سليمان شفيق
الفوضي الكلامية تحول الكبار الي صغار
يستخدم كثيرين في الاونة الاخيرة لفظ " الكبير" للاشارة الي قيمة شخص في الحياة ، وبالبحث اكتشفت ان الكبير : اسم من أسماء الله الحسنى ، ومعناه : الموصوف بالجلال وعِظم الشَّأن وكمال الذَّات ، و كبير الشأن من البشرمع فارق التشبية مع الله سبحانة وتعالي ، هو انسان عظيم الشأن ذو رتبة عظيمة عالي المقام ، ذو مرتبة عالية ،او شَخْصٌ كبير في دائرته ، مهمّ ، يعلم كُلّ صغيرة وكبيرة : يعلم كُلَّ شيء وينتبه للتفاصيل ويرعي الاضعف والاصغر ويستوعب المختلفين معة ويحمي كل الاراء التي معة او التي ضدة، ويطلق علية قائد ، أب ، كبير، الكبير.
في الامثال الشعبية نجد : " اللي ملوش كبير يشتري له كبير" .والتي تؤكد علي أهمية ان يكون هناك كبير في حياتنا ، ولكن تري كيف كانت تري الامثال الشخص الكبير؟ : "كبير القوم خادمهم" ، وكذلك مثل لايقل أهمية :" قص لسان عدوك بأكرامة"، هذا المثل الاخير يذكرني بقصة عن المعلم ابراهيم الجوهري بأن شكي له اخية جرجس من رجل يسبة دائما وطلب من اخية القريب من الوالي ان يؤدبة ، وبعد يومين فوجئ جرجس بأن الرجل الذي كان يشتمة يمدحة فتعجب وسأل اخية ابراهيم فأفادة بأنة ارسل له جمل من الاكل والقمح والملابس .
توقفت امام مثل اخر يقول :" جلابية الكبير تحمي الضعيف والصغير" ، هذا المثل يشير الي ان الكبير لا يستخدم قوتة علي الضعيف او المختلف معة بل يحمية ويحمي راية.
هنا اتذكر قول الشافعي رحمه الله( قولي صحيح يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب) .
وقول: الإمام الكرجي القصاب : ( مَنْ لَمْ يُنْصِفْ خُصُوْمَهُ فِي الاحْتِجَاجِ عَلَيْهِمْ ، لَمْ يُقْبَلْ بَيَانُهُ ، وَأَظْلَمَ بُرْهَانُهُ).
توقفت مؤخرا كل ذلك في سياق الفوضي الكلامية التي اعقبت "الفوضي الخلاقة" التي حولت مواقف كثيرة في حياتنا وجعلت الصغار يكبرون بفوضي الكلام ، وجرت كبار الي مستنقع الكلام ، فأنتشرت الاشاعات ، وندرت الحقيقة ، وتطاول الصغار علي الكبار، ولاحت في الافق منهجية :" كسر المهابة" ، وبدلا من ان تتسع جلابية الكبير لحماية المختلفين علي قاعدة :
(قولي صحيح يحتمل الخطأ وقول غيري خطأ يحتمل الصواب) ، نجد الكبير حتي لو كان علي حق يهبط الي مستوي الصغار ويتحول الي اصفر منهم في سياق الفوضي الكلامية ، وينحقق قول الامام الكرجي ( مَنْ لَمْ يُنْصِفْ خُصُوْمَهُ فِي الاحْتِجَاجِ عَلَيْهِمْ ، لَمْ يُقْبَلْ بَيَانُهُ ، وَأَظْلَمَ بُرْهَانُهُ).
هكذا نحن نعيش الاسوء ليس لان الصغار او المختلفين يختلفون مع الكبار ولكن لان الكبار حتي وان كانوا علي حق لايستوعبون المختلفين معهم ويقللون من مقامهم بعدم استيعاب حق الخلاف فينتهي مقام الكبارويغرقون في الفوضي الكلامية ، وبذلك يحولون القيادة الي استبداد او الابوه الي ابوية ديكتاتورية.
اقول قولي هذا واستغفر الله للكباروالصغار، ومن لة اذنان للسمع فليسمع ومن لة عينان للنظر فليقرأ.