدولي أن "طالبان" نفسها، عندما أعلنت الشهر الماضي إفتتاح أول مكتب دبلوماسي لها خارج الحدود الأفغانية، كان خيارها الطبيعي العاصمة القطرية.
على أن كل هذه الإنجازات لا تعفي النظام القطري الحاكم من مسؤولية اتخاذ الإصلاحات الداخلية اللازمة لسيادة الحريات الأساسية.
وعلى سبيل المثال فإن العائلة المالكة لا تشغل نفسها بمسألة الانتخابات الديمقراطية، وصحافتها المملوكة للدولة لا تنفك عن نشر موادها المعادية للسامية، و"مثليّوها" يغامرون بخمس سنوات في السجن... وهكذا دواليك.
وتخلص الصحيفة أخيراً الى أنه لا يمكن إغفال الدور القطري اللاعب الرئيسي الذي دفع الجامعة العربية، للمرة الأولى في تاريخها، لتؤدي مهمة قيادية ذات معنى في المنطقة.
ورأت إن الدوحة أظهرت أن بوسعها توظيف أموالها ونفوذها وأحكامها السليمة للتأثير على الجيران القريبين والبعيدين، وعليها الآن أداء الدور نفسه في سوريا.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :