ماليش دعوة.. أنا عايز أختي!!!!!
بقلم: حنان بديع ساويرس
تحت شعار "ماليش دعوة أنا عايز أختي"، انضمت جريدة "الوفد" لما يُسمى "بإئتلاف دعم المُسلمات الجدد"، فتُعضدهم بشكل غير مُباشر لضم أكبر عدد من القاصرات القبطيات لهم، فقد بدأوا من أختي "وفاء" وأختي "كاميليا" وأختي... إلى أن وصلوا لأختي "رانيا"، وهي أحدث فتاة مسيحية يُريدون "الاستيلاء" عليها تحت نفس الشعار، وأنا أتعمد أن استخدم لفظ "الاستيلاء"، وهو لفظ غير دقيق عند استخدامه فى الحديث عن إنسان لكن للأسف هو اللفظ الأنسب في هذا الأمر؛ لأن بنات الأقباط أصبحن وكأنهن سلعة أو منقول يتم الاستيلاء عليهن وقتما يشاؤون، وطالما أنهم أعلنوا أن هذه الفتاة أو تلك "أختًا لهم" فلا يتجرأ أحد بعد ذلك أن ينفي هذه الأخوة أو يقول لهم "يا جماعة عيب ركزوا شوية دي مش أختكم دي تهيُئات وهلاوس"، وحينها نجدهم يعلمون بأنها أختهم قبل أن تأخذ الضحية ذاتها خبر بهذه "الأخوة" التي هبطت على رأسها ورؤوس ذويها كالصاعقة!! وحينها واجب على المسؤولين بالدولة تسليمها لهم حتى لا يحدث ما لا يُحمد عقباه، ولا يبكون هاتفين مُرددين "ماليش دعوة أنا عايز أختي"، ويحدث هذا أثناء إلتفافهم حول كنائس ومنازل الأقباط والكهنة وحرق وسلب ونهب كل ما تصل إليه أياديهم الأثمة التي لا يرفعونها إلا بعد القضاء على كل أخضر ويابس يجدونه في طريقهم وينتهي الأمر بعد كل هذه الخسائر المادية والمعنوية للأقباط بسبب ترويعهم "بالاستيلاء" على الفتاة التي يطلقون عليها الكلمة المُستفزة "أختي"، بمعنى أنهم أخذوا البنت أو لم يأخذوها يحدث ما لا يُحمد عقباه!!!، وبعد ذلك يتم إيداع الفتاة في دار للفتيات المُسلمات أو تزويجها من مُسلم أو...!! ولو قُمنا بعمل أقل تحريات عن موضوع أختهم هذا نجد أنها ليست لهم بها أي صلة دم أو قرابة أو نسب أو حتى جيرة أو دين حتى لا يخرج أحدهما قائلاً "أختي في الإسلام".
نعود لجريدة "الوفد" التي مازالت تُصر على إتخاذ إثارة الفتنة الطائفية عن طريق اختلاق الأكاذيب مَسلك ومنهج لها كما تفعل نفس الشئ مثيلتها جريدة "الفجر" ألا وهو تأليب المصريين على بعضهما البعض، ولم تكتف "الوفد" بذلك فحسب بل بكل فجور "تزدري الديانة المسيحية " بلا حياء أو حرج، فقد قامت الجريدتان بشكل ما بتضليل الرأي العام وقلب الحقائق مع اختراع مُسلسلات مليئة بالأكاذيب والافتراءات، ولم تكن المرة الأولى التي تفعل فيها "الوفد" هذا، ولا سيما مُنذ اعتلاء "السيد البدوي" رئاسة حزب "الوفد"، وبالتالي التدخل في سياسة الجريدة التابعة للحزب والتي كانت قبل رئاسته رمزًا لكل المصريين. فمُنذ شهور وأثناء اعتصامات "ماسبيرو" في مايو الماضي قامت جريدة "الوفد" باختلاق قصة وهمية لفتاة مُسلمة إدعَت اختطافها من قِبل شباب "ماسبيرو" وبعد ذلك عَلِمنا أنها "حدوتة قبل النوم الوفدية"، وتركيزي هنا على جريدة "الوفد" بسبب حزني الشديد على هذا الحزب وهذه الجريدة التي تم تأسيسها على يد "سعد زغلول" ورفاقه من القادة الأقباط ولا سيما "مكرم عبيد باشا"، وما آلت له الجريدة من إنحطاط أخلاقي ومحاولة بث الفتن وازدراء الأديان، ففتنة "الوفد" هذه المرة عن فتاة مسيحية تُدعى "رانيا" من قرية "ميت بشار" بمُحافظة "الشرقية"، وقد شاهدنا جميعًا الفتاة ببرنامج لـ"مصطفى بكري" على قناة الحياة، والغريب أن قناة الحياة هي إحدى القنوات التي يمتلكها "البدوي"، فربما قد فاجأهم "بكري" بهذا التقرير عن فتاة "ميت بشار" لذلك أرادوا مُعالجته سريعًا عن طريق اختلاق الأكذوبة الوفدية التي سنتطرق للحديث عنها في السطور القادمة..
أعود لتقرير "بكري" عن فتاة "ميت بشار"، فقد قالت الفتاة بالحرف الواحد إنها هربت من مُعاملة والدها الذي أسلم مُنذ سنوات، وأنها لا تريد الزواج من الشخص المُسلم الذي قام والدها بخُطبتها له ولا تريد أن تترك مسيحيتها من أجله، وأكملت قائلة: أنا ولدت مسيحية ولا أعرف لي دين غيره ولا أعرف شيئًا عن الديانة الإسلامية، لكن أعرف كل شئ عن المسيحية وأريد أن أعيش وأموت مسيحية كوالدتي ولا أريد أن أكون مُسلمة، فلا أريد تغيير ديني مثل أبي، وأنهم لو سألوني هل أريد أن أعيش مع أمي أو أبي أو في دور رعاية سأختار العيش مع أمي"، كما وصفتها بأنها "أم حنينة" وأنها لا تريد العيش مع والدها الذي هربت منه بسبب قسوته وضربه وسبه لها أمام "الجدعان" على حد تعبيرها كما أكد مُحافظ الشرقية د. "عزازي على عزازي" نفس أقوالها، وأكَّد أن الفتاة مُتمسكة بمسيحيتها وقالت هذا أمام والدها الذي رفضت العودة معه مرة أخرى وأمام "كبار رجال البلد من المُسلمين"، ورغم وضوح ومُباشرة تصريحات الفتاة وضوح الشمس في "عز الظهيرة"، إلا وقد قرَّر المُحامي العام الأول لنيابة جنوب الشرقية بإيداعها بدور رعاية للفتيات المُسلمات!! رغم توافر دور رعاية للفتيات المسيحيات بـ"الزقازيق"!! وهناك إصرار رهيب على أسلمتها عُنوة ورغمًا عنها وعن عائلتها المسيحية. ورغم أن الفتاة قاصر وقد عبث والدها بعقلها الطفولي ووافقته على الخطوبة من مُسلم ربما خوفًا منه أو خوفًا على والدتها وأسرتها من بطشه وهي التي صرحت بذلك كما أكدت أنها عادت للبلد عندما سمعت أنهم قاموا بالقبض على والدتها وجدها وزوج أختها وأنهم حاصروا الكنيسة.
لكن جريدة "الوفد" لها رأي آخر، فربما تكون قد فتحت المَندل وعَلِمت ما لا يعلمه أحد سواها حتى الفتاة ذاتها رغم تصريحاتها الصريحة التي ضربت بها عرض الحائط..
فقد قالت "الوفد" إن الفتاة مولودة طبقًا لما هو مُدون بالشهادة 2/10/1997 وفي خانة الديانة "مسلمة" والصادرة في 31 /10 /2011، وأن والدها "خليل إبراهيم" أشهر إسلامه 22/12/2009، وعلى لسان والدها قالوا إن ابنته التي كانت تعيش مع أمها القبطية حضرت إليه رغبة منها في دخولها الإسلام، خاصةً عقب ارتباطها عاطفيًا بشاب مُسلم يُدعى "أحمد عبد الله".
فالفتاة كما ترون معي مواليد أكتوبر 97 أي عُمرها الآن 14 سنة وأقل من خمسة شهور، أي قاصر، بل بالأحرى هي "طفلة"، وإن كان والدها قد أسلم فهذا ليس معناه أن تكون مُسلمة "بالتبعية"، فإذا كان اختيارها للإسلام دينًا ولاسيما أنها مسيحية الأصل، فلابد أن تبلغ السن القانوني التي تكون فيه مؤهلة ذهنيًا لفكرة تغيير دينها حتى يكون هذا الاختيار عن قناعة وليست مُجرد عبث طفلة لا تعي ما تفعل أو تحت ضغوط والدها، ولاسيما أن عائلتها الكُبرى عائلة مسيحية حتى أعمامها وهم أشقاء الأب الذي رفضت العودة له واختارت أن تعيش مع عمها أو والدتها، فحتى لو كانت الفتاة اشتاقت أن تعيش بعض الوقت مع والدها، وهو بالطبع مُنفصل عن والدتها، فهذا شئ طبيعي أن يحدث من طفلة اشتاقت لرؤية والدها، لكن واضح أن الأب قام باستغلال ذلك ووجود البنت لديه وحاول تزويجها من مُسلم، وبما أنها لا حول لها ولا قوة فأخذته باللين ووافقته على ما يُريد، إلى أن انتهزت الفرصة السانحة وهربت من منزله للقاهرة ومنها إلى "منيا القمح" حسبما قالت الفتاة ذاتها وأكدت ذلك، وحتى لو صدق والدها بأن الفتاة بالفعل تريد الأسلمة لأنها تحب شاب مُسلم فلا أعتقد أن هذا فخر لأي مُسلم أن يأتي إلى دينه شخص من أجل الحب أو المادة وليست من أجل الدين، ولا سيما أن الفتاة مُراهقة.
ولمزيد من تطاول "الوفد" استطردت قائلة: "إن والد الفتاة قال كيف لهم أن يتهموه بأنه يتعاطى المُخدرات، فإن كان لم يتناولها وهو مسيحي فكيف له أن يتناولها بعدما شرح الله صدره ودخل الإسلام."
بمعنى أن "الوفد" تريد أن تقول إن الرجل وهو في المسيحية لم يرتكب الفحشاء ويفعل المُنكرات، فهل سيفعلها وهو في الإسلام؟ فهل هذا على أساس أن تعاطي المُخدرات شئ طبيعي في المسيحية ومع ذلك لم يفعله وهو يعتنقها، فكيف سيفعله وهو في الإسلام المُحرم فيه ذلك؟ أم هذا على أساس أنهم في المسيحية يعطونا المُخدرات مُنذ نعومة أظافرنا "بالببرونة"؟ أم أنهم يقومون بتوزيعها علينا مع الواجبات الرئيسية؟!! أم ربما ترى الوفد المسيحيين وهم يترنحون من جُرعات المُخدرات الذين يتعاطونها!! فنشكر الله لا توجد بالكتاب المُقدس آية واحدة تُحلل المُخدرات أوالحشيش وتقول أنه "غير مُحرم"..
وعلى لسان أحد الأئمة كتبت "الوفد" أيضًا: إنه تأكد من رغبة الفتاة الشديدة في أن تُصبح مُسلمة لما وجدته في مُعاملة المُسلمين الطيبة والحسنة والفضائل الذي يمتاز بها الدين الإسلامي عن غيره.
"ماشي ياعم الحج كرم الله وجهك وأكثر لنا من أمثالك"، فالبنت حسب تعبيراته المُستفزة تركت المسيحية بسبب عدم وجود فضائل بها، ولأن المسيحيين الأشرار لا يُجيدون المُعاملة الطيبة وهذا عكس ما قالته الفتاة تمامًا لذلك ربما تكون تصريحاتها الصادمة لهم جعلتهم يُريدون الدفاع عن أنفسهم فازدروا المسيحية بل حياء، وحسب تصريح هذا الشخص بأن الفتاة أرادت أن تذهب للدين الإسلامي ليس من أجل الحُب حسبما ورد برواية والدها التي تختلف تمامًا عن تصريحات الفتاة ذاتها، ولكن فلننتحى كل الروايات السابقة جانبًا لنُصبح هنا أمام "قصة قصيرة" ألا وهي أن هذه الفتاة الصغيرة أرادت الأسلمة بسبب مُعاملة المُسلمين الطيبة والفضائل التي يمتاز بها الدين الإسلامي عن غيره والمقصود بغيره هنا بالطبع هو "الدين المسيحي"، فهذه الطفلة "المُخضرمة" شعرت بفضائل الدين الإسلامي بعد دراسات عميقة في الدين المسيحي والتي قررت بعدها تركها له لأنها اكتشفت بعد هذه الدراسات المُستفيضة أنه دين بلا فضائل!!! فقد اكتشفت بعد هذه الدراسات المُتَمعِنة أن المسيحية تحث على المحبة حتى للأعداء عندما أعلن السيد المسيح له كل مجد قائلاً "أحبوا أعدائكم، باركوا لاعينكم، صلوا إلى من يُسيئون إليكم"، أو قد تكون رأت أن المسيحية تحث على العطاء عندما قالت "مغبوط هو العطاء أكثر من الأخذ"، أم لاحظت الفتاة أن المسيحية تنهي مُعتنقيها عن الشهادة الزور عندما قال الكتاب "لا تشهد على قريبك شهادة زور ولا تشتهي ما لا قريبك"، أو عندما أمرت المسيحية أتباعها قائلة "لا تزني" و"لا تسرق"، أم عندما أمر الكتاب المُقدس بالصلاة والصوم والصدقة، فالكتاب المقدس قال وقال وقال.. ما لا يتسع له هذا المقال. فربما لهذه الأسباب، أقصد لهذه "الفضائل" التي لم تجدها الفتاة بالمسيحية، أرادت أن تتركها- يجوز-؟!!
أم بالأحرى تكون قد تركتها من كثرة فضائلها، فربما تكون عجزت عن تطبيقها لذلك أرادت أن تتركها، فلو قلتم ذلك ما كنتم فقدتم مصداقيتكم، لكن ما تقول "الوفد" على لسان المُتحدث فهو هراء ويسخر منه المُسلم قبل المسيحي؛ لأن الجميع يعلم أن الديانة المسيحية ديانة روحية ترتقي بالبشر عن الماديات بما تتميز به من فضائل.
مُضيفًا- والكلام مازال على لسان المُتحدث- إنه ذهب إليهم بعد فترة ليسألها عن أداء الصلاة فأخبرته أن عليها عُذر وهو ما يؤكد أنها كانت تقرأ وتطلع في علم الوضوء، ويؤكِّد أنها دخلت الإسلام برغبة قوية وبعيدًا عن أي ضغوط من أحد.
يا رجل، هل هذا هو دليلك على قناعتها بتغيير دينها؟!! فما رأيك أنني أرى أن هذا دليل إجبارك وإجبار والدها على تغيير دينها، وهذا أمر واضح جدًا وضح النهار، لكنها "أرادت أن تخرج من هذا المأزق"، وباللغة الشبابية "بتاعة اليومين دول" أرادت أن " تخلع منك" فقالت إن لديها عُذر لأنها بمنتهى البساطة لا تعرف الصلاة الإسلامية كما أكدت هي ذلك بنفسها، وعندما قُمتم بالضغط عليها بأن تصلي فقالت إن لديها عُذرًا فلم يكن عذرها كما توهمت أنت ولكن عذرها أنها لا تريد أن تصلي بما لا تدين.
الغريب أنه يأخذ من هذه الحُجة التي استخدمتها الفتاة حتى لا يُجبروها على صلاة لا تعرفها دليلاً على أنها كانت تقرأ وتطلع في علم الوضوء، وبالطبع هذا الكلام غير منطقي؛ لأن الفتاة التي تُغير دينها من أجل الحب أو الزواج حسب رواية والدها لن تفكر في مسألة القراءة في الدين الجديد ومعرفة طقوسه؛ لأن كل تركيزها يَنصَب في الحب والزواج وتغييرها من دين لدين ما هو إلا تذكرة وصول للشخص الذي تريد الزواج منه وقد يعوقها الوصول له وجودها في دين مُختلف، أما أمر الدين نفسه فلا يعنيها في أي شئ، ولاسيما أنها طفلة صغيرة.
أولاً- عن إدعائه بمعرفتها لبعض المعلومات عن الصلاة الإسلامية فهذا ما أسهله في "مصر" بالنسبة لأقباطها، فالمُسلمون يجهلون المسيحية لتعتيم المناهج الدراسية والإعلام عليها، لكن الأقباط لا يجهلون الإسلام لأننا ندرسه بمُختلف المراحل التعليمية ومُنذ حداثتنا ولاسيما أن المُدرسين يهتمون اهتمامًا خاصًا بتحفيظ الطلبة والطالبات المسيحيين الأحاديث والسور القرآنية!! لدرجة أننا نتقن تلاوتها أفضل من أقراننا المُسلمين، فأنا لي تجربة شخصية حدثت معي وأنا بالمرحلة الثانوية، فقد قاموا باختياري لتلاوة القرآن بالإذاعة المدرسية لعلمهم بأنني أتقن القراءة بشكل أفضل من زميلاتي المُسلمات حتى لو كُنت قد اعتذرت حينها عن ذلك بشكل مُهذب احترامًا لديانتي المسيحية التي أفتخر بكوني أنتسب لها، والتي لم يُراعوا مشاعرنا كمسيحيات عند طلبهم من طالبة مسيحية مثل هذا الطلب.
ثانيًا- زوجة والدها والتي تعيش معها الفتاة في الفترة الآخيرة مُسلمة، ومن الطبيعي أن تلقى على مسامعها ألف باء صلاة، كما أن المُتحدث نفسه يقول إنه قد سبق وجلس معها، فالمصادر كثيرة لمعرفة هذه الأمور عن الصلاة الإسلامية وبدون أن تجهد نفسها في القراءة عنها، فهذا ليس بدليل.
وتستطرد "الوفد" في سرد حدوتة قبل النوم، فتقول: "وأكدت مصادر للوفد أن الفتاة تعيش حياة سعيدة وكريمة بين زميلاتها المُقيمات بالدار، وأنها دائمة الحديث عن الإسلام، وأنها في غالب الوقت ترتدي غطاء رأس".
فواضح أن جريدة "الوفد" ومصادرها الفائقة تعرف عن الفتاة ما لا تعرفه الفتاة ذاتها عن نفسها، وقد سبق وسردت ما قالته الفتاة بالتفصيل، فكان المفروض بعد هذا الكلام من فم البنت ذاتها لأذن المُشاهدين أن تخرس كل الألسن الكاذبة والصحف عديمة الضمائر، فكيف تكون دائمة الحديث عن الإسلام وهذا يتناقض تمامًا مع تصريحات الفتاة ذاتها بجميع البرامج الفضائية؟؟ فقد خرج هذا المقال الوفدي بعد التقرير الذي قدَّمه "مصطفى بكري" كنوع غريب من رد الفعل الهيستيري وكأنها خطة مُضادة لمحاولة أسلمة الفتاة بالقوة رغمًا عنها وعن والدتها، والتي قاموا بالقبض عليها من أجل إرضاء المُتطرفين حارقي وهادمي الكنيسة، فلا أعرف في أي دين أو بلد يحدث مثل هذا أن تُنتزع ابنة من حضن "أمها" التي أنجبتها بل الأدهى أنه يتم ترويع الأم والقبض عليها بتُهمة احتضان ابنتها!! حتى ينتزعوها منها بالقوة ودفعها لأحضان غرباء عنها من أجل إرضاء البلطجية وخاطفي القاصرات، الغريب بعد كل تصريحات الفتاة للإعلام والمسؤولين بأنها تريد البقاء على المسيحية إلا وقاموا بإيداعها دار للفتيات المُسلمات رغم وجود مثيل له للفتيات القبطيات، وهذه لم تكن الحادثة الأولى من نوعها، فقد فعلوا نفس الشئ من قبل مع "كرستين" و"نانسي" فتاتي "المنيا" القاصرات، كما حاولوا إجبار الطفلين "ماريو" و"أندرو" اللذين أسلم والدهما سابقًا على دراسة الدين الإسلامى وإرغامهما على اعتناقه والامتحان فيه، والذي رفضه الصغيران بإصرار وكتب كل منهما في ورقة الدين الإسلامي "أنا مسيحي"، فقد جاء تقرير دار الفتيات المُسلمات بتوصية وهي إعادة "رانيا” لوالدها المُسلم لأنه وصي عليها!! وهذا شئ طبيعي وننتظره، وإلا ما المغزى من إيداعها لدور رعاية إسلامي؟؟ ففي قصة إجبار "ماريو" و"أندرو" على التدين بالدين الإسلامي كانت حجتهم أيضًا أن والدهما مُسلم ووصي عليهما، لكن ماذا عن "كرستين" و"نانسي" واللتان لا يوجد في عائلتهما من أسلم فيصبح واصي عليهما!!! ومع ذلك تم إيداعهما أيضًا دار للفتيات المُسلمات!! بمعنى أن كل الطرق تؤدي إلى روما!!
فلا أدري هل الأب والأم المسيحيين لا يوجد لهم أي حق في أبنائهم وبناتهم؟!! وبقدرة قادر يكون للغريب الحق والسلطان عليهم طالما أنه مُسلم حتى لو كان لا يمت لهم بأي قرابة أو صلة، حتى لو كان من كوكب آخر!! وكأن بنات الأقباط يُبعن في سوق الرقيق!! فما أراه الآن لا يُصدقه عقل، فكلما أُعجب شاب مُسلم بفتاة مسيحية يقوم بحشد مجموعة من البلطجية ويُحاصرون كنائس ومنازل الأقباط ويقومون بحرقها وسلبها مُطالبين بأختهم الجديدة، وبعد الحرق والنهب يتم لهم مُرادهم ويقوم المسؤولون بإعطائهم الفتاة حتى لو كان رغمًا عنها تاركين الحسرة في قلوب ذويها.
أما جريدة "الفجر" فما قالته يُعتبر انفرادًا، فقد قالت: إن هناك أقوال تتردد بقوة بأن "رانيا" تم عمل سحر أسود لها وهو الذي قلب حياتها رأسًا على عقب وجعلها تكره خطيبها الذي أحبته واختارته بكامل إرادتها، وهي السبب في أن تنفر من والدها الذي أرادت أن تعيش معه، والسحر هو من جعلها تدخل هذه الدوامة التي لا يعلم أحد إلى أين ستنتهى. فلا تعليق سوى العجب الذي أصابني من هذا الهذيان، فلو كان قد تم عمل سحر أسود لـ"رانيا" فمن باب أولى تم عمله لتغيير دينها التي ولدت وعاشت به عمرها كله وليس من المنطق أن يكون تم عمل سحر لها لتترك قرار عُمره ثلاثة شهور وهي الفترة التي قضتها مع والدها، فكل جريدة منهم تخترع أكُذوبة مُختلفة عن الآخرى ضد العقل والمنطق لكنهما يتفقان في الهدف وهو أسلمة الفتاة بأي شكل وتحت شعار واحد ألا وهو "ماليش دعوة أنا عايز أختي" وعجبي!!.
كن في قلب الحدث... انقر هنا لتحميل شريط الأدوات الخاص بالموقع لتصلك الأخبار لحظة حدوثها
تابعونا على صفحتنا علي الفيسبوك
رابط دائم :