حمدي رزق
برنيس ليست قاعدة عسكرية تكنولوجية متقدمة فحسب، ولكنها قاعدة تنموية، جيش الوطن يمد هذه البقعة الساحرة بأسباب الحياة. بالمشروعات التى تجلب البشر، الجيش يبنى ويعمر، ويشق الصحارى والجبال، يد تبنى ويد تحمل السلاح.
وكما كانت قاعدة محمد نجيب العسكرية فى شمال الوطن الغالى نموذجًا ومثالًا للإعمار، وزرع الصحراء الغربية بالمشروعات الزراعية والسياحية رئة جيدة تضاف إلى المجموع المصرى ليتنفس شهيقًا بعيدًا عن «خنقة الوادى»، يضيف جيش مصر رئة جنوبية فى برنيس لنتنفس جيدا، ونتطلع لغدٍ مشرق.
قاعدتا محمد نجيب وبرنيس أهدافهما تتجاوز الأهداف العسكرية المجيدة التى تجسدت فى مناورة «قادر»، أكبر المناورات العسكرية جميعًا، والتى بلغت الآمال فى تدريبات القوات المسلحة، وبرهنت على جاهزية قتالية ترهب المتربصين، «اللى يقرب يجرب»، هناك أسود على الحدود وفى القواعد والجيوش، خير أجناد الأرض.
أهداف القيادة العامة للقوات المسلحة من قاعدة «برنيس» أن تكون رأس جسر لولوج الاستثمارات والبشر إلى جنوب البلاد، عمرانًا وتنميةً ومشروعاتٍ، بعون الله وحوله، لن يتركوا شبرا فى أرض مصر دون تعمير، هذا هو المشروع الوطنى للقوات المسلحة، الأهم على الإطلاق، وأعظم انتصاراتها فى تاريخها.
حلم الخروج الكبير من الوادى، راود كبار الفلاسفة والمفكرين، ورغبة وطنية لم تجد من يجسدها فى الصحراء الشاسعة، كنا ننظر إليها حلمًا، صرنا نعيشها واقعًا، أتعلمون أن «مدينة العلمين» شاهقة الارتفاع أبراج تطل على المتوسط كانت أرضًا خلاء، خشية ألغام زرعها المحتل فى سالف العصر والأوان، كنا نخشى الاقتراب، اقتحمها جيش الصعاب، وعبّدها إطلالة ساحرة على المتوسط.
الجيش المصرى فى مهمة الخروج الكبير، عَبَر بنا من خلال أنفاق قناة السويس إلى سيناء الحبيبة، ومنع الهجرة غير الشرعية بتوطين زراعة البشر فى «بركة غليون»، ويوطن الطاقة الشمسية فى صحراء «بنبان» فى أسوان، ألم أقل لكم لن يترك خلاء إلا واستزرعه بالأمل.
وأنا فى معية القائد الأعلى «عبدالفتاح السيسى» على شاطئ برنيس، كأنى أراجع حلم الحالم التاريخى «جمال حمدان»، حلم الخروج من الوادى إلى الصحراء، من كان يقدر على تحقيق الحلم سوى شباب آمنوا بربهم، ومن بعد مشيئته بوطنهم، ولا عزاء لحرائر الإخوان فى قنوات رابعة التركية.
نقلا عن المصرى اليوم