بقلم :  م . وكيل صبحي

 

 في عهد / جمال عبد الناصر كان الإخوان المسلمون حريصين منذ اليوم الأول لقيام ثورة 53على تحريض مجلس قيادة الثورة ضد الأحزاب وتكوين قناعة بضرورة حلها. وبالفعل اقتنع قادة الثورة بعدم قدرة الأحزاب على تحقيق التغيير في الشارع، طلبت وزارة الداخلية من الأحزاب أن تقدم إخطارات عن تكوينها، فقدم المرشد العام شخصياً أثناء زيارة مكتب سليمان حافظ وزير الداخلية إخطارا "رسمياً" بأن الاخوان جمعية دينية دعوية، وان أعضاءها وتكويناتها وانصارها لا يعملون في المجال السياسي، ولا يسعون لتحقيق أهدافهم عن طريق أسباب الحكم كالانتخابات، ونفى أن يكون ذلك من بين أهداف جماعة الإخوان المسلمين، الأمر الذي جعل قانون حل الاحزاب الذي اصدره مجلس قيادة الثورة لا ينطبق على الاخوان المسلمين.

ثم حضر إلى مكتب جمال عبدالناصر وفد من الاخوان المسلمين مكون من الصاغ الإخواني صلاح شادي والمحامي منير الدولة وقالا له: "الآن وبعد حل الأحزاب لم يبق من مؤيد للثورة إلا جماعة الإخوان ولهذا فانهم يجب أن يكونوا في وضع يليق بدورهم وبحاجة الثورة لهم فاستخدمهم عبد الناصر للوصول وتامين منصبه لدرجة انهم ظنوا انهم الان هم من يحكم مصر حتي اصبح تطلعهم للسلطة ولكرسي الحكم المسيطر وجاء التحول بعد حادثة المنشية وتخلص منهم واعتقال القيادات وكسر شوكتهم عهد انور السادات تقابل معهم السادات في فترة مبكرة من حكمه وذلك في صيف عام 1971 في استراحة الرئاسة بجنا كليس في الاسكندرية، وبترتيب من الملك فيصل ملك السعودية الذي رتب لقاء السادات بزعماء الاخوان في الخارج ومن بينهم سعيد رمضان، زوج ابنة حسن البنا ورئيس المنظمة الإسلامية في جنيف التي كانت ترعاها السعودية، قال لهم إنه يواجه نفس المشاكل التي قاسوا منها، ويشاركهم أهدافهم في مقاومة الإلحاد والشيوعية،والحرس القديم الغير مؤمن به كرئيس لمصر وعرض عليهم استعداده لتسهيل عودتهم إلي النشاط العلني في مصر".

وبالفعل قام السادات بالافراج عن المعتقلين من جماعة الاخوان المسلمين سارت العلاقة بين تحالفات الاخوان والسادات و قام السادات بتشجيع نشاطات الاخوان لمواجهة المد الشيوعي والحرس القديم (الناصريين) مما أعطاهم الكثير من الفرص لتحقيق أهدافهم السياسية للتغلغل داخل أوصال الحياة السياسية والاجتماعية والنشاطات النقابية وتطلعهم للسلطة وكرسي الحكم اصبحت جماعة الاخوان المسلمين صداعا فى رأس حكم السادات خاصة بعد توقيعه لاتفاقية السلام فقرر التخلص منهم١٩٧٩ مواجهة بين عمر التلمساني والرئيس السادات خلال ندوة عقدت في الإسماعيلية، حيث اتهم السادات الإخوان بمعاداة الوطن، أما التلمساني فقد شكاه إلي الله. عام ١٩٨١ القبض علي قيادات الجماعة والزج بهم في السجون، ضمن اعتقالات سبتمبر الشهيرة في عهد مبارك العشر سنين الأولى علاقة احتواء تعامل فيها مبارك مع أعضاء الجماعة باعتبارهم فصيل موجود على أرض الواقع ولاضرر من التواصل معها،واستخدام رموز ها في المصالح لكن بحذر؛ بحيث يتجنب كل طرف الاصطدام بالآخر.

ولاحساس مبارك بطموح الجماعة بالسلطة وكرسي الحكم في مصر العشر سنوات الثانية تغير الوضع بعد محاولة اغتيال مبارك واتهام الاخوان بالضلوع فية فكان صدام حقيقي في السنوات الاخيرة كان هناك صفقات بين نظام مبارك والاخوان في محاولة منه لتنفيذ مخطط التوريث في عهد مابعد ثورة 25 يناير وصول الجناح السياسي للإخوان لسدة مجلس الشعب واثبت انه غير قادر علي ادارة توجهات البلاد وطموح الشعب في الحرية ومساواه والعدالة الاجتماعية وانه كل ما يملكة من معاير ليست الا نظرية في عهد الرئيس القادم اتوقع ان يكون تحالف قوي جدا بين من سيحكم وجماعة الاخوان حتي يثبت حكمه خلال ثمانية سنوات وخلالها سيكون هناك صدام بينهم لطموح الجماعة في الهيمنة والسلطة وتسير الامور من خلالها وفي هذه الحالة سيعود بهم الحال الي ما كانوا علية منذ عهد عبد الناصر