كتب - محرر الأقباط متحدون
مبسوطة إن الناس شايفة اللى عملته يستحق ، و إنى قدمت للفن حاجة كويسة ، الناس فاكرينها و بيحبوها ، هذه كانت أخر كلمات الفنانة الكبيرة الراحلة " ماجدة الصباحي " عن عمر يناهز 89 عاماً ، و التي تعد إحدى أهم نجمات العصر الذهبي للسينما المصرية ، اليوم الخميس الموافق 16 يناير 2019 ، بعد صراع مع أمراض الشيخوخة فى منزلها ، حيث اختفت " ماجدة " عن الساحة الفنية منذ سنوات طويلة ، بعدما ابتعدت عن التمثيل منذ 26 عاماً ، بعد مسيرة فنية حافلة ، بادر العديد من الفنانين و كبار الشخصيات بتقديم النعي و واجب العزاء للنجمة الشهيرة ، مثل الزعيم "عادل إمام " قائلاً : وداعاً الفنانة العظيمة ، و قالت ابنتها غادة نافع " قلبي حيقف من الحزن " عقب علمها بوفاة والدتها .
و نورد هنا أهم المحطات في سيرة النجمة " ماجدة "
حياتها المبكرة
ولدت الفنانة " ماجدة " في مدينة طنطا عام 1931 ، و تحصلت على شهادة " البكالوريا الفرنسية " ، بدأت حياتها الفنية و عمرها 15 سنة دون عِلم أهلها ، و غيرت اسمها إلى ماجدة ، و كان اسمها " عفاف على كامل الصباحى " ، حتى لا يعرفها أحد ، نظراً لرفض عائلتها السماح لها بالتمثيل ، و كانت بدايتها الحقيقية عام 1949 في فيلم " الناصح " ، مع الفنان " إسماعيل يس " .
المسيرة الفنية
شاركت " ماجدة " في أكثر من 70 في تاريخ السينما المصرية ، منذ عام 1949 ، و دعم أمها لها كانت الدافع الأكبر لها للاستمرار رغم غضب أهلها ، حيث تعد أفلامها من ضمن العلامات ، مثل فيلم " المراهقات " و هو الذي أثار ضجة كبيرة في فترة السينيات بين الرأي العام لتطرقه لقضية التربية و الفرق بين الأولاد و البنات ، و استمر عرضه لمدة قياسية حوالي 20 أسبوع ، و فيلم المناضلة الجزائرية " جميلة بو حريد " حيث كانت رمز للشعوب المحتلة من طرف الاستعمار حينها ، و أفلام " أين عمري ، و هذا الرجل أحبه ، و أنف و 3 عيون و النداهة ، صراع في النيل " و جملتها الشهيرة " ممدوح " .
العمل كمنتجة
أيقنت ماجدة في ضرورة إنتاج أعمالها ، و تمكنت من إنتاج 12 فيلم من أشهرهم " العمر لحظة ، هجرة الرسول ، زوجة لخمس رجال " حيث حاولت تقديم أعمال وفق رغبتها بعيدًا رؤية المنتجين ، لكن لم تكن تجربة الإنتاج سهلة ، حيث صرحت أنها في غاية الصعوبة " أنا مش ناجحة في مسألة الماديات ، و كنت بأخد قروض من البنوك عشان أنتج أفلامي " .
رؤيتها الفنية
اشتهرت بمناقشاتها مع المخرجين و كتاب السيناريو قبل تصوير أفلامها و قالت " بيكون عندي رؤية فنية ، بعتز بأرائي ، لكن عمري ما أصريت على قرار" ، و شاركت في تأليف أفلامها و أيضًا إخراج أحد أعمالها و هو فيلم " من أحب " من بطولتها بجانب الفنان أحمد مظهر و إيهاب نافع ، و كانت التجربة الأولى و الأخيرة لها في عالم الإخراج .
حياتها الزوجية
خطبت للفنان " فريد الأطرش " في البداية ، و اتربطت فيما بعد بالفنان " إيهاب نافع " و أقيم الحفل على ظهر باخرة نيلية ، و تكلف " 5 آلاف جنيه " ، و داخل فيلا بالدقي ، عُقد قران إيهاب و ماجدة بمهر بلغ " 25 قرشًا فقط " ، و حضر الليلة العديد من المطربين و المطربات ، مثل " شريفة فاضل ، مها صبري ، هدى سلطان ، شفيق جلال ، و رقصت نجوى فؤاد و سهير زكي " و في الصباح التالي لليلة الزفاف ، أرسل الرئيس " جمال عبدالناصر " ، هدية الزواج عبارة عن " ماكيت مركب ناصر " ، ظلت تحتفظ به " ماجدة " لسنوات طويلة ، و بعد 4 سنوات من الزواج ، اضطر " إيهاب نافع " إلى مغادرة مصر و السفر إلى لبنان ، الأمر الذي أزعج ماجدة ، لكنها لم تستطع المغادرة ، وقررت البقاء في مصر ، و بعد فترة انفصل الثنائي ، أثناء تناولهما العشاء في أحد مطاعم بيروت ، واتفقا على أن يظلا صديقين ، إذ وصفت ماجدة ما حدث بأنه " الطلاق الأبيض " ، و لم أكن أعلم بعدها إنه يعمل مع جهاز المخابرات المصري .
المجلس القومي للمرأة
انتقدت ماجدة تكريم المجلس القومي المرأة للمناضلة الجزائرية " جميلة بو حريد " في مدينة أسوان ، دون تكريمها شخصياً ، حيث قالت : " أنا اللي عرفت العالم مين هي جميلة ، و من غيري مكانش حد هيعرفها " .
الجوائز
ابتعدت " ماجدة " في السنوات الأخيرة عن عالم السينما ، لكن ظلت أعمالها باقية يتابعها الجمهور بشغف حينما تطل على شاشة التلفزيون ، فضلًا عن اهتمام الدولة بتكريمها في عيد الفن عام 2014 ، و حصلت بعدها بعامين على " جائزة النيل " بمجال الفنون .
و ها قد رحلت اليوم الفنانة القديرة " ماجدة " تاركة خلفها إرث فني كبير للأجيال الجديدة .